منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الشعر العمودي (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   سائحٌ من أرض فلسطين القديمة (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=8477)

سعيد العواجي 04-02-2012 09:26 PM

سائحٌ من أرض فلسطين القديمة
 

سائحٌ من أرض فلسطين القديمة
.
.
.
.
وقفتُ ببابٍ ،
ضاع في الأرض حاجبُه ..
يُجاذبُني مصراعُه ...
وأُجاذبُه .
.
يُؤرْجِحُني بين المسافاتِ
علّني
أفُكُّ زمامَ النبضِ حينَ أُخاطِبُهْ
.
ويَطْرَحُني ..
من شِدَّة الصمتِ أحتمي
بِمِحْرابِ ظِلٍّ ،
لا يجِفُّ مطالبُه.
.
أنا الصامتُ المنفيُّ
نحو حقيقتي
يُشَرِّقُ بي
نحْوَ المجازِ مغاربُه.
.
أقولُ :
وراءَ البابِ ألف كنايةٍ
فيَرْتدُّ بالأصداءِ ،
نخبٌ أُغالِبُه .
.
هُناكَ ،
لِحَافٌ للحروفِ يلُمُّني
فأنْثُرُنِي موّالَ عِشْقٍ ......
أُحارِبُه .
.
بِسَيْنَاءَ قلبي مات ...
حتى كأنني
غدوتُ صريرا للسؤال أُجاوِبُه.
.
على أرضِ أوجاعي ،
أتيهُ حِكايةً .
وفي بحر أسراري تضيعُ قواربُه .
.
يحاصِرُني صمْتٌ وعشقُ غوايةٍ
ويسْكبُني في الرافدينِ سواكبُه .
.
إذا طِفتُ في شام القلوبِ
يَرُدّني بيانٌ ،
ومن وهْمِ الخيالِ عجائبُه .
.
أقُدُّ من البابِ القديمِ
حكايتي
فيكشفني في آخر الدربِ صاحبُه .
.
وَيُخْرِجُني
من رحِلةِ البئر عابِرٌ
وَيَسْلب عيني ،
فرَّ بالنورِ سالِبُه .
.
يُقَصْقِصُني
في لوْحةِ الأرضِ راسمٌ
فأشتدُّ ضيقا ،
يَصْنَعُ الذُّلَ جانبُهْ .
.
فبَابِلُ
ما عادتْ إلى الغزوِ كرَّةً
وما فرَّ مِنْ باب الغُزَاةِ مُحارِبُهْ .
.
إذا ماتَتِ الرُّومانُ فيها أقامَها
خَزَايَا :
همُ الشُّذَاذُ؛ .. والنارُ كاتبُه .
.
ربحنَا سماءَ النُّورِ في الغيبِ لحظةً
ودار بنا في الساقِيَيْنِ مثالِبُهْ.
.
أُسامِرُ أطيافَ الكلامِ ،
وفي يدي دخانٌ ؛
هناك الدّمْعُ هلَّتْ سحائبُه
.
رأيتُ أُناسا
يلبسُون فناءَهُمْ .
يُساقونَ نَحْوَ الموتِ
جلَّتْ كتائبُه.
.
يُحِيطُ بهم نُونٌ،
وفي داخلِ النَّوَى : سوادٌ ؛
يشقّ الجُرْحَ في النُّونِ حاطِبُه .
.
دمائي : ثمار ُ الأرض،
أشهى روايةٍ
أزُفُّ شهيدي والغُصُونُ مخالبُه
.
فكنعانُ شعبُ الموت يحيا كرامةً
ويفنى به الغازون
تفنى مواكبُه
.
أقولُ :
غدا أحيا فلسطينَ دولةً
فيكْتمُ صوتي في البحَارِ مَكَاسِبُه ...
.
.
.
سعيد العواجي
18 / 3 / 2012م
.
.

