لا تقف للمعلم يكفه تبجيلاً ** كاد من التبجيل أن يموت ذليلاً
لست شاعرة .. ولا كاتبة .. ولا أديبة
فليس كل من خط سطرين يسمى أديباً
ولا كل من نظم بيتاً على غرار ( قف للمعلم .... ) يعتبر شاعراً
ولكنني معلمة بسيطة .. قضيت في مجال العلم والتربية والتعليم أعواماً زادت على الثلاثين عاماً
وفي يوم المعلم لا أريد أن أقول ما يردده الخطباء ( قف للمعلم .. والمعلم شمعة تحترق لتضيء العتم ووووو غيرها ) من الشعارات التي تتردد على كل الألسنة وتحديداً في يوم المعلم .
إنما جاء هذا القول ( لا تقف للمعلم يكفه تبجيلاً ***** ) رداً لما آل إليه وضع المعلم.
فما دام المعلم على رأس عمله يعطي من نفسه جهداً ووقتاً وعرقاً وهو يتلقى التحية من مسؤوليه
حتى إذا داهمه المرض وشكى جسده وروحه الألم وغشاه الموت مرّ عليه المسؤول والزميل والصديق
وكأنه لا يعرفه .. ويتنكر الجميع لصنيعه إلا من حالات مفردة قليلة تشذ عن هذه القاعدة
ولكن السواد الأعظم من المعلمين يعاني من هذا الاهمال بعد سن التقاعد
ليس فقط هذا الاهمال من المسؤولين .. بل من الطلبة الذين كانوا في يوم من الأيام أمام هذا المعلم المعطاء وقد بُح صوته ونحل جسمه وانحنى ظهره وهو يُعلـّـم ويشرح ويفهّم ويوضّـح
أتساءل : ما الذي يجري ؟ ومن المسؤول عن هذا الاهمال ؟
هل التعميمات الصادرة عن وزارات التربية ؟
أم أن نكران الجميل بات صفة التصقت بنا في هذا العصر؟
أم رغيف الخبز ولقمة العيش والأوضاع الاقتصادية التي صفعت المعلم هي التي أرغمت المعلم على أن يطأطئ قممه أمام طلابه ؟وبالتالي أفقدته احترامه
أم المعلم نفسه هو المسؤول عن هذا الاهمال .. حيث بعض المعلمين أساؤوا لمهنة الشرف فانعكس ذلك على كل المعلمين أم ماذا ؟
شكراً على القراءة
تحية ... ناريمان