![]() |
حول الذكاء العاطفي ..
ملخـّص من كتاب الذكاء العاطفي ..
للدكتور ياسر العيتي .. مع ملاحظات .. ملاحظة مهمة : {{ ,,, وأنا لا ألوم المؤلف ، بل ألوم الاساسات التي اعتمد عليها من كتاب دانييل جولمان عن الذكاء العاطفي .. }} * * * اقتباس:
كل هذا الكتاب وامثاله ذات النسخ المليونية و المترجمة لكتّاب الراسمالية الغربية ، والتي تباع في محلات البقالة قبل المكتبات ، كلها تقدم دروسا في الراسمالية من خلال البرجماتية ، و لا تعنيهم الاخلاق لا من قريب ولا من بعيد .. والنجاح عندهم هو جمع المصالح في جيب واحد .. إنهم يدربونا على اساليب الرسملة من خلال الصراع اللطيف المبني على المجاملة الكاذبة .. اقتباس:
و ما دام هذا هو الامر ، فهل هو فعلا تحكم في نوازعه ام انها تحكمت فيه ؟ على الاقل البعض منها ؟ تـُرى ما هو هذا (البعض) المتحكم ، و ما البعض المسكين المتحكَّم فيه ؟ لا شك ان الضحية هي نوازع الخير .. لأنها ضد المادية ، والنجاح عندهم هو المادية ونوازعها الانانية .. ثم : الم يقل ان العواطف والمشاعر تاتي من نفسها و ليس لنا ان نتحكم فيها ؟ فكيف اذا سنتحكّم فيها ؟ كل ما في الامر اننا سنكبتها ، والكبت لا يعني ذهابها وذهاب اثرها .. فإذا كبت الانسان شعور الندم ، فهل يعني انه قد زال منه الندم ؟ اذا ادّعى السعادة وهو كئيب ، فهل يعني انه اصبح سعيدا و زالت عنه الكآبة ؟ ام انها ستعود اشرس من ذي قبل لأنها قد كـُبتت ؟ ثم من الخطأ الفادح اعتبار الانسان ورقة بيضاء على حسب ما يكتب فيها وعلى حسب ما يمسح في ذلك المكتوب و تعاد كتابته مرة اخرى .. ذاكرة الانسان ليست ذاكرة كمبيوتر .. الماديون في الغرب مصرون على التعامل المادي مع الانسان كأي جهاز كمبيوتر .. كما يرددون : قل انا سعيد ، تصبح سعيدا ! اي اكتب في ورقة او في ذاكرة كمبيوترك الشخصي (الذي هو انت) : "انا سعيد" ، فتكون سعيداً من فورك ! اقتباس:
اقتباس:
كأنه يقول : كيف نتحايل على هذا الثابت .. و نمرر ما لا يريده رغما عنه لاننا اخترناه .. هنا معاكسة للطبيعة ، فكل شيء ثابت طبيعي .. و مخالفة الطبيعة والفطرة التي فطرنا الله عليها هي سر الامراض الجسدية والنفسية .. طبعا لا نستطيع ان نستجيب تلقائيا لاية نوازع فينا ، والا لكنا بلا عقل .. والانسان لديه نوازع متناقضة ، ففيه الفجور و فيه التقوى ، فايهما الذي يجب ان نزكيه من تلك النوازع ؟ ان وضع النجاح كهدف اعلى للحياة (الثروة والشهرة) ، هذه من اسقاطات الفكر المادي النفعي الغربي الدنيوي .. يجب ان يكون هدفنا هو الحق و ليس النجاح .. حتى اللص قد يكون ناجحا ماديا واجتماعيا .. و المسلم عليه الا يفكر كرجل مادي نفعي غربي في كل امر يتعلق بفهم الانسان والمجتمع والحياة .. نحن نتفق معهم على ما ثبت من العلم الطبيعي المادي ، معهم نتفق ومع غيرهم ايضا ، اما ما يتعلق بالحياة والمستقبل و جدوى الوجود والاخلاق ، فهنا "لكم دينكم ولي دين" هي الجواب المناسب .. لأن غايات المسلم ليست كغايات الدنيوي العلماني ، و من غير المناسب ان يكون فهم النجاح بنفس الدرجة ، والاهداف بنفس الدرجة .. فكيف نتعلم صياغة اهدافنا ممن يختلف عنا في اهدافنا ؟ المسلم يعيش لله و لتحقيق كلمته في حياته ، و ليس يعيش لكي ينجح دنيويا : (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) (وابتغ فيما اتاك الله الدار الاخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا) .. و طلب النفوذ والثروة والسلطة كهدف بحد ذاتها ، هذه هي الدنيوية بعينها .. و الدافع اليها ليست نوازع طيبة بالتأكيد ، مثل الغرور والانتقام وحب التسلط و الفخر والكبر .. و كل هذه الاشياء ذمها القرآن .. من يبحث عن الحقيقة ويلتزم بها فهذه افضل طريقة للنجاح في الحياة الدنيا و الآخرة ، وهي افضل طريقة لبناء العقل و الذكاء الحقيقي الغير مزيف والغير مخادع .. وأنا لا ألوم المؤلف ، بل ألوم الاساسات التي اعتمد عليها من كتاب دانييل جولمان عن الذكاء العاطفي .. اقتباس:
اقتباس:
كأنه يريد ان يكسب الثروة (النجاح) من خلال العواطف ، وبما ان العواطف لا تأتي متى شئنا ، اذا اختلقها ، اذا نافق .. و هكذا تدور كتب دايل كارنيجي وغيرها .. اي العب على عواطف الاخرين ما دمت لا تستطيع ان تحضر عواطفك ، و اشعرهم انك تحس بهم و تفهم مشاعرهم ، حتى يعطوك مفاتيح ابواب المصلحة التي لديهم و انت تريدها و عينك عليها .. وهذا يشبه فكرة قانون الجذب التي تعتمد على تحديد الهدف ثم إعمال البرجماتية باساليبها و التي اهونها النفاق ، لكي تصل الى ذلك الهدف .. و كما يتصورون أنه هو الذي يصل اليك ، و كأنك انت مغناطيس والاشياء برادة حديد لا قيمة لها حتى تلتصق بك و كأنك انت مركز الكون و ثقبه الاسود .. وهذا قمة الكبر و زراعة الكبر والاعجاب بالنفس الخ ، و إلا فعلى ماذا يجذب الاناني الذي لا يفكر الا بنفسه الآخرين والاشياء ايضا ويجعلها تدور حول هذه النفس الانانية الغير جذابة بل المنفرة ؟ انها خدعة الاحساس بالكبر ، ليتهم قالوا : تنجذب انت لاهدافك ، بل قالوا تنجذب الاهداف اليك . مع انهم يأمرونه بالجد والكدح والذكاء والعواطف المصطنعة .. و ما دامت الاشياء تنجذب فلماذا يبذل مجهوده ؟ انه خداع بفكرة العصا السحرية ، اقتباس:
|
الموضوع حتما في غاية الاهمية لكن محور النقاش كبير والقضايا متعددة ارجو من الاستاذ احمد الوراق اذا احب ان يحدد محاور النقاش ويمكنه ان ينتقل من محور الى آخر حتى يسهل التفاعل مع الموضوع.
