![]() |
عروس الكون
( عروس الكون ) [justify]ألقاها طائر خرافيّ ، عاش على الأرض بضعا وخمسين وجعا ، ريشة تتقاذفها ألسنة الرّيح ، كانت ذات يوم تسبح في محبرة عتيقة ، حرّرها صوت ملائكي ، ارتجل سحرها ، وشتت صمتها ، وألقاها على حافة الورق .. كتبت عن الأنين ، عن الوهج ن وعن عبث الرّيح بالصدى ، تشبه النور الغريب الذي يمزق تلابيب الظلام ، فتتساقط الأماني حبرا يعانق صهيل الورق ، يتحول الحبر لمارد أزرق يعبث بإحساسها ، ويسفك الحلم على قارعة البلاهة ، يعجنها بالحرف ثم يفردها على نشّابة الوجع ؛ لتعانق مخابز الحياة .. لتخرج " الكلمة " مجرد " كلمة " مغمّسة بالأنوثة ، تختزل الوله ، تعيد ترتيب أبجدية الولع .. مجرد " كلمة " تتقن تطعيم الشعور بقامات من ألق ، مجرد " كلمة " تعانق " كلمة " لتنجب " جملة " تعانق " جملة " لتنجب " نصا " ، مجرد " نص " يثور ، يبكي ، يحكي قصّة عروس عزفت على قيثارة الصّدق ، " نصا " خارج علامات التنصيص ، والتقصيص ، لا تقيّده أنوثة ، ولا تحكمه أعراف القبيلة ، تتبلل شفاهه بالألم وابتسامة من نور ، تزرع على تلك الشفاه منابت زهر ، فيستحيل النّص من مجرد " نص " لسيرة كلمة ، سقطت عن ظهر الحياة عمدا .. كانت ريشة منقوعة بالحبر والتجربة ، بالفكر والنظرية ، تغسل بياض الورق ببياض الرّوح ، فلا الزرقة تغفر الدّنس ، ولا الحمرة ، إنّه الأبيض وحسب !! .. إنّها سيرة عروس متفردة ، خطبها الكون لنفسه ، فراحت تفترش فضاءآته وتتوسد أقماره ، تلتحف البياض ، تسكن أهداب الكون ، تعزف على قيثارة الأدب لحنا لا يعرف سواها ، تغرق في محبرة ، ينقذها سن ريشة قديمة ، تتقن كيف تترجم ذلك الغرق ، تصنع قوارب من كلمات ، تبحر في عمق الشعور ، تعانق ألوان الطيف السبعة ؛ لتكون لونا تاسعا .. غسلت الورق ، فكان الكلم هو بياضها ، تنزوي في زاوية من النّص ، لا يراها أحد ، فقط يشتمّون بخور إحساسها يحترق ، يثملون من كلمة كتبتها ذات حين ، مجرد " ريشة " تقاذفتها ألسنة الرّيح ، حين ألقاها طائر خرافيّ ، عاش على الأرض بضعا وخمسين وجعا .[/justify] ( يمنى سالم دحروج / السعودية ) |
بوركت استاذ محمد موضوع رائع
حياك الرجمن وبياك |
* سها .. سعدت بحضورك المؤثر هنا .. شكرا للتثبيت .. تقديري .. مودتي .
|
الساعة الآن 01:16 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.