عرض مشاركة واحدة
قديم 01-01-2012, 01:46 PM
المشاركة 23
الدكتورة مديحة عتيق
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
ص19
و"نعي تانجو" (The Obituary Tango)"(63) التي رشّحت لجائزة "كان" للكتابات الإفريقية لعام 2005، (Caine Prize for African Writing) أنتج عمله الصّحفي عددا لا يحصى من المقالات يسلّط معظمها الضوء على الوضع السياسي الراهن للسودان المضطرب والعالم العربي"(64)
ارتاد محجوب مناطق كثيرة لتحديد الهويّة، ووظّف تقنيات حداثيّة لينتقد التاريخ الاستعماري في وطنه الأمّ السودان. في (Navigation of Rainmaker ) و(Wings of Dust) و(In the Hours of Signs) رسم خريطة جغرافيات الوعي ما بعد الكولونيالي النفسية و السياسية والتاريخية وتجلّياتها المعارضة، وذلك من منظورات لا تعدّ و لا تحصى(65).
أبطاله هم "شباب غاضبون" يسعون إلى تحليل غربتهم / أجنبيّتهم عن المجتمع و"مقيمون حديثون" يتأمّلون مقامهم الشّتاتي ، ويشعرون بالحنين تجاه أرض بكرـ ما قبل كولونيالية وغير مدنّسة- يمكنها أن تهدّأ من قلقهم، وتتّسع لعتبات شعورهم (Liminality) من خلال منحهم شيئا من معاني الانسجام.إنّه العربي/ الإفريقي الذي لم يستثمر فحسب التعقيد الانفعالي للعالم ما بعد الكولونيالي بل فحص بتحدّ نتائج اللقاء الثقافي.
رسم محجوب بدقّة تعدّديّة الانتماءات العرقية في السودان: الشمال مقابل الجنوب، المسلمون مقابل المسيحيين، الاختلافات العرقيّة، والثقافية، والسياسية، والاقتصادية التي يمكنها أن تقوّض أيّة محاولة لبناء دولة قوميّة.
وبالنسبة إلى شخصيّاته ـ وكلّ وحد منهم هائم بين عالمين ـ فالصّدع الخارجي الذي صوّره أصبح صدعا داخليّا، وكلّ ما استطاع محجوب فعله هو أن يسأل كيف يمكن للتجذّر(rootedness)، والسّكن (dwelling) والاقتلاع من الجذور (uprootedness) والتشرّد، وعبر-التجذّر (transrootedness) والهجرة أن تشكّل هويّة الكائن البشري، وأن تحوّل المرء إلى ساكن أصلي أو أجنبي أو مستعمِر أو مسافر أو مهاجر، أو بدويّ، أو لاجئ أو منفيّ "(66)
وبالنسبة إلى الكاتب الليبي البريطاني هشام مطر فإنّ المنفى له ظلال ومعان مختلفة ، وُلِد مطر في نيويورك وترعرع في ليبيا ومصر، وتعلّم في بريطانيا، يمكن وصفه بأنّه" تائه" آخر، يجب أن تكون روايته الأولى "في وطن الرجال (In the country of Men) (2006) الأغضب ـ وفقا لستي......يُتبَع
هوامش ص19:
(63) نُشِرت أوّل مرّة في الصحيفة ما بعد الكولونيالية (42Wasafiri) (صيف2004) ومنحت اسمها عنوانا لأنطوبوجيا "نعي تانجو: مختارات إبداعية من جائزة" كان" الكتابات الإفريقية 2005، (London Internationalist، 2006).
(64) تُرجِمت رواياته إلى الفرنسية، والإسبانية، والألمانية، والإيطالية، والدانمركية، والتركيّة.
(65) Micheal .A.Chaney, http://biography.jra&é"org/pages/4547/Mahjoub-Jamal.html.
(66) Carolina A. Mohsen, Narrating Identity& Conflict : History, Geography and the Nation I Jamal Mahjoub’s portrayal of Modern- Day Sudan” World Literature Today”74.3 (June2000) : 541-54.