في عجاله طبعا انا مع ان يتدرب الانسان من اجل ان يتحكم في قدراته وغرائزه ( اي أن يرفع من مستوى ذكائه العاطفي ؟) وحتما انا مع ان يفكر الانسان بصورة ايجابية. وانا مع الطرح ( ان للعقل الباطن دور كبير في حياة الفرد والمجتمع حيث لا يقتصر تأثير اللوزة "مركز العقل الباطن " على تخزين التجارب المختلفة التي يمر بها الإنسان , بل تقوم بتحليل المعلومات الواردة إليها واتخاذ القرارات والإيعاز لعضلات الجسم للقيام بأفعال معينة ) . وانا مع الاثر السلبي للاساليب التربوية السلبية ( فنحن عندما نصف أولادنا بصفات سلبية فإنها تُسجَّل في العقل الباطن ثم يتصرفون على بتأثيرها , مثل إذا كررنا على مسامع الطفل : أنت عنيد , فإنه سيصبح عنيدا بالفعل ؛ لذا علينا أن نتوقف عن تداول السلبيات في أنفسنا ومجتمعاتنا , ونكرر الحديث في الإيجابيات مهما كانت قليلة ). ان فهم سيكولجية الانسان ليس علم رأسمالي وربما ان علماء النفس الاشتراكيين والشيوعيين والالمان واليبراليين والاوروبيين والاشتراكيين اكثر من علماء النفس الراسماليين. والمعروف ان الاتحاد السوفيتي كان متقدما اكثر من اي دولة في علم البراسيكلوجي... اذا لا يمكن القول او على الاقل الجزم ان وراء النظريات التي تتحدث عن العقل الباطن بأنها نظريات تخدم النظام الرأسمالي او الشيوعي وانها تستهدف الشعوب الفقيرة او الاديان السماوية واتباعها. انه علم يهدف الى تحسين فهم البشرية لالية التفكير وتطوير السمات الشخصية للفرد وتحسين اداؤه. |
مجددا ً مرحّب بهذه المعالجات الفكرية المطلوبة بشدة خاصة في أوساطنا نحن كشباب وفتيات , في الوقت الذي نتفتح فيه على طلب أي مادة فكرية نتلقاها إما بالقبول أو الرفض تفكيرهم المحدود كغرب , مختلف جدا ًعن ثقافتنا نحن وما نشانا عليه من الموروث الديني والإجتماعى والأخلاقى معارض بشدة لان تقتصر معاملاتنا على المصالح النفعية المادية البحتة .. وليس له قابلية في مجتمعاتنا نحن بالأسلوب المباشر , لكن الذي يحزن ويؤسف له أن كثيرا ً من الشباب ينجذبون للمذاهب الداعية للتحرر دوماً وليست المشكلة هنا , لأن الاستقلال الفكرى مطلوب كاحد أساسيات الفكر المنضبط , بل يرون تلك الدعوات وسيلة ومنفذاً لنقض كل ما فات والتحرر من أي حد ّ يرجع له أو يكتفى به , والتفكير بحرية دون حدود أو ضوابط بزعم ان الإنسان حر في تفكيره وفي غيره من الحقوق , وأكبر مثال على هذه المذاهب والدعوة لها , الكتب الداعية لهذا مثل : " كتاب تجديد الفكر العربي " لد. زكى نجيب محمود .. للأسف , وهو ليس تجديداً وإنما نقض للمبادئ ثم وضع أساسيات جديدة بالطبع ستكون متهاوية , وقفت عند نقطة ذكرتها في نقدك : اقتباس:
أعتقد ان الكاتب قد أصاب بشكل نسبي , لما قصد أن الذي يقرأ مشاعره ويدرك حاجاته , يحرص على أن يلبيها كلها , فينظم وقته ليحاول أن يفى بها كلها ويحصّل السعادة او الراحة التى يرجو . أكرمك الله ووفقك للخير |
اقتباس:
