|
امرأة فقدت الذاكرة ...
عرفتُ ... أنكَ شيءٌ آخر ... وجهك يلامس أنفاسي ... وجدتني بين ذراعيكَ عنوة ... التصقتُ بصدركَ طائعة ... وأنت تركض بغير اتجاه ... قلبي لم يعد يملك شيئاً يخفيه عنك ... سألوني عن اسمي ... فأشرت إليك ... اتجهت الأنظار نحوك ... وأنت تحاول أن تستعيد طبيعتك ... لكنك رفعت حاجبيك وقلت ... لا أعرفها كانت مستلقيةً على الرصيف فاقدةً للوعي ... سيدي ... لا تقل هذا الكلام أرجوك ... أنا أعرف أني قسوت عليك ... وأفرطت في إحراجك يومها ... لكنك ستعترف بي مجدداً... و ستعطيني اسماً وهوية ... أنت وطني الأكبر ... مهما حاولت الهروب ... ستقف دوماًً عند مقعدنا ... وتهمس لنفسك بكل ما كان ... تستوقفك ضحكةٌ هنا ... ولمسةٌ هناك ... وتريد أن تقول أنك وجدتني فاقدة للوعي ... سيدي ... لو بلغ عمري المائة الأولى ... سأظل أذكر وجهك الذي اقتلعني مراراً ... وعطرك الذي تستظل فيه ... هنا تشرب قهوتك منذ الأزل ... وهناك تقرأ الجريدة ذاتها منذ عرفتك ... فأنت لا تحب التعددية في شيء ... رجل الطراز الواحد ... والشفة الواحدة ... والقبلة الواحدة ... أنت هكذا دائماً ... تكره التغيير بلا مبرر ... وتمارس شتى أنواع الرتابة ... أهديتني نفس الهدية عشرين عاماً ... وصحبتني إلى نفس المكان كل مرة ... تعلمت منك الوفاء للأماكن والأشياء ... وتقول أني فقدت الوعي ... سأذكرك بشيءٍ لا يعرفه غيرنا ... أتذكر يوم أيقظتني باكراً ... كان الأول من تموز ... وقلت لي اليوم عطلتنا ... وذهبت بي بعيداً ... حيث لا شمسٌ ترى ... ولا بحرٌ يسمع ... أجلستني على صخرةٍ قلت أنها لك وحدك ... وأن اسمك منقوشٌ في كل مكان ... كنا جالسين بين الماء والسماء ... أخبرتني يومها عن كل ما كان قبلي ... ومشكلتك مع هذا الاسم ... وأقسمتَ أنك ما أخبرتَ أحداً بذلك ... هل ستصر أني فاقدةٌ للذاكرة ...؟ أم أذكرك لماذا بكيت يومها ... سيدي ... حتى الموت لن يفقدني الذاكرة ... لأنك كنتَ عصياً على النسيان دائماً ... كنت انتماءً لشيءٍ لا يزول ... فلن تقدر أن تتنكر لكل ما كان ... و ... واستيقظت ... كنت نائماً كالملاك ... قبلة الصباح ... وفنجان قهوتك المثير ... وبدأت تحدثني بكل ما رأيت في المنام ... وفي داخلي سؤال يثور ... تراني بحق فاقدةٌ للذاكرة ...؟ أم أنك سكنت أحلامي ...؟ |
تراها تفيدك الذاكرة ...
بعد الآن ... |
أحرف مميزة
نحتاج ان نفقد العقل لا الذاكرة .. دام نبع الحرف |
اقتباس:
سيدتي ... عظيم شرف أن ترتقي كلماتي لمرآك ... دمتِ بخير ... |
لتغلغل الآخر في الذات غواية فقدان الذاكرة أو زيادة مقدرتها على تأريخ الحوادث و أرشفتها في ديوان القلب
نص جميل متميز أ. زياد عموري تحيتي لك |
القديرة ريم بدر الدين ...
أسعدني مرورك بكلماتي ... وأسعدني أكثر هذا الطيب الذي علق بها ... دمتِ بخير ... |
لم تعد الذاكرة تعنيك في شيء ... أيها الهارب من ظلالها ... أنت وحدك من يتقن الهروب منها ... |
لو بلغ عمري المائة الأولى ... سأظل أذكر وجهك الذي اقتلعني مراراً ... هذه المرأة لم تفقد الذاكرة ولن تفقدها أبداً نص رائع أشكرك.. وتحية ..... ناريمان |
اقتباس:
سيدتي ... مرورك أكثر من رائع ... شكراً لكمات خطت لتكون نبراساً للكلمات ... دمتِ بكل الود ... |
ما أصعب الحب عندما يكون عصيا على النسيان
و ما أجمله نص مميز تقبل مروري أخي الراقي زياد |
الساعة الآن 07:20 PM |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.