عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
8

المشاهدات
11958
 
عمر مسلط
من آل منابر ثقافية

عمر مسلط is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
614

+التقييم
0.10

تاريخ التسجيل
Sep 2007

الاقامة
الأردن

رقم العضوية
3984
12-27-2011, 10:18 AM
المشاركة 1
12-27-2011, 10:18 AM
المشاركة 1
افتراضي المناهج النقدية الحديثة الواقع والمأمول
المناهج النقدية الحديثة الواقع والمأمول

د. علي الحمود


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ارتبَطَ ظُهورُ النقد الأدبي بظُهور الإبداع، فوجودُ أوَّل نصٍّ إبداعي صَحِبَه ولادةُ أوَّل ناقد هو صاحب النص نفسه.

ومن هنا تبدو علاقة النقد الأدبي بالأدب علاقة وثيقة ترسَّخت عبر تقدُّم الزمن، وظلَّ النقد الأدبي شاهِدًا حيًّا على تطوُّر الأدب عبر العصور المُتَلاحِقة صَحِبَه في مراحل ضعْفه وقوَّته، وظلَّ للنقد الأدبي نفوذُه على الأدب؛ يُفسِّره تارةً، ويعرف به تارةً أخرى، وفي عُصور ازدِهاره كان له أثَرٌ فاعلٌ في توجيه الأُدَباء إلى الأنموذج الأدبي الرفيع الذي ينبغي أنْ يتقدَّم.

وفي العصر الحديث شَهِدَ النقدُ الأدبي تطوُّرات ملحوظة؛ تبعًا لتطوُّر العلوم واستقلالها، فكان ثمرة تطوُّر علم التاريخ ظهور المنهج النقدي التاريخي، وكذلك الحال مع علمي: الاجتماع والنفس.

وهذه المناهج النقدية كانت وما زالت من أهمِّ المناهج النقدية التي يستَعِينُ بها النُّقَّاد في دراسة الأدب، وممَّا يُؤخَذ على هذه المناهج أنها تَنظُر إلى الأدب من الخارج، فالمنهجان التاريخي والاجتماعي يتَعامَلان مع الأدب بوَصفِه وثيقة تاريخية واجتماعية.

أمَّا المنهج النفسي فيتعامَلُ مع المُبدِع بوصفه إنسانًا يحمل عُقدةً نفسيَّة؛ بمعنى: أنَّه إنسان غير سَوِيٍّ، يُضافُ إلى ذلك أنها أهملت طبيعة الأدب وتجاهلت الفروق الفرديَّة بين المُبدِعين، فجاءت الدراسات النقدية الحديثة مفتقدةً الذوق الفني الذي هو أساسٌ من أهمِّ الأسس التي ينبغي أنْ يتَّسم بها أيُّ نقد أدبي.

وفي مرحلةٍ لاحِقةٍ ظهرت المناهج النقدية الحداثيَّة التي وُلِدتْ من رَحِمِ الدراسات اللغوية الحديثة، فتعامَلتْ مع النص الأدبي بوصفة بناءً لغويًّا منغلقًا على نفسه، فحجبوه عن المؤثِّرات الخارجية التي أسهَمتْ في وجوده؛ مثل: المعتقد والبيئة والثقافة، بل إنهم فصلوا بين النص وصاحبه الذي دفَنُوه (موت المؤلف).

وُلِدتْ هذه الناهج في بيئات غريبة عن بيئة الأدب؛ فجاءت بعيدةً عن رُوح الأدب وطبيعته، ولم تُراعِ الفروق الفرديَّة بين الأدباء، فتحوَّلَ النقد الأدبي إلى عِلمٍ من العُلوم، وهذا كلُّه بحجَّة إيجاد مَعايِير دقيقة صارمة لنقد الأدب، لكنَّها بطبيعة الحال لا تتَّفق مع طبيعة الأدب.

وأشيرُ هنا إلى أنَّ النتاج النقدي الذي أنتجَتْه المناهج النقديَّة الحداثيَّة يفتَقِد المُتعة والتشويق، ففَقَدَ النقدُ كثيرًا من جمهورِه من القُرَّاء الذين كانوا يستَمتِعون بقراءته.