اليست الراسمالية تعتمد على التجارة والتاثير في الناس ؟ انها محتاجة لعلم النفس بشكل يومي ، بل ان الشركات الكبرى توظف اساتذة في علم النفس لاجل التاثير والتسويق ، سواء على شكل جزئي او على شكل عام . لاحظ الفلسفة البرجماتية ، تستطيع ان تربطها بسهولة بالراسمالية . تجد ان التاجر هو الاحوج الى هذه الفلسفة . لاحظ كتب علم النفس التي تسوق في الغرب و تصلنا مترجمة ، كلها تتكلم عن بناء الشخصية الناجحة ( البرجماتية الراسمالية) ، لانها لا تضع نصب عينيها الا النجاح المادي (المصلحة) ، وتبحث عن اقرب الطرق للوصول الى هذا الهدف الذي يعطونه اسما شائعا مكررا و مغريا (النجاح) . و ما هو في الاخير الا مصلحة مادية غير مهتمة بالبناء الحقيقي الاخلاقي للذات . خبراء تطوير الذات (كستيفن كوفي – وهو حامل ماجستير في "ادارة الاعمال" ، و يلقي محاضرات في "تدريب الذات" ، و غيره ) اكبر مداخيلهم هي من استشارات الشركات الراسمالية .. و يعتبرون دراسة ادارة الذات فرع من دراسة علم الادارة الراسمالي (فالذات شركة صغيرة يراد لها كسب اكبر) . فكيف نقول ان الراسمالية لا تـُعنى بدراسة النفس و طرق التاثير فيها بعد هذا ، بينما هي همها الاول لانها تعتمد على التاثير في الزبائن والموظفين ؟ انهم ينفقون الى ما يصل الى الثلث احيانا من كسبهم على الدعاية التي تدار بطريقة التاثير النفسي . شكرا لك .. اقتباس:
هو قال : اقتباس:
هو يجعل من اسس الذكاء العاطفي ادارة الوقت ، ألا تلاحظين ان الرابط بعيد بين كلمة "عاطفة" و كلمة "ادارة وقت" ؟ الكاتب يريد الوصول الى النجاح الاجتماعي والمهني والمادي من خلال الاستفادة من المشاعر والعواطف . اي : ليس همه اتباع المشاعر ، بقدر ما هو الاستفادة منها لتحقيق الذكاء ، و الذكاء يعني القوة في التاثير والتنفيذ والوصول الى الاهداف ، و كأن الأهداف شيء والمشاعر شيء آخر . انا اريد ان ننطلق من مشاعرنا اصلا و ليس من خارجنا ، بحيث نصبو الى النجاح الداخلي الذي هو اهم من الخارجي ، وننظر للخارج من خلال داخلنا . و ربما يعتبرنا البعض فاشلين خارجيا ، و لكن لا يهم ما دمنا ناجحين داخليا ونحقق رضا الذات والتفاهم مع مشاعرنا . بل الخضوع لمشاعرنا ، لأنها هي القائد الحقيقي لنا ولعقولنا. وليست الظروف الخارجية . هكذا نكون فعالين في الظروف الخارجية ونحن من يتحكم بها بدلا من ان نكون خاضعين لها ونواءم مشاعرنا معها . فالمجتمع ليس ربنا ، والنجاح العملي و المادي ليس نهاية المطاف بالنسبة لشعورنا . في داخلنا كيان روحاني وليس مادي حتى يكون عالم المادة والنجاح فيه هو المقياس ، لأن هناك من ينظر اليهم المجتمع على انهم ناجحين ومرموقين وهم يتعذبون من الداخل . انهم ينظرون الى المجتمع على انه شيء مقدس ، و يكفيك ان تنجح فيه و يقبلك المجتمع . بل انهم يعتبرون كل اخلاق الانسان ليست الا اوراق اعتماد للقبول عند المجتمع . انا اعتقد ان الحق احق ان يتبع و يبحث عنه ، سواء وافق عليه المجتمع ام لم يوافق . ونجاحنا مرتبط بمدى قربنا من الحقيقة وليس من قبل المجتمع أو النجاح فيه . المسلم الحقيقي له ربّ يهمه رضاه ، والمسلم عبد لله ، ولا ينظر الى رضا غير مولاه ، و هو الحر الوحيد على هذا الكوكب . و اذا رضي الله عن احد ، انزل محبته عند الناس حتى لو كانوا مخالفين له . * إن الشخص الذي يستطيع تنظيم وقته ، يفترض انه يعرف مشاعره مسبقا ، و هذا لا يكون . لان الشعور مرتبط باللحظة ، و هل تستطيعين ان تعرفي مشاعرك بعد قليل او بعد ساعة او بعد العصر او في المساء وهي لم تاتي بعد ؟ اذا هو يكتب كلاما لا يدقق فيه .. ان من يحترم مشاعره ، لا يستطيع ان ينظم وقته بدقة ، لأن المشاعر هي التي تنظم الوقت وليس العقل هو الذي ينظم وقت المشاعر . نعم العقل له ان يفترض تخطيطا عاما لنا هذا اليوم او الاسبوع او الشهر او هذه السنة ، بناء على شعور عام . لكن افترضي انه جاءت الساعة التي خططتي بها لعمل كذا ، مثل : في العاشرة سوف اقرا كتاب زكي نجيب محمود ، للثقافة ، لكن مشاعرك لما جاءت الساعة العاشرة وجدتيها غير مناسبة لقراءة هذا الكتاب الفكري الصلب ، و وجدتي انك تميلين الى قراءة شعر ، او استماع موسيقى ، او النوم ، او منشغلة في مشكلة عائلية ، او او .. فهل ستكسرين التخطيط العقلي ام ستكسرين مشاعرك ؟ لا شك ان من هو مثلك لن يضحي بشعوره على حساب تخطيط عقلي مسبق . اذا : هل يصلح ان نخطط لمشاعرنا ؟ بل هل يمكن ذلك ؟ لهذا السبب انا اكره التخطيط الدقيق و تنظيم الوقت ، بل اترك لمشاعري لتخطط لي كيف امضي وقتي ، انا فقط اضع خطوطا عامة لحياتي ، ومن الشعور ايضا . اذا ما دور العقل ؟ دور العقل في خدمة الشعور . عقلك سوف يعمل في اي ديوان شعر يناسبني لاقرؤه ، و اين اجد ذلك الكتاب ، وما هو المكان المناسب ، الى غير ذلك . و ليبق نجيب محمود هو مع تخطيطي له ، لان الشعور الزم من الخطط العقلية . لهذا السبب انا انتقدت الكاتب في هذه الجملة ، والتي يمر عليها القارئ بسلام ، ولكنها عندي قضية خطيرة جدا . فنحن لا نخطط لمشاعرنا ولا نعسفها عن مسارها ، هذا ما يجب ان يكون . فقط نبحث لها عن الطريقة المناسبة والوقت المناسب ، انها مثل ينابيع الماء ، يجب الا ندفنها ، فقط نسهل لها طريقها المناسب حتى لا تضيع في الرمال ونضيع معها . لان حياتنا هي مشاعرنا وليست عقولنا ، العقل السليم هو ما تبنيه المشاعر وليس ما يسيطر على المشاعر فيكبت ما يشاء ويطلق ما يشاء ويحرف ما يشاء . انا مؤمن ان كل مشاعرنا ايجابية ، ونحن نقف في طريقها دائما . انا عرفت الله عندما احترمت مشاعري وجعلت عقلي موظفا عندها وليس العكس كما تنادي الافكار الغربية البرجماتية والتي تاثر بها هذا المترجم فيما يبدو . لاحظي ان صاحب الكتاب مهتم بالذكاء ، انا غير مهتم بالذكاء بل بالحقيقة ، هم يهتمون بالذكاء لانه يساوي قوة توصل الى المصلحة باقرب الطرق . انا لا تهمني المصلحة بل تهمني الحقيقة والفضيلة ، واعرف ان المصلحة الحقيقية مع الفكرة الحقيقية ، لكن ليس دافعي هو المصلحة ، لانها تتاخر احيانا مع الطريق الحقيقي ، لا يهم . المهم ان اكون مع الحق والخير والجمال ، باختصار : مع الله . والله حسبي ، اي هو الذي يحسب لي مصالحي افضل مني . وعلى الله فليتوكل المؤمنون . تعبت كثيرا وانا اقرا هذه الكتب الغربية عن تطوير الذات والنفس ، وجدت انها تنصب في الاخير في بحر الراسمالية والنجاح المادي ، لم اجد ان النجاح المادي هو الذي يشفي غليلي ، بل النجاح المعنوي ، والحقيقة دائما تجر الى الحقيقة ، و ما عالم المادة الا جزء من الحقائق وليس كلها ، ومن يعرف الحقائق ينجح فيها ، لهذا صرت حساسا و متشككا في قبول اي شيء يرد من تلك الحضارة المادية ، حتى لو كان ظاهره حسن ، وما اخذ الناس إلا بالنيات الحسنة . وهي لعبة الراسمالية . قد تريني مبالغا في نقدي ، لكن ليس عندي دافع لكي اشوه كتب الناس ، لكنها الحقيقة التي اصبحت اراها بوضوح . لا بد ان اشهد لها و اقولها ، حتى لو اتهمت بالمبالغة . و آسف على الاطالة وشكرا لك ولمتابعتك ولعقلك النير وارادتك الوثابة في المعرفة . |
