الموضوع: ثَورةُ الشُّعوبِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-28-2011, 08:05 AM
المشاركة 7
الصورة الرمزية عبدالسلام محمد القطيط
عبدالسلام محمد القطيط
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
أخي الحبيب الشاعر الطبيب الميدع بحق هشام الصباح، الذي كان لي عز الصاحب وخير الزميل ونعم الصديق أثناء عملي في طبرق كجراح أوعية وصدر.. وكانت لنا جنات وارفات الظلال كنا نترشف فيها من عيون الشعر العربي الجميل ومنه شعرك الرائع الذي كان ينزلق من لسانك عذباً طرياً رائعاً عندما كنا نلتقي في أوقات الفرغ القليلة التي تتيحها لنا هذه المهنة المتطلبة. نعم لقد أتيت إلى ليبيا أثناء الثورة وزرت طبرق وأتيت إلى مركز البطنان وبكيت على الأطلال ولكنه كان يوم جمعة فلم أر إلا القليل من الزملاء ولم ألبث إلا ليلة واحدة.
لاوالله ياأخي فإنه ليس وحياً كما تعلم وحسبي يكون ذلك أمراً أجراه الله على لساني وأنا لاأستحقه فحتى فراسة المؤمن هي عني بعيدة والله يعطينا الفراسة والحكمة إن شاء الله. والله لم تنتابني لحظة شك واحدة أن الثورة منتصرة وأن القذافي مذبوح والحمدلله فقد كان وقدر الله أن تمسكه قوات من مصراتة مدينتي الجبيبة التي أراد أن يمسحها من خارطة الوطن وذاكرته ولكن هيهات هيهات. وشيء من هذا حدث لي عندما أرسلت قصيدة وجه القمر ونشرتها في الفيس في الليلة التي تمت فيها إستقالة مبارك وكنت أهديتها إلى أولئك الصامدين في ميدان التحرير، فما حل الفجر إلا وهو خبر بعد عين. إقرأها فهي منشورة هنا ايضاً.
إن هذه الثورات ايها الصاحب هشام هي ومضة الأمل في ظلماء أمتنا التي طالت، وهي الشعلة الملتهبة التي تنير لنا الطريق، وهي الأمل الذي نرنوا غليه ونحبه ونريده أن يتحول إلى حقيقة ماثلة في واقع الأرض، ولهذا كله فنحن لانريد لها أن ينطفيء أو أن يتحول مسارها أبداً كما يحاول الموتورون والسماسرة والأوباش ولن نسمح لهم بذلك أبداً.

سلامي إلى كل الزملاء وإلى أبنائنا ويناتنا الذين كنا ندرسهم ونعلمهم الطب معاً وصاروا الآن أطباء وطبيبات. سلامي إلى الأرض والهواء والشجر والماء وكل شيء جميل ورائع في تلك المدينة الرائعة طبرق، التي يلامس خليجها الدافيء صدر بحرها الصافي في همس عاشق لايتوقفان أبداً. وطبعاً سلامي إلى محمد الحبيب الذي هو الآن في البيضاء وسيرجع إليكم قريباً، وخذ بالك منه، وهو على فكرة يحفظ الكثير من الشعر العربي ويجيد إلقاءه فأعطه من شعرك فستجده كما تحب وترضى إن شاء الله تعالى، لعله يصير أيضاً شاعراً طبيباً في يوم من ألأيام فأنا لاأرى الطبيب إلا شاعراً، وكيف يمكن أن يكون غير ذلك؟

لك مني أجمل التحايا وألطفها وأطيبها أيها الصاحب هشام.. وأرجو أن تمكون أنت واسرتك في خير حال.

سأغادر الآن إلى المستشفى والساعة الآن قد أشرفت على السادسة صباحاً...
كم أسعدتني هذا الصباح أيها الصباح...

أخوك المحب
عبدالسلام القطيط