عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
6

المشاهدات
3863
 
ديمة زيدان
من آل منابر ثقافية

ديمة زيدان is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
14

+التقييم
0.00

تاريخ التسجيل
Dec 2011

الاقامة
jordan

رقم العضوية
10731
12-29-2011, 05:58 PM
المشاركة 1
12-29-2011, 05:58 PM
المشاركة 1
افتراضي ارجوكم انتقدوني لان اوراقي ما زالت حبيسة في خزائني
* تحت البتلات تختبئ قصيدة *

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
تتراقص قدماها على إيقاع الموسيقى الشرقية، تخطو خطواتٍ أشبه ما تكون بحروفٍ مترددةٍ خجولة، اصطفت معاً لتنسج كلمات الهمس في قصيدة شاعرٍ مبتدئ ، يخط حروفاً لا يلبث أن يقوم بشطبها مراراً وتكراراً، فلم ترقَ بنظره بعد لمستوى الشعور.

تتأود على الأرض بحركات عشوائية رعناء، تجاريها في ذلك الاهتزاز العبثي رزم ٌ من سنابل القمح التي حصدت وجمعت في صوامع قريتها النائية، قد هالها ما آل إليه أمرها ،رغم عتمة المكان وجنوح الظلام ، مازال يعتريها فيض من ذكريات، لصور مداعبة النسيم لأوراقها، فلا يعوزها إلا الانحناء خجلاً وحياءً لرقته ، فما أن ترى الشمس هذا المشهد تبتسم ابتسامتها الصفراوية، فلن يغيب عنها إدراك بطائن الأمور، كيف لا وهي سيدة الإغواء، حقا لقد أجادت تعليم تلك السنابل كل حيلها السحرية.

لكن لا يسعنا الآن سوى انتظار عملية مخاض الحاضر، كي نستطيع رسم صور ملامح المستقبل لتلك السنابل، فهي في الحقيقة لا تختلف قصتها عن قصة تلك الفتاة، لأن كلتيهما ببساطة مزجتا في نفس البوتقة، فالنتيجة إذن واحدة " لن نشهد أبدا ولادة الماضي" ، نتيجة منطقية حتمية، لن نرتمي في أحضــان الهواء بعد اليوم، ولن يقوم هو بدوره بمسح قطرات الندى المنساب على الوجنتين في الصبـــاح الباكر ،فقد استيقظنا توا إثر كابوس ٍ يراودنا منذ شهور، بل قل منذ سنين، نرى أنفسنا فيه نثراً طُحن في رحى الزمان.

ترتفع أصوات قرع الطبول، تتباطأ الخطوات ، لم يسدل الستار بعد عن المسرحية الهزلية المقامة في العقل الباطن، ما زلنا نرى الممثلين يعتلون المسرح انتشروا على خشبته ، يراودنا شعور مريع باندساس الأشباح بيننا، ننصت بحذر هل هي تقهقه؟!.

لا .........
تبكي ؟!
لا .........
تهمس ؟!
نعم . تهمس.


تومئ لنا بتوجيه أحداقنا شطر مصدر الصوت المفجع، فينقشع الدخان ، ما هي إلا هنيهات، ها نحن نرى بوضوح سمات طفلة بريئة تقف وسط المسرح، يا إلهي ما هذه الأجواء؟!، يا لها من أجواء!!!!!.

نكاد نختنق، لكن سرعان ما نتنفس الصعداء، حين تعيد أناملها الصغيرة عقارب الساعة إلى الوراء، نصيخ السمع جيداً لشجارهما ، يتصايحان، يتبادلان التهم والشتائم ، نحدق بالصغيرة، ازدادت شحوباً ،وازددنا خوفاً، قالت مخاطبة لنا :
لا تهلعوا، لا تجزعوا، سيهدآن، نعم هما دوما يهدآن، لا شأن لنا بهما، دعوني أهرع إلى غرفتي، سأحشد حشداً من الدمى ، سألقي خطبتي المعتادة في مثل هذه الظروف العصيبة ، لا داعــــــي للثورة ، سننشد الأغاني ونمارس طقوس اليوغا، سنهدأ جميعاً، وسيعود كل شيء لسابق عهده ،ستهدأ الشواطئ، وستعود قطعان الغزلان الظمأى لتروي عطشها من ينبوع السكون، ذلك فقط عندما تنقشع الغيوم التي حملها لنا معه فصل الشتاء.