علي الحزيزي 04-02-2012 10:37 PM

جميل هذا القول والشعر
و ستبقى الرحلة مستمرة
و يبقى الرحال يطوف في
هذه الأرض ينشد الحقيقة
أستاذ سعيد العواجي
لك خالص التقدير

سعيد العواجي 04-05-2012 12:38 AM

عزيزي : علي الحزيزي
.
شكرا لبهاء حضورك

ولجمالك الطاهر .
.
بوركت

عبد السلام بركات زريق 04-05-2012 06:03 AM

السلام عليك
الأخ الشاعر سعيد العواجي
كنتُ على شبه يقين وأنا أقرأ لك
شعر التفعيلة أن العمودي سيكون
طيِّعاً بين يديك
أنت هنا جاوزت توقّعي
نصٌ رائعٌ بلغته المحكمة .. موجز .. بليغ
إسقاطاته أكبر من عدد أبياته
ففي كل بيتٍ أراك تحلق في فضاء معنى
ولا أعلم لماذا يروقني أن أرسمه
بشطرين !!!
وأرى الكثير من الشعراء يفعلون كما
تفعل أنت
ربما أكون (دقّة قديمة) ؟
ولكن هذا ما فعلته عندما حفظته في حاسبي
محبتي

نبيل أحمد زيدان 04-05-2012 12:06 PM

هُناكَ ،
لِحَافٌ للحروفِ يلُمُّني
فأنْثُرُنِي موّالَ عِشْقٍ ......
أُحارِبُه .

.

بِسَيْنَاءَ قلبي مات ...
حتى كأنني
غدوتُ صريرا للسؤال أُجاوِبُه.

.

على أرضِ أوجاعي ،
أتيهُ حِكايةً .
وفي بحر أسراري تضيعُ قواربُه .

.

يحاصِرُني صمْتٌ وعشقُ غوايةٍ
ويسْكبُني في الرافدينِ سواكبُه .

.

إذا طِفتُ في شام القلوبِ
يَرُدّني بيانٌ ،
ومن وهْمِ الخيالِ عجائبُه .

الأخ الفاضل سعيد العواجي الموقر
قصيد أكثر من رائعة وقفت على بابها
ويسبقني نظري لطويلها النابض بالضياء
فعرفت أنها ملكة حق لها التاج
ولها الصدارة استحقاقا
تثبيت
تفضل بقبول التقدير والإحترام

لطفي ذنون 04-05-2012 03:20 PM

من أجمل ما قرأت يا أستاذ سعيد
أشكرك على ما منحتني من بهجة ومتعة
لطفي ذنون

علي أحمد الحوراني 04-05-2012 09:23 PM

قصيدة من الطراز الأول على بحر الفحول

قصيدة حقا تستحق المركز الأول

دمت أخي شاعرا منافحا عن الحق

غادة قويدر 04-08-2012 08:30 AM


هُناكَ ،
لِحَافٌ للحروفِ يلُمُّني
فأنْثُرُنِي موّالَ عِشْقٍ ......
أُحارِبُه .

وتعتلي هذه الكلمات عرش الجمال والروح
قصيدة تحكي الهموم وقسوتها وتجرد الأماسي من سطوة عتمتها
القدير سعيد العواجي
وكان لصدى كلماتك هنا نغمات رقيقة دخلت أروقة الروح ببهاء
دمت بتألق وابداع

محمد الصاوى السيد 04-08-2012 03:43 PM

تحياتى البيضاء


أُسامِرُ أطيافَ الكلامِ ،
وفي يدي دخانٌ ؛
هناك الدّمْعُ هلَّتْ سحائبُه

عندما أتأمل لوحة هذا البيت عبر العلاقة النحوية أجدنى حقا أمام صياغة فنية ثرية بحق

- حيث نتلقى عبر الشطرة الأولى علاقة المضارعة " أسامر أطياف الكلام " وهى العلاقة التى تقوم على زمنية آنية ومستقبلية آتية بما يجعلنا أمام التعبير الكنائى بحالة التكلس الزمنى ، فالمضارعة هنا ليست هى التجدد بل هى دلالة على حالة الحيرة ودوامة الحدث التى تبدأ لتنتهى ثم تنتهى لتبدأ هكذا هى تلك المسامرة الأليمة كما تتجلى فى لوحة النص

- ثم ولنتأمل علاقة المفعول به " أسامر أطياف الكلام " وهى العلاقة التى تقوم على تخييل فذ ، حيث نحن أمام الاستعارة المكنية التى تبدأ دفقتها الجمالية مع تلقى علاقة المضاف إليه " الكلام " حيث نبدأ حينها فى اكتشاف هذى المشهدية الأليمة من الحيرة وعدم الفعل

- إن بطل النص لا يسامر أحياءً يبثهم وجيعته وأساه ، بل إنه لا يجد كيانا حيا يلوذ به فى مصابه إلا أن يجسِّد لنا ليس الكلام ولكن أطيافه التى تتشكل أمام بصائرنا كيانا حيا قد صار واعيا بعدما انسرب إليه وجدان بطل النص

