![]() |
وراثة الكتب
( وراثة الكتب ) [justify]* وراثة الكتب الشريفة ، والأبواب الرفيعة ، منبهة للمورِّث ، وكنز عند الوارث ، إلاّ أنّه كنز لا تجب فيه الزّكاة ، ولا حقّ السلطان ، وإذا كانت الكنوز جامدة ينقصها ما أخذ منها ، كان ذلك الكنز مائعا يزيده ما أخذ منه ، ولا يزال بها المورّث مذكورا في الحكماء ، ومنوّها باسمه في الأسماء ، وإماما متبوعا وعلما منصوبا ، فلا يزال الوارث محفوظا ، ومن أجله محبوبا ممنوعا ، ولا تزال تلك المحبة نامية ما كانت تلك الفوائد قائمة ، ولن تزال فوائدها موجودة ما كانت الدّار دار حاجة ، ولن يزال من تعظيمها في القلوب أثر ما كان من فوائدها على النّاس أثر . [/justify]وصية وتذكير بإحسان الصنيع في تركة الكتب والدوريّات ( عمرو بن بحر الجّاحظ ) *** [justify]* وقالوا : من ورّثته كتابا وأودعته علما ، فقد ورّثته ما يغُلّ ولا يُسْتَغلّ ، وقد ورّثته الضيعة التي لا تحتاج إلى إثارة ، ولا إلى سقي ، ولا إلى أسجال بإيغار ، ولا إلى شرط ، ولا تحتاج إلى أكّار ، ولا إلى أن تثار ، وليس عليها عشر ، ولا للسلطان عليها خرْج ، وسواء أفدته علما ، أو ورّثته آلة علم ، وسواء دفعك إليه الكفاية أو ما يجلب الكفاية ، وإنّما تجري الأمور وتتصرف الأفعال على قدر الإمكان ، فمن لم يقدر على إلاّ على دفع السبب ، ولم تجب عليه إحضار المسبّب ، فكتب الآباء تحبيب للأحياء ، ومحيي لذكر الموتى . [/justify]( أحدهم ) **** [justify]* وقالوا : ومتى كان الأديب جامعا بارعا ، وكانت مواريثه كتبا بارعة وآدابا جامعة ، كان الولد أجدر أن يرى لتعلّم حظّا ، وأجدر أن يسرع التعليم إليه ، ويرى تركه خطأ ، وأجدر أن يجري من الأدب على طريق قد أنهج له ، ومنهاج قد وطّئ له ، وأجدر أن يسري إليه عرق من نجله ، وسقي من غرسه ، وأجدر أن يجعل بدل الطلب للكسب النظر في الكتب ، فلا يأتي عليه من الأيام مقدار الشغل بجمع الكتب ، والاختلاف في سماع العلم ، إلاّ وقد بلغ الكفاية وغاية الحاجة ، وإنّما تفسد الكفاية من له تمت آلاته وتوافت أسبابه ، فأمّا الحدث الغرير والمنقوص ، الفقير فخير مواريثه الكفاية إلى أن يبلغ التمام ويكمل الطّلب ، فخير ميراث ورّث كتب وعلم ، وخير المورّثين من أورث ما يجمع ولا يفرّق ، ويبصر ولا يعمي ، ويعطي ولا يأخذ ، ويجود بالكلّ دون البعض ، ويدع لك الكنز الذي ليس للسلطان فيه حقّ ، والرّكاز الذي ليس للفقراء فيه نصيب ، والنعمة التي ليس للحاسد فيها حيلة ، لا للصوص فيها رغبة ، وليس للخصم عليك فيه حجّة ، ولا على الجّار مؤونة . [/justify]( أحد آخر ) |
الساعة الآن 06:42 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.