الموضوع
:
حُروفُ السَّرَابِ
عرض مشاركة واحدة
12-27-2011, 03:22 AM
المشاركة
5
عبدالسلام محمد القطيط
من آل منابر ثقافية
تاريخ الإنضمام :
Dec 2011
رقم العضوية :
10709
المشاركات:
21
صباحك أقحوان مصراتي مبهج كأنه الفرح صار زهرة... أثلج صدري تأملك مطلع القصيدة أ. غادة وتعليقك عليها. الفراق يكون مؤلماً أحياناً كالإنشطار إلى قطعتين. الولادة غير الفراق، فهي إنعتاق يليه القرب والوصال بين الجسمين عكس الفراق الذي لايتبعه في العادة لقاء أو لايرتجى بعده ذلك.. هنا في حروف السراب، المعنى الكامن هو الذي تنتج منه تلك الزفرات، التي تنطلق مع حادي العيس وهو يغني لها حتى تجد في السير بعيداً في عمق الصحراء، والصحراء متروكة للتخيل، فالفراق هو نوع من التصحر، ألييس كذلك؟ وهو يحمل بين طياته ماهو أبعد من فراق الأشخاص، ولكن سقوط المباديء والقيم وإنهيارها في نفوس حامليها، الذي غالباً يصاحب الفراق، وإلا فما الذي يدعو إليه؟ أخلاق الخسة والنذالة التي تتلبس المفارقين الذي ينأون عن الحق الأبلج ويسيرون نو طريق مظلم قاتم أسود كالليل الخالي من وضوء القمر الندي. نحن في أشد الحاجة إلى الحالة الثورية الحقيقية التي إنتابتنا مع حلول الشتاء الماضي، لتستطيل بجسدنا المترهل الهابط نحو الأرض، مندفعةً به إلى الأعلى حتى يتجذر فيها ويتعملق فلايستطيع أعتى الطغاة أن يقف أمامه. وعندما يصيحون في وجه الآن فهمتكم، أو من أنتم أو حتى لن أترشح مرة أخرى، تذهب تلك الكلمات الباهتة في الهواء لتذوب بين ذراته التي تطحنها في سهولة ويسر كأنها فقاعات فارغة. الفراق مر كالعلقم ياغادة، وأغلب الذين يكررون هذا المثل الممجوج لم يذوقوا العلقم يوماً، أما أنا فقد ذقته حقيقةً وليس مجازاً، ولذلك فأنا أعلم أن العرب كانوا صادقين تماماً عندما وصفوا المر بالعلقم. وهل اشد من العلقم ماتمر به أمتنا الآن؟ لك أجمل التحايا وأكرمها وأخلصها.
رد مع الإقتباس