![]() |
وصية
رفعها أمامه ...بتمعن شديد أوغل النظر فيها..صدمة شديدة شعر بها تسحبه إلى سحيق الأعماق...زادت نبضات قلبه حتى احسها تتردد بوحشية في رأسه..كتم الصدمة..شعور العجز تمكن منه..لطلما أحب اللون الابيض حين يراه يشع بفرح بين الألوان الأخرى...لكن هذا البياض المتصدي لعينه العارفة...اجتاحه بكره ..بتحد..كل ما قرأه..تعلمه..مارسه في مهنته...يهزأ به الآن..يمد له لسانه بسخرية مقيتة.. باستهزاء..ماذا ستفعل الآن..لا فائدة..تلك البقع البيضاء اللعينة ...منتشرة في كل مكان...الكبد ..الرئتين ...وكل مكان..ترك صورة الأشعة تسقط من يده المرتجفة..البكاء..ردة فعل ما استطاع أن يلجمها..يا إلهي رحمتك..أول سنة في ممارسة الطب..بعد العناء .. الجهد..السهر...أقف بعجر متناه أمام صورة الاشعة لمن كانت سبب نجاحي الرئيسي..كطفل تائه بين زحام الأفكار السوداء...أمي..لماذا إلهي..المرض منتشر..وهذا الموقف أوضع فيه على المحك..لا نفع في علاج..لادواء ...أيام معدودات..شهر ربما أو شهرين..مفارقة أنت لي لامحالة ياقرة العين...ترحلين عني..وصلت يا أمي إلى الشاطئ بأمان على يديك..يد المنية تلوح في الافق..تدنو من قلبك الكبير..العظيم..شيئا.. فشيئا..القلب الذي لطالما ذاق طعم الفرح عند سماع نبأ من أنباء نجاحاتي..نظر من بين دموعه إلى أخوته وأخواته الذين شاركوه البكاء...وقد فهموا بقلوبهم فحوى المصيبة الملمة بهم..ونظر إلى امه..تفاجأ...ابتسامة مطمئنة ترقد على شفتيها الذابلتين..ثقة امتلأت بها ملامحها الحبيبة.....كفكفت دموعه بيديها الحانيتين..طبعت قبلة أثقلتها بفيض من الود والعطف على جبهته المتعرقة...لا بأس بني..الموت حق علينا والرضوخ له لابد منه..عزائي أني أوصلتكم..أبنائي بر الأمان..ابدأوا المسير الآن..الخير.. الخير أوصيكم ..تحابوا بينكم لأطمئن في غفوتي الأبدية..يا فلذات كبدي..فخورة أنا بكم..فاجعلوني كذلك ...إلى الأبد...
|
يا الله .. ما أروعك اختي جيان الشمري..
لقد نجحت في إثارة مشاعري وحزني حيال موقف تلك الأم الصابرة الراضخة لقدرهــا، والموت حق، والآن على أبنائها أن يكملوا الرسالة.. شكرا لك على جميل ما قرأت، مودتي واحترامي وتقديري. تحيتي. |
باقات من مودة وشكر على مرورك الرائع ...يا رائعة
|
جميل هذا الحلم في يقظة وإن غلف بمسحة حزن
يسر العبارة ووضوح الفكرة وانسياب الحركة جعلني أتمتع بما قرأت جزيل ثناء |
الشكر والثناء لمرورك اللطيف سيدي
|
الأخت المبدعة جيان الشمري |
كم هي حثيثة خطى جيان الشمري و هي تأخذ مكانها بثقة تامة كقاصة متميزة تمتلك أدواتها و تستطيع أن تمتلك زمام انتباه المتلقي حتى الكلمة الأخيرة
الثيمة الانسانية التي تعالجها في النص و التكثيف المتميز بحيث تستخدم اللغة في غير تقتير و لا إسراف فقط أتمنى تنقيح النص قبل نشره لتدارك الهمزات الهاربة غاليتي جيان سعيدة أنا بك بحجم السماء قاصتنا الجميلة محبتي دوما |
اعتز بمرورك المثمر وقراءتك القيمة العميقة وهي غفوة ابدية بالنسبة لمن احبها فلربما ليس ثمة لقاء يجمع بينهم ..وهذاهو القصد
|
لاغنى لي عن مرورك غاليتي حقا ريم ..ونصائحك هي اوسمة اعتز بها حقا..باقة حب وعرفان اهديها لك ياعزيزتي.
|
الساعة الآن 03:00 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.