![]() |
[ الغرضُ و الهدفُ في أفعال ِ الله ِ تباركَ و تعالى ]
الغرضُ و الهدفُ في أفعال ِ الله ِ تباركَ وتعالى يمكن تلخيص الموضوع بالتساؤل التالي : إن افعال الباري سبحانه أهى معللة بأغراض و غايات أم لا ؟ إننا متاكدون ان أفراد الإنسان يهدفون إلى "غرض" في أفعالهم التي يُؤدونها . فالإنسان في كل عمل له يوجد لديه " لأجل ِ " : لماذا تدرس ؟ " لأجل ِ " أن أكونِ متعلما ً قادرا ً لماذا تعمل ؟ " لأجل ِ " أن أكسبَ و أعيش و هكذا يوجد لكل " لماذا " جواب يتضمن " لأجل ِ " و هذه الكلمة " لأجل ِ " تجعل لعمل الإنسان " معنى " فكل فعل يملك هدفا ً معقولا ً أي أنه لمصلحة و خير يُعدُّ فعلاُ ذا معنى . و الفعل الفاقد للهدف كاللفظ الفاقد للمعنى و كالقشر الذي لا لبَّ فيه . ثمَّ إنه من الممكن أن يكونَ لكل ّ ِ " لأجل ِ " " معنى " و كل " معنى " بدوره " لأجل ِ " أخرى و " معنى " آخر . و لكنه في النهاية لا بدَّ أن نصلَ إلى شيء ٍ هو الغاية و المعنى بصفة ذاتية أي أنه هو " الخير المطلق " كما يقول الحكماء . فالإنسان على أية حال يملك في أعماله العقلية و المنطقية هدفا ً و غرضا ً . ولديه في مقابل كل " لماذا " توجد " لأجل ِ " . و إذا افتقد الإنسان في أعماله جواب " لماذا " و ضيَّع " لأجل ِ " أصبحَ عمله لغوا ً و عبثا ً و قشرا ً فارغا ً من المضمون . و قد أثبت الحكماء أن العبث الواقعي من المستحيل أن يتصف به عمل الإنسان و ذلك بأن يكون خاليا ً من أي غرض و من أية غاية . فكل عبث في أعماله إنما هو نسبي بالقياس إلى غيره و ليس عبثا ً مطلقا ً . مثلا ً إذا صدر من الإنسان فعل ٌ و كان مبعثه الشوق أو الإدراك الخيالي و كان يهدف إلى غاية تتناسب مع ذلك الشوق أو ذلك الإدراك فلأنه يفقد الغاية العقلائية نسمي ذلك العمل " عبثا ً " . فهذا العمل بالنسبة إلى مبدئه الذي أوجده ليس عبثا ً و لكنه بالقياس إلى مبدأ ٍ آخر مناسبٌ و لائقٌ و لا يُعتبرُ " عبثا ً " . للموضوع بقية تأتي لاحقا ً بإذن الله تعالى منقول _______________________________________ حميد 9 10 2011 |
الساعة الآن 07:28 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.