![]() |
طابع بريد ...
كنت كلما رأيتها أمامي ... أرتجف ... وأكاد أهذي ولعاً ... كنت أنتظر خطواتها أكثر من الطريق الذي يحتضنها ... و أسمع همساً كان صوتها ... كانت تجلس معي في نفس الصف ... وكنت ألحظ أنها كل المكان ... لفرط إعجابي بها نسيت أيام عمري كلها ... وكنت أطاردها لألتقط فرصةً تقربني منها ... يوماً بعد يوم ... وأنا أنتظر ... حتى كان يوم جاءت إلي مرتبكة ... وقف قلبي عن الدوران ... وتلعثمت أنفاسي ... وجف حلقي وأمعائي ... وقفت أمامي وأخبرتني عن الساعة والمكان اللذان يناسبانها ... وطارت من أمامي على عجل ... وطار قلبي فرحاً ... وبدأت أمجّد حباً لا يقاوم ... بدأت أباهي نفسي بما حصل ... وأني الوحيد الذي أرغم فتاةً على الاعتراف ... وأني ... وأني ... والساعة المجنونة لا تسير ... والطرقات الضيقة تتسع لكل الكون ... وصلتُ إلى الموعد قبل عمرٍ من الانتظار ... وانتظرت محدثاً نفسي ... سأعترف لها فوراً ... لا .. لا ... سأتظاهر بأني لا أعرف ... وأتظاهر بالغباء أكثر ... و ... و... وأطلت بمشيتها الخجلى ... ولم تصل إلا قبل أن يجف دمي بقطرة ... جلست وهي تحاول ألا تثير الفضول من حولنا ... و اعتذرت عن التأخير ... وقالت عدة أشياءٍ دفعةً واحدة ... عن احترامها لي ... وثقتها بي ... وأنها تعتبرني أشياء كثيرة تخصها ... ولذلك اختارتني من بين كل الزملاء ... كانت تتكلم وقلبي يلهث وراء الكلمات ... منتظراً شيئاً آخر ... لكنها لم تقله ... ولم تعترف ... إلى أن طلبت مني أن أحدثها عنه ... وأن أتكتم عن سرها ... لفرط دهشتي ... لم أنطق إلا بعد استغرابها ... وطلبت مني أن أبلغه بإعجابها ... وأن أرجوه نيابةً عنها أن يلتفت لها ... ثم ... أعادت رجائها بالكتمان ... ومضت ... بقيت بعدها منتظراً ... لأعيد لنفسي شجاعتها ... بأن تعتاد على الأمر ... ولا تشعر بالخذلان ... وأني صديقٌ أفضل مني حبيب ... ويكفيني ان أكون موضع ثقتها الوحيد ... وعدت ألملم جراح الخيبة ودموعها ... وحين جاء الغد ... ذهبت بعد عناء ... دخلت مبنى الجامعة الموقر ... وكأن الكل يهمس عن خيبتي ... وكأن الكون كله بانتظاري ... شعور المرارة كان يقظاً في داخلي ... فقررت أن أنهي مهمتي وأرحل ... أخبرته بسرها ... فضحك من كل قلبه ... وشكرني على أداء الأمانة ... وأخبرني أني مرسالها الرابع ... وهو لن يكترث ... أردت أن أصفعه ... أو أقتله ... أو أقتلهما معاً ... ظننت أني شاهدٌ على حبهما ... وأني الأمين الذي لا يخذل من وثق به ... وأني الصديق القديم ... فجعني أن أكون طابع بريد ... يستعمل مرةً واحدة ... ويرمى بعدها ... |
لعلنا في هذه الحياة يجب أن نوطن أنفسنا على ابتلاع الخيبات لكي يقال أننا بـ " روح رياضية"
أ. زياد عموري السرد كان منسابا و جميلا حقا تحيتي لك |
اقتباس:
سيدتي ... لك كل التحية والألق ... والشكر المعطر على كرم المرور ... دمتِ بكل الود ... |
قراتها وتجرعت مرارة الخذلانوغصة الخيبة
وكأني كنت أحد شهود العيان رائع و اكثر دُمت |
موقف مؤلم و صعب
نص تصويري رائع شكرا لك أخي زياد |
اقتباس:
سيدتي ... شكراً لعبق المرور ... |
[quote=محمد فجر الدمشقي;101425]موقف مؤلم و صعب
نص تصويري رائع شكرا لك أخي زياد[/quote شكراً لعبق مرورك أخي ... دمتَ بكل الود ... |
الساعة الآن 05:26 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.