ونتيجةً لإخفاق المناهج النقديَّة الحداثيَّة في إقناع النُّقَّاد قبل القرَّاء بنجاعة هذه المناهج - أُعلِن عن موت الحداثة، وظهرت مناهج ما بعد الحداثة ناقلةً السُّلطة من النص إلى القارئ؛ فعمَّت الفَوضَى في المشهد النقدي، وأصبح القارئ يُؤوِّل النص كما يَشاء، وفقًا لرؤيته الخاصَّة، فبدا اختلاف النُّقَّاد واضحًا حول النص الواحد، فليس هناك قواعد ثابتة يُرجَع إليها في قراءة النص.

إنَّ رحلة النقد الأدبي الحديث في البحث عن منهج نقدي لم تصل حتى الآن إلى المنهج النقدي الذي يمكن الرُّكون إليه في عملية دراسة الإبداع الأدبي، وتكمن إشكالية هذه المرحلة في أنها لم تُراعِ طبيعة الإبداع والمبدِعين، ولم تلتَفِتْ إلى خصوصيَّة الأدب الذي يُعبِّر عن تجارب متجدِّدة ومختلفة من عصر إلى آخَر، ومن بيئةٍ إلى أخرى، بل إنها تجربة مختلفة بين أبناء البيئة الواحدة والزمن الواحد، حتى الأديب نفسه فكلُّ نصٍّ من نصوصه يُولَد في ظلِّ ظروف مختلفة ينبغي مُراعاتها في أثناء عمليَّة النقد.

إنَّ أكبر إشكاليَّة يُعانِي منها النقد الحديث تتمثَّل في غِياب الذوق، يُضاف إلى ذلك تحوُّلُ النقد في بعض المناهج إلى إيجاد نصوص إبداعية تُوازِي النص الأدبي، وهذه رؤيةٌ قاصرة، ويبدو لي أنَّ البريق الذي نالَه بعض الأعمال الأدبية دفعَتْ بعض النقَّاد إلى تبنِّي مثل هذه الرُّؤَى التي خرَجتْ بالنقد الأدبي عن مَسارِه الصحيح.

وفي هذا المقام أرى أنَّ في كلِّ منهجٍ من المناهج النقدية الحديثة جوانب إيجابية وسلبية، والطريقة المُثلَى في التعامُل مع بعض المناهج تتمثَّل في عدم الاقتصار على منهجٍ واحد في مُقارَبة النصوص الأدبية، فالناقد الحصيف هو مَن يستَوعِب هذه المناهج، ويستَثمِر إيجابيَّاتها في عمله النقدي.

إنَّني أدعو في هذا المقام إلى ما يُعرَف بالمنهج المتكامل أو التكامُلي الذي يقومُ على المنهج الفني، مع الاستعانة بالمناهج الأخرى التي يمكن أنْ تَكشِف عن الجوانب الجماليَّة للنص، وتَكشِف عن العوامل التي أسهَمتْ في تشكيل النص.

وأخيرًا:
على الناقد أنْ يضع نُصبَ عينَيْه في أثناء عمليَّة مُقارَبة النصوص الأدبيَّة وفْق أيِّ منهج نقدي يعتمده - التصوُّرات الإسلاميَّة للكون والحياة والإنسان، فلا خيرَ في أدبٍ خالَفَها.
.drop-shadow { position:relative; float:left; width:220px; padding:.5em; margin:.5em 10px 2em; background:#fff; -webkit-box-shadow:0 1px 4px rgba(0, 0, 0, 0.3), 0 0 40px rgba(0, 0, 0, 0.1) inset; -moz-box-shadow:0 1px 4px rgba(0, 0, 0, 0.3), 0 0 40px rgba(0, 0, 0, 0.1) inset; box-shadow:0 1px 4px rgba(0, 0, 0, 0.3), 0 0 40px rgba(0, 0, 0, 0.1) inset; } .drop-shadow:before, .drop-shadow:after { content:""; position:absolute; z-index:-2; } .curved:before { top:10px; bottom:10px; left:0; right:50%; -webkit-box-shadow:0 0 15px rgba(0,0,0,0.6); -moz-box-shadow:0 0 15px rgba(0,0,0,0.6); box-shadow:0 0 15px rgba(0,0,0,0.6); -moz-border-radius:10px / 100px; border-radius:10px / 100px; } .curved-hz-2:before { top:0; bottom:0; left:10px; right:10px; -moz-border-radius:100px / 10px; border-radius:100px / 10px; }



منقول :

http://www.alukah.net/Literature_Language/0/35016/


سَيدَتي ... أجمَلُ الوَرد .. هُو الذي تُغطيه الأوراق !