![]() |
|
نزاهة حمار ( قصيدة هزلية )
السلام عليكم .. بينما كنت أتجول في ساحات إحدى المدن إذا بجحش أكرمكم الله في وسط ميدان كبير يأكل عشباً ، وكان منظره طريفا يبعث على الضحك والتندر .. حَيُّوا مَعَانَا الْجَحْشَ في الْبَرِّيَّةْ ... إِذْ نَسَّقَ الأَزْهَارَ لِلْبَلَدِيَّةْ إِنْجَازُهُ الْمَلْمُوسُ يَبْدُو وَاضِحَاً ... فِي صُورَةٍ مَجْلُوَّةٍ عَلَنِيَّةْ انْظُرْ إِلَيْهِ تَرَاهُ وَهْوَ مُبَكِّرٌ ... فَوْقَ الطَّرِيقِ بِسُرْعَةٍ فَلَكِيَّةْ مَا هَمَّهُ التَّوْبِيخُ يَوْمَاً وَاحِدَاً ... مَا كَانَ تَوْبِيخُ الْمُرُورِ قَضِيَّةْ لَوْنُ النَّبَاتِ يَشُوقُهُ فِي خُضْرَةٍ .. وَنَضَارَةٍ عِنْدَ الشُّرُوقِ بَهِيَّةْ يَسْعَى إِلَى مَيْدَانِهِ مُتَلَهِّفَاً ... حَتَّى يَقُصَّ الْعُشْبَ دُونَ أذيَّة عِيدُ النَّظَافَةِ يَحْتَفِي بِكِفَاحِهِ ... وَالْمُنْصِفُونَ بِنَخْوَةٍ عَرَبِيَّةْ خِدْمَاتُهُ لِلنَّاسِ رَهْنُ إِشَارَةٍ ... مِنْ دُونِ تَسْوِيفٍ وَلا فَوْقِيَّةْ لَوْلا تَوَاضُعُهُ وَنُبْلُ فُؤَادِهِ ... وَكَرَامَةٌ في نَفْسِهِ وَحَمِيَّةْ لَسَطَا عَلَى الإِنْسَانِ دُونَ هَوَادَةٍ ... وَلَكَانَ ضِمْنَ الشُّلَةِ الْهَمَجِيَّةْ كَمْ عَامِلٍ فِي سَيْرِهِ مُتَعَجْرِفٍ ... مَا فِيهِ مِنْ خُلُقِ الْكِرَامِ بَقِيَّةْ يُخْفِي عَنِ الْمَسْؤوُلِ نَفْثَ دُخَانِهِ ... وَشُرُورُهُ رُغْمَ النِّفَاقِ جَلِيَّةْ كُلُّ الرَّذَائِلِ فِيهِ بَانَتْ وانْجَلَتْ ... وَكَأَنَّهُ مِنْ زُمْرَةِ السُّوُقِيَّةْ وَسَطَ الدَّوَامِ يَرُوغُ مِنْ أَوْرَاقِهِ ... وَيَسِيرُ فِي طُرَقَاتِهِ الْخَلْفِيَّةْ بَاعَ الضَّمِيرَ بِخِسَّةٍ وَصَفَاقَةٍ ... فَبَدَا بِأَبْشَعِ صُورَةٍ نَمَطِيَّةْ لا يُحْسِنُ التَّوْقِيعَ إِلا رَافِعَاً ... كَفَّيْهِ يَطْلُبُ فِي الْمُقَابِلِ مِيَّهْ أَكْلُ الْحَرَامِ لَدَيْهِ أَصْبَحَ عَادَةً ... وَغَدَا لَدَيْهِ طَبِيعَةً وَسَجِيَّةْ لا يَقْتَدِي بِالْجَحْشِ فِي إِخْلاصِهِ ... يَسْمُو بِهِ عِنْ رِشْوَةٍ نَقْدِيَّةْ فِإِذا تَأَرَّقَ فِي الْمَعِيشَةِ مُرْتَشٍ ... فَازَ الْحِمَارُ بِعِيشَةٍ وَرْدِيَّةْ جَمَعَتْ لَهُ دُنْيَاهُ أَسْبَابَ الرِّضَا ... فِي عِفَّةٍ وَنَزَاهَةٍ مَرْضِيَّةْ مَا صَدَّهُ عَنْ قَاصِدِيهِ تَكَسُّبٌ ... أَوْ غَرَّهُ جَاهٌ وَمَحْسُوبِيَّةْ إِنَّ الْقَنَاعَةَ خَيْرُ مَا يَحْيَا بِهِ ... فِي الأَرْضِ لَوْ تَتَعَلَّمُ الْبَشَرِيَّةْ |
رائع أستاذ حسين
ما أجمل هذا المزج بين حقيقة الأنسان التي أرادها لنفسه و بين ما أراده الله أن يكون عليه ما أجمل أن يطهر الأنسان نفسه من الداخل و الخارج لك خالص التقدير |
وعليكم السلام الأخ الحبيب الحسين الحازمي يورثُ بعدك المزيدَ من المحبة فأين أنت ؟ ................ طرفةٌ جميلة ومبتكرة بريشة شاعر وأنا ضدُّ ما ضمنت بين قوسين نزاهة حمار ( قصيدة هزلية ) كان يكفينا النزاهة التي لا جدال فيها فقد يكون الموضوع أقرب إلى الجدّ بما يبكي ولو كنتَ رأيتَ قتلة الحمير وخبرت أخلاقهم !!!! كنتَ أضفتَ المزيدَ من السحر هنا يومها بدأت بقصيدةٍ على إيقاع المنخل اليشكري لو تنظرون بلاءنا = في يوم موقعة الحمير ولكن قصائدنا كأحلامنا لا حظ لنا فيها دمتَ بخيرٍ يا صديقي |
اقتباس:
الأستاذ / علي الحزيزي الروعة في مداخلتك أيها الكريم تقبل شكري وتقديري الفائقين وأطيب تحية |
اقتباس:
أهلا بك يا صديقي الأثير كم سعدت بإطلالتك الجميلة محبتكم عندي كبيرة كمكانتكم سواء بسواء أما مذبحة الحمير فوالله قد رأيتها وهالني ما رأيت . ولا أظن أحداً يستيطع وصف فظاعة ما يشاهد ولا حول ولا قوة إلا بالله أتابع أخباركم أولا بأول وأدعو لكم .. دمت في رعاية المولى وأطيب تحية |
اقتباس:
ليتنا نتعلم القناعة لغيرنا الكثير الكثير رائعة أستاذنا المبجل لاكسر الله لكم قلما |
الشاعر الكبير / الحسين الحازمي |
باختصار شاعرنا الكبير:
المنابر كلها مشتاقة لك! _______ هل ستجعل في الأدب ما يشاكل حمار الحكيم؟ اتمنى أن تكرس لهذا اللون بعض وقتك الثمين فأنت قادر . __________ محبتي لك و لعظيم شعرك |
أخي الحسين الحازمي
ضحكت فالموضوع شيق حزنت على الأزهار دهشت لروعة المعالجة الأدبية للنّص دمت شاعرا متألقا |
الأخ الفاضل حسين الحازمي الموقر
اسلوبك الجميل بالطرح جعل القصيدة ذات رونق مميز ننتظر دفق نبعك الرقراق تفضل بقبول التقدير |
الساعة الآن 11:12 PM |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.