![]() |
بسمة أخيرة
أَنْكَرَتها مِرآتُها اليومْ لمْ تَظهَرْ ملامحُها بَدَتْ صورتُها بلا ألوان لمْ ترَ نورَ روحِها و لا بَريقَ عينيها و بدتْ كتمثالٍ مُجَوَّفٍ لحسناءَ مُحَنَّطَةٍ غَطَّتْ مساحيقُ التَّجميلِ مَعالِمَ وجهِها شَعَرَتْ بأنَّها خارطةٌ لأنثى .. بلا تضاريسْ !!! لا بحارَ لا جبالَ لا وديانَ لا أنهار صورةٌ ملساءُ لوجهٍ باهِتٍ بلا عنوان بَحَثَتْ عن ابتساماتِها الخمسِ فلم تجدْها فبسمةُ الانتصارِ التي تعتزُّ بها فقَدَتْ رونَقَها مع تتالي الانكساراتِ في زمنٍ بلا رحمة مزَّقَتْها حروبُ اليأسِ و قَهَرَتْها معاركُ الخذلان أمَّا بسمتُها الطُّفولِيَّةُ البريئةُ فقد طَوَتْها تجاعيدُ الأسى و شاختْ في ليالي الانتظار أخفاها ظلامُ قسوةِ الأيامِ و صوتٌ داخليٌ أجشُ يخاطِبُها .." وَلَّى زمنُ البراءةِ ... لقد كبرتِ يا طفلةَ النِّسيان " بسمَتُها المغرورةُ المعجبةُ غارَتْ في تجاويفِ عينيها و غرِقَتْ في هالةٍ سوداءَ يُخفيها الكُحلُ و الظِّلُّ البنفسجيّ آهٍ يا زهرةَ البنفسجْ كمْ أرهقَتْكِ دموعُ النَّدى و كم أرَّق السُّهادُ جفنيكِ عبيرُكِ المغرورُ تَبَخَّرَ في سماءِ الحزنِ و الخيبة و رحيقُكِ المخدوعُ جفَّ في صحارى الوهمِ و تاهَ بينَ واحاتِ السَّراب كم تَحَطَّمَتْ أمامَ كبرياءِ بسمتِكِ قلوبٌ هائمة يا مُحطِّمةَ القلوبِ كيفَ تحطَّمَ مجدُكِ حتى غدتْ بتَلاتُكِ شذراتٍ منثورة و تلاشى عطرُكِ الأخَّاذُ في رياحِ العَدَمْ لم تفكِّرْ في البحثِ عن بسمةِ الفرح فقد سافرتْ مع آخرِ جرح و توارتْ خلفَ ستائرِ اللا عودة و دفنَتْها السنونُ مع رفاتِ أحلامٍ تكسَّرَتْ إثرَ تلاطُمِ أمواجِ الحقيقةِ المُرَّة فالسَّعادةُ خيطُ دخانٍ نطاردُهُ ليُحرِقَنا لهيبُ الواقع و عندما تقتربُ من برِّها سفينتُنا يتباعدُ الميناء لنبقى نراوحُ في الضياع فلا مرسى و لا شطآن حتى ابتسامةُ الهروبِ التي تُمَيِّزُها هرَبَتْ منها فلا اتجاهَ تأوي إليهِ شفاهُها المتعبةُ مِنَ الجدالِ العَبَثِيِّ المستمرِّ بين عقلِها و قلبِها ليغتالَ الصمتُ كلَّ حواسِّها و يصيرُ الهروبُ هذياناً يسبحُ في محيطِ اللَّاشعور حاوَلَتْ أن تعثرَ على بقايا بسمةٍ و لو شفوية تنَهَّدَتْ عميقاً في محاولةٍ يائسةٍ لإخراجِ زفراتٍ تسجِنُ ابتساماتِها تَلَفَّتَتْ حولَها علَّها تلمحُ بصيصَ فرحٍ هنا و هناك شعرَتْ بأنَّها تختنقُ و كأنَّها رسالةُ حبٍّ تسكنُ في زجاجة و قبلَ أن تستسلمَ للجنونِ و يلتهمَها اليأس أبصرَتْ نوراً يقتربُ منها رويداً و شاهدتْ قمراً يبتسمُ لها و يقول : أمِّي ... لقد نجحتُ بامتياز لتشرقَ بسمةُ الأملِ الأخيرةُ من فمِ ابنتِها |
صباحك الشهد والورد يا محمد كل عام وأنت بخير وفرح وإبداع حقا السعادة خيط دخان نطارده فيحرقنا لهيب الواقع استطعت رسم روحها لنا بكل تجلياتها وعلى وجنات حروفك لاحت خلجاتها ويبقى الأمل ما دام هناك أقمار تبتسم في هذا الكون وإن زمجرت عتمته بوركت يا محمد بأناقة ورتابة تسطر لنا ما يثلج الصدر من إبداع ت ث ب ي ت مع شهد محبتي وتسنيم تحياتي ح س ن ز ك ر ي ا ا ل ي و س ف |
أخي الفاضل محمد فجر حفظه الله
بسمتها الأخيرة كانت كمسلسل شاهدناه جميعاً وتابعنا تألق بطله وبطلته الصغيرة ، إرتقيت أكثر حين كتبت وأبدعت حين وصفت ، تحيتي وأحترامي وكل عام وأنت بخير ولله أتقى وأنقى وأقرب |
اخي محمد
تحياتي كنت أتوقع منها في نهاية المطاف أن تنتحر لا أدري لم ذكرتني بآنّا كاريننا وكأني بهذا الوجه الأملس الباهت الألوان وهذه الروح الفاقدة النور والعينين الخاويتين من أي بريق وقد سكنا بهذا الجسد المجوف الخالي إلا من الصمت الرهيب ، لم يعرف يوما البسمة ولا شكلها ولا لونها . تصوير بعث في نفسي الألم والقشعريرة على مصير صاحبته ربما أهديتها بسمة أخيرة رحمة منك بحالها ، أما النهاية المنطقية لما قرأت فهي النهايات الحزينة لك كل التقدير على هذا النص وإن اختلفت معك على نهايته وبارك الله فيك وفي قلمك |
ابدع الحرف الرسم
واجاد شكرا لك |
مشرفنا و شاعرنا الراقي حسن
سرني عمق حضورك و روعة قراءتك نورتني و الله |
كاتبنا الراقي عبد الحكيم مصلح
هي بسمة أمل من قلب الحياة أسعدني حضورك الراقي |
السلام عليك الأخ الأديب محمد فجر الدمشقي نصٌ مطرزٌ بالصور المدهشة أقتبس منه يا مُحطِّمةَ القلوبِ كيفَ تحطَّمَ مجدُكِ حتى غدتْ بتَلاتُكِ شذراتٍ منثورة و تلاشى عطرُكِ الأخَّاذُ في رياحِ العَدَمْ وصورةٌ أخرى فالسَّعادةُ خيطُ دخانٍ نطاردُهُ ليُحرِقَنا لهيبُ الواقع تقديري |
جميل أن تكون النهاية مخالفة للتوقعات مبدعنا الراقي هشام
نورتني يا أنيق و يبقى الأمل |
و أهلا بمبدعتنا الراقية شيخة الغانم
نورتني يا نقية |
الساعة الآن 08:16 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.