لـيـتـني ما عـدت ..
... بكت ، حبست شهقتها في حلقها ، خسرت دموعاً كثيرة ، وما لها غير البكاء . في الصباح عبأوا الكؤوس بالحليب ، تناولوا الحلوى الغنية بالدهنيات ، شربوا القهوة على مهل . تمتموا، وشوشوا ، تغامزوا وضحكوا . رافقوها إلى الطريق التي تؤدي إلى المدينة ..
وقفت على طريق متآكلة الحواشي ، تنتظر وتنتظر ، حشرات طائرة تشوش على تفكيرها ، تبعدها بيدها ، فتؤجج حركتها أكثر . طريق تتلوى بين الأحراش والفيافي ، يتناسل الخوف من زفتها الهرم ، حقائبها الحمراء لا زالت جاثمة على صخرة فائضة . كلما سمعت هديراً نبض قلبها ، خفت حركتها . تقف على أصابعها ، تتطاول بعنقها ، تستل نفساً عميقاً من جوفها ، يتدلى رأسها على صدرها النافر واليأس يأكل منها . سافر عقلها بعيداً ، تاه قلبها ، توزع فكرها بين البقاء والرحيل . فضفضت ذاكرتها ، ما انتشلت منها إلا جليد كراهية مقيتة . بالأمس قاموا ، شتتوا ملابسها ، أحرقوا الفائض منها ، قالـوا : سافري ، ابتعدي ، اختاري بلداً غير هذا ، اشتري لنفسك كرامة .. عن بعد ، عنت حافلة تنهب الطريق ، بمقدمتها تخرق الرياح ، بعجلاتها تسف التراب ، تناثر الغبار في كل الاتجاهات . آنذاك ، تأكدت أنها سقطت في حضن النسيان والتهميش ، فـتيقنت أن كل الأمكنة تنكرت لها ، كل القلوب تتمنى أن يكون الموت رفيقاً لها .. رجعت إلى المنزل ، ما بقي في ذاكرتها سوى صورة بيت تهزه الهواجس . بجنون غير مرتقب ، كسرت قفل البيت ، رمت حقائبها وسطه .. نظروا في استغراب ، ما قالوا شيئاً ، عرفوا أنها تقود الموت بنفسها ، أشعلت النار في ستائر منتوفة الحواشي ، تصاعد اللهيب ، دخان أسود عفرها ، أغلقت عليها الباب . اختلط الرماد بالعظام ، فأقاموا في بطونهم وليمة .. |
لفظها مجتمع ظالم فما بقي لها إلا الاحتراقُ ...ألماً
أ. الفرحان .... حزينة .. بجمالٍ قصتك ... أحببتُ ألفاظك و ترميزك الراقي ... صافي الود |
سمفونية جميلة بألفاظها قاتمة بمعانيها المؤلمة المحزنة
تمتعت بحركية انسيابها تقديري |
الأستاذ القدير \ الفرحان بو عزة وهل ما فعلتهُ بنفسها كان سيحركُ شعرة من رؤوسهم؟ إن لم تستحي فأصنع ما تشاء وهم لم يستحوا قلم عَبِقَ بالجمال دمتَ بكل خير |
اقتباس:
الأخت الفاضلة والمبدعة المتألقة .. جليلة .. تحية طيبة .. فعلا أختي ، ما أصعب ظلم الأهل ، وقديماً قال الشاعر طرفة بن العبد : وظلم ذوي القربى أشد مضاضة *** على المرء من وقع الحسام المهند .. سعدت بقراءتك القيمة .. اهتمام أعتز به دوماً .. تقديري واحترامي .. الفرحان بوعزة .. |
اقتباس:
أخي المبدع المتميز .. محمد الصالح منصوري .. تحية طيبة .. فعلا أخي ، بطلة القصة ما هي إلا وجه من واقع جتماعي ممكن .. سررت بقراءتك لهذه القصة المتواضعة .. شكراً على اهتمامك وكلمتك الطيبة .. مودتي الخالصة .. الفرحان بوعزة .. |
اقتباس:
الفاضلة والمبدعة المتألقة .. سهى العلي .. تحية طيبة .. أبداً ، لو كانت فيهم الرحمة والشفقة لمنعوها من المغادرة ، ولما عادت لأخذوا بيدها ، فعندما تبلغ الكراهية ذروتها فلا أمل في التراجع .. شكراً على قراءتك القيمة .. شكراً على اهتمامك وكلمتك الطيبة .. كلمة أعتز بها .. تقديري واحترامي .. الفرحان بوعزة .. |
الساعة الآن 12:08 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.