الموضوع: طابع بريد ...
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
6

المشاهدات
4171
 
زياد عموري
من آل منابر ثقافية

زياد عموري is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
109

+التقييم
0.02

تاريخ التسجيل
Sep 2011

الاقامة
قلب سوريا

رقم العضوية
10422
12-30-2011, 12:35 PM
المشاركة 1
12-30-2011, 12:35 PM
المشاركة 1
Red face طابع بريد ...
كنت كلما رأيتها أمامي ... أرتجف ...
وأكاد أهذي ولعاً ...
كنت أنتظر خطواتها أكثر من الطريق الذي يحتضنها ...
و أسمع همساً كان صوتها ...
كانت تجلس معي في نفس الصف ...
وكنت ألحظ أنها كل المكان ...
لفرط إعجابي بها نسيت أيام عمري كلها ...
وكنت أطاردها لألتقط فرصةً تقربني منها ...
يوماً بعد يوم ...
وأنا أنتظر ...
حتى كان يوم جاءت إلي مرتبكة ...
وقف قلبي عن الدوران ...
وتلعثمت أنفاسي ...
وجف حلقي وأمعائي ...
وقفت أمامي وأخبرتني عن الساعة والمكان اللذان يناسبانها ...
وطارت من أمامي على عجل ...
وطار قلبي فرحاً ...
وبدأت أمجّد حباً لا يقاوم ...
بدأت أباهي نفسي بما حصل ...
وأني الوحيد الذي أرغم فتاةً على الاعتراف ...
وأني ...
وأني ...
والساعة المجنونة لا تسير ...
والطرقات الضيقة تتسع لكل الكون ...
وصلتُ إلى الموعد قبل عمرٍ من الانتظار ...
وانتظرت محدثاً نفسي ...
سأعترف لها فوراً ...
لا .. لا ...
سأتظاهر بأني لا أعرف ...
وأتظاهر بالغباء أكثر ...
و ...
و...
وأطلت بمشيتها الخجلى ...
ولم تصل إلا قبل أن يجف دمي بقطرة ...
جلست وهي تحاول ألا تثير الفضول من حولنا ...
و اعتذرت عن التأخير ...
وقالت عدة أشياءٍ دفعةً واحدة ...
عن احترامها لي ...
وثقتها بي ...
وأنها تعتبرني أشياء كثيرة تخصها ...
ولذلك اختارتني من بين كل الزملاء ...
كانت تتكلم وقلبي يلهث وراء الكلمات ...
منتظراً شيئاً آخر ...
لكنها لم تقله ...
ولم تعترف ...
إلى أن طلبت مني أن أحدثها عنه ...
وأن أتكتم عن سرها ...
لفرط دهشتي ...
لم أنطق إلا بعد استغرابها ...
وطلبت مني أن أبلغه بإعجابها ...
وأن أرجوه نيابةً عنها أن يلتفت لها ...
ثم ...
أعادت رجائها بالكتمان ... ومضت ...
بقيت بعدها منتظراً ...
لأعيد لنفسي شجاعتها ...
بأن تعتاد على الأمر ...
ولا تشعر بالخذلان ...
وأني صديقٌ أفضل مني حبيب ...
ويكفيني ان أكون موضع ثقتها الوحيد ...
وعدت ألملم جراح الخيبة ودموعها ...
وحين جاء الغد ...
ذهبت بعد عناء ...
دخلت مبنى الجامعة الموقر ...
وكأن الكل يهمس عن خيبتي ...
وكأن الكون كله بانتظاري ...
شعور المرارة كان يقظاً في داخلي ...
فقررت أن أنهي مهمتي وأرحل ...
أخبرته بسرها ...
فضحك من كل قلبه ...
وشكرني على أداء الأمانة ...
وأخبرني أني مرسالها الرابع ...
وهو لن يكترث ...
أردت أن أصفعه ...
أو أقتله ...
أو أقتلهما معاً ...
ظننت أني شاهدٌ على حبهما ...
وأني الأمين الذي لا يخذل من وثق به ...
وأني الصديق القديم ...
فجعني أن أكون طابع بريد ...
يستعمل مرةً واحدة ...
ويرمى بعدها ...







كفى بك داءً ...
أن ترى الموت دواء ...