الموضوع
:
نقش !!!
عرض مشاركة واحدة
12-29-2011, 07:11 PM
المشاركة
14
غادة قويدر
أديـبة وشـاعرة سـوريـة
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 1
تاريخ الإنضمام :
May 2010
رقم العضوية :
9194
المشاركات:
733
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الفيفي
إنني أعرف هذه الأماكن ...
موسيقى تائهة تنبت من مروج الذاكرة ,لكأنني سمعتها ذات عصر قديم
,تنمو وتسري الان في جسدي.
**
منذ زمن طويل ,وهذه الدروب تقتات من قدمي العاريتين,موازيا اللامان وأنا
اعبر في طرق موحشة ,وأزقة وعرة في جبال وكهوف نائية ذات رائحة عتيقة ,
فيما مضى كتبت ,بل كتبنا على بعض الجدران الحجرية ,
في مكان ما ,نقشنا نقشا ,وها أنا ابحث عنه !!!
والآن أنشودة ذات إيقاع حزين تصعد من هنا ,من الصدر
تصعد ملبدة بغصة خانقة ,
وفي مكان قريب هنا أسمع نشيجا ,من صخر أصم ,وربما من خلف الصخور الزرقاء يأتيني الصوت !!
آه منذ الفجر الأول وأنا اضرب وحيدا في قفار الأرض .
نقش ما على صخرة ما يناديني ,انه يعنيني !!
حزين أنا كغصن بتر من شجرة ,أوكطفل شهد سقوط الشمس واندثارها ,
تلك الكارثة الموجعة التي أعقبها خراب العالم .
إن حلول الشتاء وعبوره في قلب رجل مريض ,يعادل مأساة الحزن الأليم ,الناتجة عن رحلة
لانهاية لها في دروب الشتات وكهوف الجبال,بحثا عن نقش .
الشاعر والناقد القدير عبد الله الفيفي
سعيدة انا أتجول بين ثنايا تعابيرك الجميلة ورغم الجو المحزن للنص
الا انني وجدت فيه أطياف من الحزن تتدرج عبر مسالك البوح المتمكن لغة ومعنى
والتي تحمل في معانيها دقة تتلقفها عيون القارىء بشغف وتتخلل ذهنه أسئلة شتى ..
ترى هل تحفر الاحزان حروفا عميقة في الروح وتنقش على جدران الذاكرة الى ذات حين ؟؟
الكارثة الموجعة / حلول الشتاء / دروب الشتات / كهوف الجبال/النشيج ....الخ
جميعها تعابير تكاد تستقطب الحواس الخمسة الى بيان المقتدر على صناعة الفكرة والكل يخضع لمعايير ادبية وفلسفية ربما
أنت اردته ان يكون كتحصيل حاصل وترجمة واعية لما يدور في فلك الروح ومؤازرة الخيال ،
عبر سرعة البديهة في استجماع المفردات هذه بنص قصير ..أتت كاستغاثة طفل حلّ عليه الظلام وهو في منفى ...فأنىّ له الشجاعة على الثبات ..!!
فالليل ياسيدي ونيس الحالمين ولحاف المتهجدين الا عن العذاب..
تحية لك ولعذوبة ما كللتنا به من متعة القراءة هنا
للشام فروضٌ من الحبّ تسكنها الأرواحُ
وظلٌ تائهٌ على جلبابِ الزمانِ فأبشري
وهذا الفمُ فمي وأنت السواكُ أُشبههُ
ان نطقتُ باسمكِ تعطرتِ الجراحُ
كم نامتْ على كؤوسكِ المترعاتُ شفاهٌ
وتهاوتْ على صدركِ الشامخِ أتراحُ
أقولُ : أنا العاشقُ الطّرِبُ فيا حُسْنُ
استيقظْ في مقلتيها وتوضأ بهما ياراحُ
عادني الشوقُ في غربتي
إليكِ جئتُ أسبرُ قيظهُ
دمعاً يلفظني ومنديلٌ راقَ له النواح
غادة قويدر
رد مع الإقتباس