![]() |
بركة الماء
قصة ، من : محمد محضار
الطفل يبتسم وينظر حوله..في قدميه بوط1 أسود..جسمه الضامر يرفل في جلباب صوفي بني اللون..أرنبة أنفه حمراء من شدة القرّ ويداه تعروهما زرقة بفعل الصقيع. الطفل يحتضن محفظته البالية..يقفز ويلعب في برك الماءالممتدة على طول الطريق المفضي الى المدرسة...قبل حين شرب شايا وأكل خبزا وزيتا,ثم قبل يد أمه وأبيه..قال له أبوه: اِنتبه الى الطريق, لا تلعب في برك الماء.. الطفل يمارس شغبه بعفوية..يختار دائما البرك العميقة ليخوض فيها ببوطه الأسود.. بناية المدرسة تلوح من بعيد..التلاميذ يهرولون , مستحثين الخطى..الطفل دائما يلعب ويمرح غير آبه بالبرد القارس, لمح صديقه موحا يسير بمحاذاته.....ناداه بصوت جهير: موحا ..وا موحا اقترب ..تعالى نجوس برك الماء..يرد موحابصوت أجش: -وقت الدخول اقترب سيعاقبنا المعلم إذا تأخرنا -لن تتأخر ..تعالى تعالى يا صديقي موحا يرفض مجاراة صديقه..الطفل يندفع بمفرده نحو بركة فسيحة..يصرخ بصوت عال: -انا لحسن الغواص موحا ينظر اليه مبتسما ..الطفل يواصل اندفاعه في بركة الماء..قدماه تغوصان ...الماء يحتضنه وهو يضحك..فجأة يتوقف ضحكه ثم يختفي تحت الماء. يصرخ موحا ..يولول: -لحسن غرق في الضاية..لحسن غرق في الحفرة............ محمد محضار يناير 2008 1 حذاء مصنوع من المطاط __________________ |
* هذه القصة تذكرني بطفولتي عندما كنت وأطفال الجيران نستمتع بالجوس في البرك الشتوية ببراءة .. وكثيرا ما كانت تحدث مثل هذه الحوادث لسيئي الحظ .. بسبب إهمال القائمين بأعمال الأشغال العامة في الغالب .. لا إعتراض على مشيئة الله .. مؤلم ما قرأت هنا .. مودتي .
|
وأنهت بركة الماء طفولته وبراءته وفقره وحرمانه .. ابتلعت أحلامه وجسمه الضامر وكثيرا من تعب الحياة الذي ينتظره .. أ . محمد محضار روح القص فيك حاضرة والإبداع كان متنفسها ... سلم مدادك ودمت بود . |
الأديب الكريم محمد محضار المحترم
تصوير كامل لبؤس وشقاء فئة من الناس . . تكون سعادة أولادهم وانطلاقهم في برك الماء في برد الشتاء . . فهي السبيل الوحيد للتسلية التي لا يجدونها إلا لماماً . . لأن الأولوية للقمة العيش التي تجعل الحياة مستمرة ليس إلا . . عزيزي . . قصتك واقعية مؤلمة مازالت تحصل في بلادنا . . دمت بصحة وخير . . ** أحمد فؤاد صوفي ** |
اقتباس:
|
اقتباس:
|
اقتباس:
|
الساعة الآن 12:56 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.