أستاذ أحمد الورّاق هكذا ستجعلنى أخصص جزءاً من وقتى وأنظم وقتى لأقرأ لك فقط في هذا الوقت وأقوم بذلك بذكاء شاعرى يصب في مصلحتى , لأنى أرى ما تكتبه مفيداً إفادة جمّة وممتعة :) آتى الآن لتناول الحوار معك : اقتباس:
حضرتك ذكرت أن العقل هنا هو من سيتحكم في النفس .. نعم أوافقك لكنى لا ارى أن العقل كما تقول هو للخارج والناس وظروف المصالح معهم لأننا بعقلنا أيضاً نحكّم أنفسنا , اي أن عقولنا نوظّفها أيضا للتفكير في شؤوننا العاطفية والشعورية وهذا يحصّل لنا توازناً كبيراً في نفوسنا , التوازن بين العقل والقلب , فنتوسّط ولا نكتفى بجمود العقل وجانب التفكير المادّى منه ولا نعوّل أيضاً على مشاعرنا وأهوائنا التى قد تجرفنا في كثير من الأحيان لو سرنا خلف دواعيها .. أليس كذلك السيد الكريم ؟ اقتباس:
وأنا أيضا ً أريد ذلك , لأنه الصواب , ولأنه كما قلت الحياة هي الشعور , والحياة هي الإحساس الصائب , والنظر للخارج من خلال داخلنا أكثر دقة وإصابة لانه نظر بالبصيرة لا بالبصر اقتباس:
لقد أدركت مقصدك وتفهّمته .. وتبيّنته بلى المشاعر هى التى تنظّم الوقت توضّح لى أيضا الباعث المادى جداً الذي ينظرون للأمور به وللحياة ويسيرونها بواسطته يحققوا النجاح المصلحى البحت المنفصل عن إرادة الشعور . اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
بساطة التعبير وصدقه لها أكبر التأثير حين نتكلم من اعتقادنا الواضح الصريح وأعتبر كلماتك هذه هي الجوهر وهى رونق الحوار الماتع .. أكرمك الله |
اقتباس:
والعقل عبارة عن شعورات تأكدت وتحولت إلى المعيارية، فصرنا نفرقها عن الشعور الحار، وإلا فالمنبع واحد ، أي أن عقل الإنسان هو من شعور الإنسان، وبما أن هذه المعيارية تثبت ثبوتاً معيارياً ، وبوضوح في عالم المادة أكثر منها عالم الشعور ، وهذا شيء مؤسف ، فالناس لم يهتموا ببناء المعيارية في عالم الأحاسيس والمشاعر والأخلاق ، لكنهم اهتموا في بنائها في مجال المادة وما يتعلق بها من مصالح ومجتمع لسهولة الاتفاق بسبب اشتراك الحواس.. فاللون الأحمر والأسود لا يختلف اثنان في التفريق بينهما ، ولهذا نجد أن اللغة تعتمد على الماديات لتوضيح المعنويات من خلال علاقة التشابه ، مما يعني وضوح الماديات أكثر للناس، وإذا أطلقت كلمة "عقل" نجد أنها تشير إلى العالم المادي أكثر .. مع أن المفروض أن يوجد العقل المعنوي أيضاً ، فالشعور هو الذي ميز لنا عالم المادة ، إذاً هو قادر أن يميز لنا عالم المعنويات ويكوِّن لها منطقاً ..وهذا المجال يهمني جداً الالتفات إليه لأنه مهمل .. قصدي من هذا أنهم يضعون كلمة عقل (معلومات من خلال المادة ) مقابل كلمة مشاعر ، والمادة شيء خارج عن نفوسنا حتى مادة أجسامنا ، ومن هنا كان اعتراضي أن يتحكم المجتمع ومصالحنا معه وقوانين المادة في عالمنا الداخلي من خلال كلمة "سيطرة العقل على المشاعر" ، بعد أن عرفنا من أين جاءت كلمة "عقل" (فهي جاءت من عالم المادة) .. والمفارقة الأخرى التي اكتشفتها هي التناقض بين قوانين العالم المعنوي وقوانين العالم المادي، إذاً يجب أن يكون لنا عقلان وليس عقل واحد : عقل معنوي