سرعان ما تنقطع أوصال الأفكار في خطبتها الغناء، لتقوم بتدنيسها تلك الظلال المتلاحقة على الجدران المتنقلة بين الغرف ، لا تعترف بقدسية الناسك المعتكف في محراب معبده الصغير، لتجثو على صدور أوراق الطفولة المتبعثرة في الفراغ ، تغلفه بصمتها، تكمم أفواه الدمى حتى لا تجرأ أبدا على العصيان .

بقوة تجتذبها إحدى تلك الظلال، تسحبها نحو المجهول.

- أمي ............أمي.
سيعود النورس إلى الشاطئ، سيرسو القارب، سيهدأ أبي كالمعتاد.

- تعالي...... هيا..... تعالي ، لا تحشري أنفك بما لا يعنيكِ.

- إلى أين؟ أنا أحب بابا .


- وأنا كذلك ،لكن أنت لا تفهمي.

- حاولي ان تشرحي .
أرجوك سأقطع عهدا أمامك وأمام شعبي، لن أتمتم بكلمات غير مفهومة بعد اليوم، ولن أجلب بلبلة في الحفلة وسط صديقاتك كما كنت أفعل فيما مضى، صدقيني هذا وعد، دعيني أعود، لأفي بنذوري، فلم أتمم مراسم زواج دميتي ، ولم أعالج ساق حصاني الخشبية، وتلك الزهور على حافة الشباك، لم يتسنَّ لي بعد أن اشهد عملية ولادتها، لقد بذرت أجنتها قبل يومين، وعدتها أني سأكون يوم تكون.
أرجوك بل أتوسل إليك دعيني أعود.

للأسف لم تشفع لها عبراتها، ولا صوت اصطكاك أسنانها، ولم تجدِ توسلاتها. بل باءت جميع محاولاتها بالفشل. عبثاً حاولت استجماع القوى التي تحول دون أن تطويها بين جناحيها جنية المساء، لتحلق بها في كنف الغموض والفوضى، عبثاً انتظرت الفصل تلو الفصل، علها تعود إلى بيت سكنته الأرواح، فتودع أول كل شهر عصافير الحزن الأسيرة في قفصها الصدري، تُحملها رسالة لبتلات الزهر المنسية على حافة الشباك، تُبلغها سلاماً ووعوداً، بأنها ستعود لتشهد الميلاد.

تدور مع الأرض دورتها الطبيعية حول الشمس، لكنها تدور حول نفسها أضعاف دورة الارض، في أحد شهورالشتاء القارصة، تنكمش داخل معطفها، تسابق الوقت قبل أن يزدحم الطابور أمام المخبز، لابد أن تسرع لتحجز دوراً لها، قبيل الباب تتسمر في مكانها ،لا من البرد بل من هول المفاجأة.
بائعة زهور وحوض ورد!!!!!!!!!!!!!!!!!!.

- بكم الحوض؟.
- بأربعة دنانير.
- ليس معي سوى دينارين.
- قبلت.

تضم الحوض ،تحتضنه بين ذراعيها، تدثره بمعطفها، وتهرول على الطريق، كأم ثكلى انتزع حسام الموت زوجها وأبنائها وترك لها أصغرهم ، تعدو به تسابق الريح ، كي لا يلحق بها الردى وينتزعه هو أيضاً.

تتحدث مع ذاتها: الحمد لله ، اليوم سوف أفي بنذري، لقد وعدت شعبي أنه عندما يحين يوم الميلاد ستقرع أجراس العيد، احتفالاً بألوان الزهر المزدانة بها غرف الطفولة.

