الموضوع: نقش !!!
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-22-2011, 02:36 PM
المشاركة 13
عبدالله الفيفي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي


حين يبوح الصخر بهمهمات كتبت ذات عشق على تعرجات خده

حين دبت تلك الخطى وحيدة الا من ذكرى تجوب الضلوع..

الأستاذ عبدالله الفيفي

ونقش أخر عجزت تكهناتي عن فك طلاسمه

عذراً على تطفلي ..

كن بخير

مرحباً بك قلماً جميلاً وفكراً راقي..


مرحبا بك أستاذة سارة الودعاني

شكرا لتواجدك وفخور بأن هذا النص أثار وحفز سؤلا لدى كاتبة بحجمك


****

قبل سنوات اوشكت أن اتحول الى كاتب وذلك قبل تجربة صحافية انهيتها قسرا اثرت على شاعرية القلم

وما لبثت أن دخلت الدوامة ,دوامة النقد والكتابة الأدبية .

والتي ذكرتيني بها الان فأنا الآن سأعترف لك بأنني ونظرا لطموحي في التميز ادبيا جاهدت لأتحول الى ناقد فذ ,وهنا حدثت المشكلة الا وهي تحولي الى اقرب مايكون للآلة ,للآلة المبدعة ,أو حالة اعبر عنها بالابداع الآلي !!!

هل لابد للاديب ان يكون ناقدا ؟هذا جدل قديم وخطير .

وهل مقولة إن الناقد اديب فاشل ؟ أو اديب آلي !؟

ربما !!

ولكنك استاذة سارة عندما تتشتتين وتتجمعين في المدارس النقدية وتتشربينها كأديبة وكاتبة فهذا باعتقادي امر ناجع للأديب بقدر ما ,وقد يكون دافعا جنونيا نحو ابداع خرافي ايضا ولكنه ليس بشرط أن يكون الأديب ناقدا

فالذي نقش بالمسمار ملحمة جلجامش وكتب الف ليلة وليلة أو الذي صنع اخطر الاساطير والملاحم الشهيرة في تأريخ الانسانية لم يكن كذلك .ورجل الغابة الذي صنع الاقاصيص والحكايا

وجدتي وجدتك التي شكلت ادبنا وخيالنا بحكاياهم لم يكن كذلك

ولكنهم الهموا علماء النقد في العصر الحديث ووجهوهم لتأسيس مدارس نقدية !!

الحديث يطول وقد تدخل أحدهم هنا وسألني قائلا الا تزال تكتب ردا مستغربا اطالتي !!!:D

والحقيقة لم تكن هذه المقدمة سوى مدخل لمااريد أن اقول نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

سوف اتحول الى ناقد هنا رغم انه لاينبغي
******************************

النص عبارة عن قصة قصيرة ,هذه القصة بلا أحداث طبعا

فلا رحلة هناك ولا نقش ولا شمس تسقط ولا كهوف وزمنها ايضا مميع وهلامي غير محدد


هذه االحكاية لا تدور في الواقع المعاش انها تدور في الواقع النفسي والروحي للبطل

لايوجد فيها احداث او حوار

فقط الحوار النفسي .
واعتمدت التركيز الشاعري اللغوي المكثف لرصد الحالة بعيدا عن تعقيد وتشتيت العناصر الاخرى
وسود مايسمى بالحوار الداخلي للبطل بطل الحكاية

فيما يسمى بمستوى السرد ,السرد على ما يبدوا يحدث من قبل الراوي (بطل الحكاية )وهذا مايختاره الكاتب لكي يكون مصدرا ثقة للحكاية وتعميق اكثر لوقع القصة على المستمع وزيادة في تأثيرها

قد يكون ايضا الراوي او الحاكي هو ما يسمى بالراوي العليم في النقد وهو جهة خارجية ولكنها تحكي على لسان البطل حتى مايحدث في داخل عقله

وهذا الراوي العليم يتمتع بمستوى خرافي من العلم والإحاطة بالشخصيات ,لدرجة انه يحكي أمورا ربما لايدركها الأبطال أنفسهم عن ذواتهم !!

المهم تبدأ الحكاية بعودة الوعي ,او درجة مشوشة من الوعي .

فيقول


إنني أعرف هذه الأماكن ...
موسيقى تائهة تنبت من مروج الذاكرة ,لكأنني سمعتها ذات عصر قديم

,تنمو وتسري الان في جسدي.

شي يشبه عودة الروح الى الجسد

انها الذكرى الجميلة الموجعة لسسب ما!!

وكل مايحدث هنا طبعا ليس واقعا مشاهدا ايضا وليس مايراه البطل حقا ولكنه قريب من ذلك

ربماهو ما يجسده ويصوره الراوي العليم عن مشاعر تحدث في داخل شخصية وخيال وروح البطل


فلا رحلة قديمة منذ فجر التاريخ ولاكهوف ولا جبال ولاتعب واقعي


هذه صورة ما يحدث هناك وحجم الرحيل والبحث عن مفقود غال جدا وثمين فقده البطل وذكرى غالية كنقش

.النقش لا يتكلم ولا ينادي أحدا ,ولكنه هنا ينادي ,ينادي صاحبه ,انها الذكرى التي تضج في داخل الروح عن عالم مفقود

إن سقوط الشمس وإندثارها وخراب العالم ايضا لم يحدث في الواقع ,هذا حدث فقط في عين البطل او ما يشابهه


ولا أفظع واحزن واكثر دمارا من سقوط الشمس وإندثارها في عين طفل ,(انهيار الحبيبة او ترمدها او تحولها الى الأسود ) بعد أن كانت مشرقة بهية


إن ذكرها يناديه هو يريد العودة ولكن هذا العالم أصبح خرابا ودمارا

ويبدوا أن هذا أصبح مستحيلا

انظري إلى هذا المقطع في اثناء البحث عن النقش يسمع مايلي

وفي مكان قريب هنا أسمع نشيجا ,من صخر أصم ,وربما من خلف الصخور الزرقاء يأتيني الصوت !!

آه منذ الفجر الأول وأنا اضرب وحيدا في قفار الأرض .

نقش ما على صخرة ما يناديني ,انه يعنيني !!


من صخر أصم يسمع نشيجا ,هو ليس متأكدا وربما من خلف الصخور الزرقاء والتي هي اكثر الصخور صمما وصلابة وقوة

ألا ترين انها ربما تبكي لحال البطل أو أنها لفرط الألم بكت !!!ربما ,أو أن خلفها روح زمانية او كائن الوقت الماضي يبكي ,

هناك الكثير من الوقفات ولكن عموما كل الجمل في القصة القصيرة لابد ان تصاغ بدقة وفي مكانها وترتيبها المناسب

اعتذر للاطالة


وشرفت بحضورك للغاية