![]() |
خريف العمر
( خريف العمر ) [justify]يستهويني كل رأس متوّج بشعر أبيض ، ويتراءى لي أن لكل خصلة بيضاء فصلا أخيرا لملحمة كدح ، هي كل ما استطاع الزمن أن يمنحه الإنسان .. ويثير انتباهي كثيرا ما يقوله البعض من أن الكهولة نهاية الحياة ، وبداية الموت .إنّي أعشق الحياة ، وأترنّم بكل مظاهرها ، والكهولة مظهر من مظاهرها ، ونمط متميّز لحركة الزّمن فيها ، بل هي وسام تقلده الأيام للإنسان تخليدا للزّمن في عمره .. لم أخش يوما قدوم خريف العمر ، لقد أحببت طفولتي ومراهقتي ، وأعشق الآن شبابي ؛ مترنمة بكل لحظاته ، جاهدة لتخليده ذات يوم في زمن الكهولة .. عندما يكبر الإنسان ويصبح في خريف العمر ، أي يصبح كهلا ، تتضاعف مشاعره ، تزداد شفافيته ، يمسي كالطفل الصغير ، يفرحه الكلم الطيّب ، وتسرّه البسمة حتى لو جاءت من الغريب ، إنه لا يريد وسادة ولا لقمة ، إنه يريد الدفء والحب والحنان ، ممن ضحى العمر لأجله ، يريد الوفاء ممن لأجله أوقد الأيام شموعا .. ما افهمه .. أن الربيع لا يمكن أن يلغى يوما ما وجود الخريف ، أو يصادر مجيئه ، كما لا يمكن للخريف ان يفعل ذلك .. هذه سنّة الله في هذا الكون الفسيح ، الذي يتّسع للربيع وخريف العمر .[/justify] ( منى الحايكي / لبنان ) |
الساعة الآن 01:25 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.