لم تعد طفلة لكن لا بأس من العودة، من قبيل أن شيئا لم يحدث، ولا بأس أن تعيد كتابة التاريخ منذ لحظة الميلاد.


تفتح الباب دون أن تحدث أي صرير .


- بتول أخيراً، لماذا هذا التأخير؟؟ هلمي........ أحضري الخبز وقارورة الماء، فعمك يتضور جوعاً ، ولقد خلت أني سمعت عصافير بطنه تزقزق ، أسرعي يا ابنتي.
- إني حقا آسفة ولكن ما وجدت خبزاً، كان المحل مغلقاً .

لم تنبس بكلمة أخرى ، حتى سمعت خوار ثور هائج، يعفر الأرض عفراً .

اقترب منها

- هذا المخبز تحديداً لم يغلق أبوابه ليلاً اأو نهاراً، يا لكِ من كاذبة !!!!! ما تخفين تحت المعطف.
- لا شيء يذكر.
- ما هذا؟!!!!............. تعالي.............. وانظري ما احضرت فلذة كبدك المدللة،
ورد .........حوض ورد.

- بتول ما هذا الورد؟!!!!!!!!!!.

-أقسم أني أحضرته بنصف ثمنه.
- أين الدنانير؟.

اطبق الصمت قليلا طقطقت رأسها إلا أن براكين غضب زوج أمها لم ترحم نعومة ملامح وجهها ، وأنوثة جسدها الضعيف، فانهالت عليها اللكمات والركلات من كل صوب ، في ليلة مُقمرة مغمورة بضياء خفيف ، صرخ الألم عندما إنتزع الثور ضلعاً من أضلعها ليصنع طبشورة كي يكتب على جدران الغرفة

لقد هدرت مالي. .............. لقد هدرت المال العام.

لم يهن على الام ان ترى الصغيرة تغيب بين ثنايا الجور الواضح صرخت:

- لكنها تعمل.
- جميعنا نعمل من أجل لقيمات لا بتلات ، هيا اذهبي واصنعي حساء زهور، لكي تطفحي السم أنت وابنتك المدللة.

- دعها . . منذ سنين هجرت الألعاب، لا بأس فالخبز أيضا نتاج السنابل .

يسدل الستار، ونحن نعلم انها ما زالت هناك ، لقد رأيناها ترقص فوق بتلات الأزهار المتناثرة لتكتب بقدميها قصيدة يحملها ساعي البريد إلى ذاك الشائب.


يا أبتِ
أرهقتني تلك اللعبة التي نلعبها.
نحن فيها لا نفعل شيئا سوى أن نغير معاني وأسماء الأشياء.
يا أبتِ أنت تقلب حرف الحاء بالباء.
لتستوي المعاني ليصبح معنى الود مرادفاً لمعنى الفناء.
يا أبتِ أنت تدفعني بيديك لمتاهةٍ نعتت بالشقاء.
يلهث فيها عقلي، يعلو فيها صوت أنفاسه، عندما يشتد عليه العناء.
يضيقُ النَفَسُ ويقلُ الهواء.
فتعدو روحي إلى الجرم البعيد لتضيع في سراديب السماء.
فدعني أحبسها داخل أنفاسي .
فهل تعلم أني قد فهرست المآسي.
فأدرجت توا في دفتر منحته لي .
رقماً آخر، لجرح آخر، صدر عن أهلي وناسي.
أدرجته ضمن سجل عنونته بالوضع القاسي.
لو أنك فقط أجدت الإصغاء.
لجنبتني جرحاً بالكبرياء.
فها أنا ألملم الأجزاء
لأجاريك بلعبة تدعى لعبة الأسماء
يا أبتِ
هل حقا أصلح للبقاء؟
اجبني هل حقا أصلح للبقاء؟:(



التعديل الأخير تم بواسطة أحمد فؤاد صوفي ; 01-02-2012 الساعة 09:09 PM سبب آخر: تضبيط لا أكثر