الى حاكم الظلام
 

هل ظننت يوما انك ان حبست ارادتي وسلبت مني خياري
اني ساساق واجر خلفك مثلي مثل الحمار
لم تعلم يا مسكين اني منذاك الوقت قد قرأت وحفظت كل ما كتب عن ثورة الاحرار
هل ظننت انك ان قلعت مقلتي ونقلتني على جناح ماردك واخفيت عن الكل هويتي واسراري
اني لن اشتم من بلدي رائحة الخبز وعبير الزهر واني سافقد هويتي ولن اعلم كيف السبيل الى الدار
يا مسكين لم تعلم اني منذاك الوقت جعلت من الحق ضوءا وشمسا لنهاري
ابدا لست انت من يصنف ضمائرنا بين اخيار واشرار
ابدا لست انت من يوقظ الورد على شباك حديقة الابرار
لست قدوة لامثالي
ولا اريدك ابا روحيا لاطفالي
واياك ان تزرني حتى بخيالي
دعني ان عدت اليهم انثر سنابل قمحي بقلوبهم واسقيهم بماء انهاري
دعني اقتحم صدورهم واطلق فيها جميع اطياري
لتعشعش من جديد فيها العصافير
فقومي يا صفية نغسل شاطئ الدم الغزير
لنستنشق اريج الحرية في شهيق وزفير
دعينا نعلمهم كيف يرسمون من قرص الشمس وجوها لشهداء الثورة
لتعاد الكره
مره تلو مره
في كل بقعة حرموها من البندقية
ومحو من ذاكرتها كل ما عرفته عن القضية
واخفيت عنها قصص لها من وراء الجدران بقية
قومي يا صفية
فقد حلقت بسمائي كل الحروف الخفية
تهمس لي عن نوايا دنية
للبيع القضية
لمحوي القضية
فتحية والف تحية
لكل من سار على درب القضية

لن يستطيع الظلام أن
يحجب نور الشمس مهما
طالت أجنحته السوداء ولن
يتمكن الشر أن يتغلغل داخل
قلوب بيضاء عامرة بالإيمان
ديمة زيدان
لك خالص التقدير