![]() |
|
الطبلاوي يبدع حين تخلو الطرقات من عذابات البشر
مجموعة ( عندما يظمأ النهر ) القصصية http://1.bp.blogspot.com/-MeyuvCek-U...0032012212.jpg بقلم / محمود توفيق حسين يأتينا الأديب خالد الطبلاوي في مجموعته هذه بضميره ، بكل ما تحمله الكلمة من معنى ودلالات ؛ إنه لا يقف في وسط الحلقة كما يفعل الحواة الواقعون تحت ابتزاز الجمهور فيقدمون الدهشة ولو بالألم المكتوم ، ألم الضلوع الذي تكاد تختلف بعد التكتيف المتقن ، خالد الطبلاوي ليس كذلك ، فهو بأدبه هذا الريفي الجميل الشهم الذي يفك أحبال الحواة ، أو يوصي الغلاظ الذين يتقدَّمون لتقييدهم بأن يمارسوا ذلك بشيءٍ من الرحمة. نحن كلنا – أدباء وقراء – نمارس أعمال الحواة وجمهور الحواة بأشكال متباينة ، وخالد بفطرته النقية التقية يأبى ذلك ، ويعمل على تفكيك البراعة الخادعة المبطَّنة بالألم ، إنه في حرب إبداعية ضد القسوة التي نمارسها على بعضنا البعض ، فهي ممارسة ضد الذات ، ضد الفطرة ؛ ومن الجميل أنه ببساطة يكشف لنا بأسلوبه كيف أننا نقوم بتكتيف أنفسنا بعنفٍ حينما نكتب القصة القصيرة ؛ بغرض حبس الأنفاس وتضخيم الحلقة بالمتفرجين العابرين وخلق حالة من الهوس المرَضي، هو لا يحب ذلك ، فالأدب عنده ممارسة اجتماعية مقبولة منسجم مع همَّة الفلاحة وتنميق الباشكاتب ومجاهرة المؤذن من أعلى مئذنة بالريف ، وهو بهذا أدبٌ جديرٌ بدخول البيوت ليسمع منها ويكتب لها ، أما الأدب الذي هو عمل من أعمال الحواة ، الأدب المؤسَّس على البراعة والتوتر وخفة اليد ، فهو وإن كان جاذبًا للازدحام ، إلَّا أنه ازدحام مؤقَّت ، أدب كتب عليه أن يكون على مسافة من بيوت الناس. وخالد الطبلاوي حريص على إبراز وجوه نقية وقوية تصل إلى حد المثالية ، وغالبًا ما تكون وجوهًا نسوية ، ينتصر للمرأة بالشرط الاجتماعي والديني ، وليس بالشرط الغربي المعلَّب ؛ ومع اهتمام خالد الطبلاوي بالبطل المثالي ، إلَّا انه حاذق في تلمُّس الندوب على الشخصيات بطريقة ظريفة ، بعضها لو جمعناها معًا شكَّلت متحفًا حيويًا للشخصية المصرية في أطوارها الغريبة ؛ هنا نحن أمام قلم يقف بالمرصاد لما يسمى بـ ( الملعنة ) و( النمردة ) وبخاصة في تجلياتهما الريفية ، قلمٌ يحمله رجل على ما يبدو أنه يكتب في صفاء الفجر بعد أن خلت الطرقات المتربة مما كانت تئن به من تناقضات وعذابات وأحلام البشر. *** بحمد الله تعالى وتوفيقه صدرت عن مكتبة أجيال بمدينة السادات المجموعة القصصية بعنوان "عندما يظمأ النهر" للأديب / خالد الطبلاوي قدم لها القاص والروائي / محمود توفيق ، الكتاب من القطع المتوسط وعدد صفحاته 168 صفحة و يضم ما يزيد على 60 قصة و أقصوصة وبارقة و خطت شهادتها على غلافه الناقدة الأستاذة / ماجدة شحاته ، والتوزيع من خلال الأديبة : سلوى حبيب أو من خلال الأستاذ : خميس نصر ت 01221919590 |
قراءة جميلة و متابعة واعية
أبرزت كلَّ جميل ،فحياك الله أخي الحبيب / حسين العفنان و شكرا لجميل طرحك. |
بارك الله بكم أ. حسين على النقل الماتع النافع
فالأديب خالد الطبلاوي يستحق ذلك بارك الله فيكم والشكر الموصول للأستاذ محمود توفيق على القراءة المتمعنة |
شكرا لك , هذا الاعداد الرائع للتعريف بنشاط هذا الاديب كم نحتاج فعلا تلك القراءات والمتابعات لاعمال ونشاط الادباء وخصوصا ممن لم ينل حضه من المتابعة والاعلام وهم فعلا يستحقون |
أستاذي المشرق : عبده الزبيدي جزاك الله كل نور وخير وتوفيق وسعادة على حفاوتك وكرمك |
الناثرة الكريمة : سها فتال جزاك الله كل خير ونور وتوفيق على هذا المرور الداعم وصدقت فالأديب خالد يستحق الكثير وأدبه يحترم |
أستاذي المشرق : خالد العاطفي
جزاك الله كل نور وسعادة وخير على هذا التشجيع وصدقت هناك الكثير من الأدباء يستحقون منا أن نضحي بوقتنا من أجلهم |
اختيار عذب ورائع وموفق وبارك الله في جهدك أستاذ حسين العفنان وفي عطاء الأستاذ خالد الطبلاوي.
|
ما احوجنا لمثل هذه القراءات والدراسات. شكرا لهذه المشاركة الجميلة. |
أستاذي الحبيب : ماجد جابر رفع الله قدرك وجزاك كل نور وسعادة وتوفيق على اهتمامك ومتابعتك وتشجيعك |
الساعة الآن 01:24 AM |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.