وعقل مادي .. وعلى سبيل المثال إسباغ المشاعر على عالم المادة يضرنا أكثر من أن ينفعنا ، بينما التعامل بالمشاعر والأخلاق مع الأحياء ينفعنا أكثر مما يضرنا .. والطغاة عبر التاريخ استعملوا قوانين المادة ضد الشعورات البشرية معتقدين أنه كلما تضرب أكثر كلما يخضع الناس أكثر ويسيطر أكثر ، وهذا ينطبق على تكسير الصخور أو إحراق النباتات الشوكية الضارة .. لكنه لا ينطبق على عالم الإنسان ، فكلما زادت القسوة على الناس زاد النفور وتنامي الرفض ويضعف موقف ذلك الشخص بدلاً من تقويته.. وهكذا من وجهة نظري من لا يتمتع بعقلين لا يستطيع أن يتفهم الحياة .. والفلسفة المادية المسيطرة على أكثر الناس تعني عقلاً واحداً ، لهذا هم ينجحون ولا ينجحون ، فهذا مثل الجشع البخيل الأناني المليونير فهو ناجح في عالم المادة لكنه يزداد فشلاً في تقبل الشعورات له .. أتمنى أن تقفي عند هذه الفكرة وتخصصي لها بعضاً من الوقت الذي خصصتيه مشكورة لقراءة كلامي .. لأن ما يتعلق بها شيء كثير ولم يدرس أبداً .. والاختلاف في امتلاك أحد العقلين هو سبب عدم التفاهم بين الناس ، وهذا ترينه في المواقف العادية بين مختلفين متنافرين ، فالسبب أن أحدهما يفكر بطريقة معنوية والآخر بطريقة مادية ، وهما كقطبي المغناطيس المتنافرين .. اقتباس:
اقتباس:
هذا تفهم رائع أيضاً ، لأن كلمة عقل ، أول ما يتابادر إلى أذهاننا ارتباطها بالخارج عنا ، ألا تلاحظين أن الحواس هي التي بنت العقل؟ والحواس لا تنظر إلى داخلنا بل إلى خارجنا ، إذاً خُلقت الحواس لتبني لنا عقلاً مادياً ، وخُلق لنا الإحساس ليبني لنا عقلاً معنوياً .. وللمشاعر لغتها وللعقل لغة مع أن هناك تراسل بينهما ، فأحياناً نعبر عن مشاعرنا بعقولنا وأحياناً نعبر عن عقولنا بمشاعرنا ، لكن مع الأسف أن اللغة السائدة هي لغة العقل المادي ، لأن أكثر البشر لا يهتمون بمشاعرهم قدر اهتماهم بامتلاك المادة وما يتعلق بها ، وضعفت لغة الشعور ووسائلها وتآكلت حتى لا يكاد يبقى منها إلا لغة العيون مع أنها غير مفهومة أيضاً من كثير من الناس! في رحلة العودة إلى احترام الشعور قد تعود لغة الشعور للحياة من جديد وهي تمتلك وسائل تعبيرية لا حصر لها ، وما اللغة المحكية إلا واحدة من وسائلها .. اقتباس:
وأتمنى ألا أكون فهمت الكاتب خطأ ،ليس لأني أعرف تلك الكتب ذات المنشأ الغربي عندما تتكلم عن العقل والمشاعر وما تقصد بالنجاح وأنها تدور كلها حول المصلحة ، لكن لأن كلامه واضح أيضاً بهذا القصد عندما جعل العقل ينظرم الوقت ، وإذا نظم الوقت فمعنى هذا أنه يسيطر على المشاعر .. وأنت وافقت معي أنه لا يجب أن نخطط للمستقبل في معزل عن مشاعرنا ، وما الوقت إلا الحياة ، وما العقل الذي سوف يسيطر إلا ما تنقله حواسنا من عالمنا الخارجي ، إذاً هم يريدون أن يتحكم العالم الخارجي بدواخلنا ومشاعرنا ، وهذا شيء لا أقبله ، وحتى أنت أوضحت أنه أمر غير مقبول عندك .. وأشكرك على هذا الحوار الممتع ، كما أسجل إعجابي بالنقاط التي تقفين عندها ، مما يعني أنك لا تتقبلين أي شيء حتى يكون مقنعاً ، ومن هنا أعرف أن أي شيء وقفت عنده وأعجبت به لم يكن مجاملة ، ما دمت تذكرين ما لم يقنعك .. وشكراً .. |
الساعة الآن 03:22 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.