- ثم ولنتأمل الحقل الدلالى الذى تستدعيه مشهدية الجملة الفعلية " أسامر أطياف الكلام " وهى المشهدية التى ترتكز على التراث الفلسطينى وأسمار ليله البهيجة وأهازيجها الشجية الحانية

- لكن هذى المشهدية هنا فى لوحة النص ترسم لنا مسامرة أليمة تنزف وجعا ومرارة فلا أنس فيها ولا صحبة إلا أطيافا هاربة لكلام لا يسمن ولا يغنى من جوع

- إننا حين نتخيل مشهدية الكلام الذى يتشكل أمام بصائرنا أطيافا شتى ، ثم مع ذكاء علاقة المضارع التى تقدم لنا بطل النص فى مشهدية المسامر الذى ربما لا يجد صدى لهذى المسامرة ولا ردا إلى الصمت والخرس من تلك الأطياف

- إننا حين نتخيل هذا المشهد فإننا نتقى تعبيرا كنائيا عن الوجدان الذى يكنزه لنا بطل النص وجدان الحسرة والحيرة ومحاولة الفهم وجلاء البصيرة

- ثم تنداح اللوحة لنتلقى علاقة الجملة الاسمية الحالية " وفى يدى دخان " وهى علاقة تقوم على الخبرية التى تحمل للمتلقى أثرا عميقا من الرسوخ والتحقق فى بصيرة بطل النص

- ثم ولنتأمل كيف تُسيِّج علاقة الجملة الحالية مشهدية المسامرة بهذى الصورة الفنية الدالة الموحية ، والتى تتناغم مع سراب الكلام حيث الدُّخان لا يطال فى اليد لكنه هنا هو كل ما يملكه بطل النص

- ثم ولنتأمل علاقة التقديم والتأخير التى تصوغ جملة الحال " وفى يدى دخان " حيث نتلقى علاقة شبه جملة الخبر كتمهيد يوحى بان هنالك حقا شيئا فى يد بطل النص ، ثم مع تلقى علاقة المبتدأ النكرة " دخان " تتجلى لنا المشهدية عن صدمة وخيبة أمل مريرة

- ونحن حين نتأمل علاقة المبتدأ نجد أننا أمام مدى وسيع من التأويل حيث يمكن أن تكون علاقة المبتدأ " دخان " هى علاقة تخييل عبر الاستعارة التصريحية فيمكن أن يكون التأويل " وفى يدى وعود وأحلام كأنها دخان "

- كما أن علاقة المبتدأ يمكن أن تكون تخييلا عبر المجاز المرسل فيكون تأويل السياق وفى يدى حريق يصاعد دخانه ، ويكون التعبير بالدخان هنا دلالة على خفاء هذا الحريق الغاضب المكتوم الذى ما عاد يطيق ان يظل لاعقا جرحه المفتوح على الأعوام

- ثم ولنتأمل مشهدية الجملة الاسمية التى تبدأ بعلاقة الظرفيه " هناك الدمع هلت سحائبه " وهى العلاقة التى تحمل غموضها الفنى الشفيف فهناك تحتمل أن تكون دلالة على القلب او الأرض أو كليهما معا

- ثم ولنتأمل جمالية الفعل " هلت " حيث نتلقى زمنية الماضى الذى يجىء بالدمع كأنه بشرى وكأنه حياة حيث نتلقى التخييل عبر الاستعارة المكنية التى تجسد لنا الدمع وقد صار سماء تهمى سحائبها الشجية الورافة بالأمل الندى

سعيد العواجي 04-09-2012 10:53 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد السلام بركات زريق (المشاركة 110224)
السلام عليك
الأخ الشاعر سعيد العواجي
كنتُ على شبه يقين وأنا أقرأ لك
شعر التفعيلة أن العمودي سيكون
طيِّعاً بين يديك
أنت هنا جاوزت توقّعي
نصٌ رائعٌ بلغته المحكمة .. موجز .. بليغ
إسقاطاته أكبر من عدد أبياته
ففي كل بيتٍ أراك تحلق في فضاء معنى
ولا أعلم لماذا يروقني أن أرسمه
بشطرين !!!
وأرى الكثير من الشعراء يفعلون كما
تفعل أنت
ربما أكون (دقّة قديمة) ؟
ولكن هذا ما فعلته عندما حفظته في حاسبي
محبتي

الشاعر الكبير/ عبدالسلام بركات زريق
.
تغمرني السعادة بك وبحضورك الوارف
.
تحياتي لك ولما ذكرت
.
دمت والشعر


الساعة الآن 06:27 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team