![]() |
ألا من عذير النّفس ؟
( ألا من عذير النّفس ؟ ) ألا من عذير الـــنّفس ممن يلومها على حبّها جهـلا ، ألا مَنْ عذيرها ؟ *** تذكرت أياما تـــــولى سرورها فدرّ لعيني عـــــند ذاك درورها *** فبت كأنّي بــــــالنجوم موكل أقلّب فيها مقــــــلتي وأديرها *** كأنّ بنات النّـــــعش باسط كفّه وقد مدّ كفّـــــا للسؤال فقيرها *** كأنّ الثريا في الــدّجى واجتماعها عصابة طير فزّعتــــها صقورها *** يخال بها النســـر الذي هو واقع أثافي لم ينصب عـــليها قدورها *** ألا يا لها من لــــيلة حار نجمها وغاب الكرى فيــها وطال قصيرها *** تذكرت أيامـــــا تولّت حميدة فعاد لنفسي بـــــثّها وزفيرها *** ليالي كانت مــــن تحبّ أميرة عليك ومـــــولاة وأنت أميرها *** وكانت أسيرا فـــي وثاقك ينتهي إلى كل من تهــوى وأنت أسيرها *** فأعقبت أيّاما جـــرت بمساءتي قريبة بؤس واســتشاط غيورها *** وفي الصدر منها غـصّة لا أحيرها وفي الصّدر منها غـصّة لا تحيرها *** دهاني وإيّاها الــــعداة فأصبحت وقد أسبلت دونــي عليها ستورها *** وكانت وأبواب لــها خمس عشرة تطول عليها ليـــــلة لا أزورها *** وكنت أثيرا عــــندهن يرينني كتفاحة قد فضّ فيـــها عبيرها *** وكانت علاماتـــي إليها تنحنحي وينذرها من حسّ فـعلي صريرها *** وكانت إذا ما جـاء غيري تستّرت وكان لديّ بـــــذلها وستورها *** فأصبحت أرضـــى بالقليل وربما طلبت فلم يعســــر عليّ كثيرها *** وأعزز عليها أن تـــكون إشارتي إليها بطهر لا يجــــاب مشيرها *** تطاولت الأيـــــام منذ رأيتها فكانت عليّ كالســـنين شهورها *** ولو أنّ ما ألقى مــن الوجد ساعة بأجبال رضوى هُدَّ مـنها صخورها *** ولو أنّ ما ألقى مــن الوجد ساعة بركنيّ ثبير مـــــا أقام ثبيرها *** ولو أنّني أُدعى لدى الموت باسمها لعاد لنفسي بـــإذن ربّي نشورها *** أُعلّل نفسي بـــــالأماني مخافة عليها إذا ما الشّـــوق كاد يطيرها *** وأدعو ـ إذا ما خفت أن يغلب الهوى عليها ـ غرامي بــاسمها أستجيرها *** فإن تكن الأيام أعـــــشتك نقمة فقد أدبرت أعجــــازها وصدورها *** وإنّي لآتي الشئ مـــن غير علمها فيخبرها عنّي بـــــذاك ضميرها *** وقد زعمت أنّي ســــمحت لغيرها بوصل ، ولا البـــُدن تدمى نحورها *** وربّ المنايـــــا لا أميل زيارتي إلى غيرها أنثــــى ولا أستزيرها *** ولكنني كــــــنّيت عنها بغيرها مخافة عين لا يـــــنام بصيرها *** عليّ نذور جمّة فــــــي لقاءها فليت نذوري أوجــــبت ونذورها *** أما من مشيـــــر سدّد الله رأيه يرى أنّ فيها حـــــيلة لا يضيرها ( محمد بن عبد الملك الزّيّات / العراق ) |
فبت كأنّي بــــــالنجوم موكل أقلّب فيها مقــــــلتي وأديرها لله ما أجمل هذا البيت وما أبهى الصورة الأدبية التي يحتويها بوركت ,, وتحية للشاعر العراقي ( محمد الزيّات ) عندما أقرأ شعراً وأطرب له يتأكد لي في النهاية أنه من العراق .. أي سحر في العراق ؟! أشكرك .. وأنتظر مزيدك من مثل هذه الاختيارات الرائعة تحية ... ناريمان |
* ناريمان .. سعدت بحضورك المؤثر هنا .. شكرا لك .. مودتي .
|
الساعة الآن 06:34 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.