( عند باب المفاجأة )
كنتِ يوماً شـــوقاً يعانق روحي
كنتِ يوماً بـــستان عطر وضوء
وائتلاقا يشعّ بــــالشعر يوحي
كنتِ روحاً ممـــهورة بالجموحِ
***
جنّحتها أحلامـــــها فاستهانت
في سماها بكــــــلّ أفق فسيحِ
***
أوغلت في الــــمدى تعانق حلما
ظلّ وعدا عـــــلى جناح الرّيحِ
***
حلّقت ألف مــــــرّة في مناها
ثم آبت بكلّ حــــــزن المسيح
***
ألبستها سود اللــــــيالي رداء
من أساها مرقــــــعا بالجروحِ
***
فانمحى كلّ ما بـــــها من بريق
واستكانت لغـــــــربة ونزوحِ
***
مات في نبضها الـــــرجاء فباتت
من شقاها في ظــــلّ عجز كسيحِ
***
تلك روح أحبــــــبتها يوم كانت
توقد العشق في دمــــي المستريح
***
فأراني وقد تـــــــلاشيت شوقا
مستباحاً وفي الـــــفناء طموحي
***
وارتمينا على الـــــمواعيد تهمي
ألف سرّ تغلّـــــــفت بالوضوحِ
***
فارتشفنا الهـــــــــناءة لقيا
ومضينا إلى حـــــــدود الجنوحِ
***
ثم عدنا وفي يـــــــدينا الأماني
وشوشات تهــــــــمّ بالتلويحِ
***
وعلى غفلة تــــــــلفّتُ يوماً
لم أجد منك غـــــير طيف شحيح
***
كان تأتي إذا اشـــــتهيت سنوحاً
منه ، أن يرتضي بـــبعض السّنوحِ
***
هدّ روحي اشتيــــاقها فهي ظمأى
لك ، للعشق ، للـــــعناق الصّريحِ
***
وتماديت في الـــــــغياب سنيناً
هنّ دهر على الـــــرّجاء الجريحِ
***
وسرى الشّك في صـــــميم يقيني
فانتظار الحال غــــــشّ النّصيحِ
***
ثم هانحن ـ فجـــــأة ـ بعد يأس
نلتقي عند موصــــــــد مفتوحِ
***
ليت هذا اللقاء ما كـــــــان يوماً
خيبتي فيك خيبـــــــة أن تروحي
***
لست من كنت أنـت أخــــرى أراها
كفّنت نبض روحـهــــا في المسوحِ
***
واستدارت عـن الحيـــــاة فتاهت
في دهاليز عـمرهــــــا المسفوح ِ
( علي عبد الشفيع الخرم / ليبيا )