![]() |
مـلامح الطين
. . . . . http://www.r10r10.com/vb/uploaded/8_11327864602.gif ! ! عادت لقريتها الصغيرة تحمل حقيبتها الكرزية ومعطف لجدتها مبرقش بـ حكايات الشتاء الدافئة ورائحة البن في أطرافه تداعب ذاكرتها تمشي بين مباني الطين العتيقة وهي تتنفس طفولتها ذات الحُلم الضبابي وتستعيد لأضلعها حنين الحب المتعربش على سيقان أشجار التين وأصوات العصافير تضج بأغصانها ترتل أحلام كانت ترتاد مخيلتها عادت وهي تقرأ ملامح الطين في ذلك الممر الضيق تبحث عن خواتم البعيثران وأقراط القرنفل تفتش عن عشب الوادي وزهر السكر كان كل شيء فيها يتحسس عبق الماضي لم تجد شيء سوى صمته الأربد وإبتسامته الشهباء خلف الجبال الشاهقة وصوت الضوء الحنون يخترق قلبها ويدغدغ عشقها المجنون كانت آتيه وحناجرها ممتلئة بـ غصة خوف معجون بـ شوق تسأل تفاصيل جسدها ..هل سيتذكرني؟ هل سألمع في عينيه كـ عادته حين تُعانقني ابتسامته؟ ظلت خطواتها تتقارع حتى وصلت لزاويته الحجرية المترامية تحت ظل شجرة التين وحين اقتربت سمعت صوت أنفاس حثيثة فإذا هو طفل توشح الرمادي يداه مشدودتان من البرد يلعب بكُتل الطين منهمكاً في اللهو شعرت بقبضة تعصر قلبها وهي تستدير لترى وجهه رفع رأسه الصغير وخديه المتوردين يُلهب في عينيها جمر السؤال همست :ما أسمك؟ أجابها . . لكنها لم تلتقط شيء من قواها . . شعرت بـ أن روحها أصبحت خفيفة جداً لاوزن لها تحلق في السماوات فـ سمعها تلاشى في ملامحه ..نظراته..رائحته . . كل تفاصيله تقتلها تراجعت للخلف واستدارت نحو الشمس العابسة الهاربة خلف الجبال أطلقت ساقيها للريح تخفق سريعاً تبحث عن أي مكان تدفن فيه صرختها عيناها المكتحلتان تعانيان الغرق لم تعد ترى فـ الدمع يدهن أهدابها بالملح الحارق ظلت تعارك أجفانها وشهقاتها تتوالى تنفث خصلات شعرها الثائر في وجه الريح . . ظلت تسابق خطواتها تهرب من ذاتها بـ هلع عنيف وفجأة شعرت بأن أضلعها تتعانق وأطرافها تتراص وشعرها الثائر يلتقط أنفاسه أحست بدفء يُغلف وجنتيها ويرخي شفتيها المتيبستين وقبل أن ترفع عينيها سمعت صوتاً هامساً يدس في أذنيها ذات الكلمة التي قتلتها منذ أن رحلت (أحبكِ) |
لغة رفيعة تلك التي استخدمتها الأديبة ريانة القحطاني في هذا النص القصي
من دخول متميز إلى البيئة المرسومة بعناية و التي قدرت على وضعنا في مسار القصة حتى نصل إلى نهاية متوقعة فيها خيبة الأمل ثم أقفلتها بسطرين مفاجئين حملا جمالية القصة أ. ريانة القحطاني سعيدة أن أقرا لك تحيتي و تقديري |
الأديبة الأستاذة/ ريانة القحطاني
تفس الأبداع هنا هذا الصباح، نص جعلنا نحلق في سماء الإبداع مع حروفكِ. شقيقة الروح الأستاذة ريانة القحطاني أزدهرت المنابر بوجودك فأهلا وسهلا بكِ |
نعم نص جميل مليء بالإحساس العذب .. أعجبني,
الأستاذة ريانة القحطاني وأنا أيضا يسعدني الترحيب بك .. فأهلا وسهلا ومرحبا. مودتي وتقديري. تحيتي. |
الأديبة الكريمة ريانة القحطاني المحترمة
في البدء . . أرحب بك في منتدانا المتميز . . الذي يزهو بكوكبة من أدباء نفخر بهم . . وأتمنى أن تجدي بيننا المتعة والفائدة . . لقد اخترت لنفسك لقباً يليق بك لا شك . . "مملوءة جمالاً" ثم أتحفتنا بقصة مملوءة جمالاً أيضاً . . تتراقص بها وحولها زهور الأدب ووروده الريانة . . جميلة هي اللغة الراقية . . جميل شعور الثقة العالية بالسرد والواضحة بين الثنايا . . جميلة القفلة المترابطة مع السرد . . الاسم المختار للقصة لا بأس به . . وأحس أني أريده أجمل . . عزيزتي . . تقبلي مني التهنئة والتحية . . دمت بصحة وخير . . ** أحمد فؤاد صوفي ** |
أ.ريم بدر الدين
السعد لي بـ حضوركِ وقراءتكِ وإبداء رأيك جداً ممتنة ياقديرة |
أ. علي الغنامي
سلمت ودمت ياضياء المنابر عُدت ولي معكم ذاكرة تعبق بكل جميل ممتنة لروحك الطيبة |
أ.ريما ريماوي
سلمت روحكِ على الترحيب سعيدة بكم جِنان الأدب وجزيل إمتناني لطلتكِ وحضوركِ |
أ.أحمد صوفي
جزيل إمتناني لإطراءك وتشريفك للنص سعيدة برأيك وتوجيهك السديد لاغاب سناك الوضاء |
الساعة الآن 05:40 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.