![]() |
مارك ستراند – رجل وجمل
مارك ستراند – رجل وجمل ترجمة: عادل صالح الزبيدي رجل وجمل عشية عيد ميلادي الأربعين جلست في الشرفة أدخن فإذا برجل وجمل يمران من أمامي على حين غرة. لم ينبس أي منهما ببنت شفة في البدء، ولكنهما إذ اجتازا الشارع وخرجا من المدينة بدأ كلاهما بالغناء. غير أن ما كانا يغنيانه ظلَّ لغزا عندي— الكلمات لم تكن واضحة واللحن كان مزخرفا جدا إلى حد أنني لم استطع تذكره. نحو الصحراء اتجها وإذ اتجها ارتفع صوتهما كأنه صوت غربلة رمال تذروها الرياح. بدت روعة غنائهما، مزيجه المحير من رجل وجمل، صورة مثالية لكل زوج استثنائي. أكانت تلك هي الليلة التي انتظرتها طويلا؟ أردت أن أصدق أنها هي، إلا أنه ما أن بدأ الرجل والجمل يتلاشيان، حتى كفا عن الغناء، وعادا يعدوان إلى المدينة. وقفا أمام شرفتي، يحملقان بي بعيون كالخرز، وقالا: "لقد أفسدتها، لقد أفسدتها إلى الأبد." |
الساعة الآن 08:11 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.