الولــــــــــــــــــــــــــــــــــيد
الــوليــــد قصة قصيرة طــــارق أحمــــد عـــبدالله و أنا فى تلك الحال من الحيرة إذ بالطفل يتحرك و تدب فيه الحياة و يصرخ .. حذرتنى أمى , قائلةً .: عليك بالحذر عند حمله على يديك لأن أعضائه ما زالت رخوه و ضعيفه .. و لكننى و في زروة فرحى نسيت وصيتها .. و حملت الطفل. فانفصل عضوٌ من جسمه.. كنت أظنه ذراعه اليمنى , بيد أنها كانت ساقه اليمنى !! ما أدهشنى أنه لم يصدر صراخاً كأن هذه الساق ليست له . حاولت جهدى إعادة هذه الساق مكانها .. و لكن لا فائده .. عندها تمنيت موت الطفل حتى لا أبتلى بإبنٍ معوق .. أو من ذوى الحالات الخاصه إن أردت. راودتنى نفسى فى قتله حتى أريح منه و أستريح.. و لكنى لم أفعل .. أترى ذلك العشق بينى و بينها مشوهاً لهذا الحد؟؟ . ذات مرةٍ كانت تعرض عليَّ ساعة يدٍ لها بها عيبٌ في سوارها الذى يتكون من جزءين أحدهما جيد كبير و الآخر رديىء صغير لا يتناسب مع الساعة . قالت لى : - أصلح لى هذه الساعة . عندئذ تذكرت صديقى (( عروه )) الساعاتى , فقلت لها : حسناً لى صديق يمكنه إصلاحها ’و من ثمَّ ذهبت بها إليه ..لكنه أقنعنى أن لا فائده من هذه الساعه و لا يمكن إصلاحها ! فعدت بها إليها و أخبرتها الخبر .. فما كان منها إلا أن أهدتنيها !! فقبلتها منها .. و لكنى ما إن إنصرفت حتى ندمت أشد الندم على قبولها !! أترى تلك ساعة الحبُّ التى بينى و بينها ؟! إذن ما الساعة الواقفه إلا عطاء الحب الذى توقف! و لقد أخذت أبحث و أنقب عن العفة عندها - تخيروا لنطفكم - فإذ بها جالسة فى كامل زيها تمد لى شفتين و تمكننى من تقبيلهما دونما ترددٍ .. أخيراً أدركت الحقيقه ..حقيقتها و حقيقة حبى لها .. و لم أتردد !! . |
لعلّ الفطنة دقت في وقتها المناسب
ومن رجع من نصف الطريق لم يشقَ جميلة بما اختصرت من دلالات تقديري |
شكراً استاذ محمد الصالح
علي هذا المرور الجميل |
الساعة الآن 02:31 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.