|
العودة الى المربع رقم واحد !
يحيا الشارع المصري هذه الايام حالة من الفوضى واللامبالاة ، وغياب المشروع الوطني في ظل تغليب المصالح الشخصية والفئوية على المصلحة العامة .
قبل الخامس والعشرين من يناير توحدت كل طوائف الشعب على هدف واضح جلي لالبس فيه ولا اختلاف ، كانت كل الالوان لونا واحدا وكل الاطياف طيفا واحدا بل راينا المسلم بجوار المسيحي يدا بيد ، والليبرالي بجوار المحافظ ، والماركسي يعانق الراسمالي وهكذا حتى صار الشارع المصري لايحمل سوى مضمونا واحدا ولاترفع سوى راية واحدة هي راية مصر الحرية والعدالة . وتحقق ما اراده الشعب في وقت لايساوي في حساب الزمن لحظات ، سقط مبارك ، وسقط زبانيته ، سقطت حكومته ، وسقط مطبليه ومزمريه وراقصيه ومصفقيه ومنافقيه ومداهنيه سقط الديكتاتور فسقطت معه براثن الخوف ، سقط الفرعون وسقط معه اليأس في غد افضل . لكن ماحدث بعد السقوط كان هو الاخر سقوطا ، تعددت الالوان وتباينت الاطياف واختلفت الرايات التي ترفرف فوق سماء بلادنا . تفتت الجمع ، وتشتت الشمل ، واضحينا فرقا نتنازع ، كل يسعى لنيل نصيبه من الكعكة ، لااحد يريد ان يتنازل ، الكل يريد ان يحقق سقف مطالبة بنسبة مائة بالمائة ولامجال للتنازلات ، تحولت الدفة من التأييد المطلق للمجلس العسكري الى توجيه سهام النقد اللاذعة له تحت دعاوى انه لم يحقق اهداف الثورة . كل رفع مطالبه يريد ان يحققها كاملة ، القضية ان جميع القوى السياسية تريد تحقيق اهدافها في الوقت الذي تتناقض فيه معظم هذه القوى ومطلوب من المجلس العسكري ان يحقق كل المطالب بالرغم من تناقضها وان يلبي كل الرغبات بالرغم من تشتتها وان يرضي الجميع بالرغم من تناحرهم . فكيف يحقق المجلس العسكري كل هذه المتناقضات في ان واحد ؟!! صار ميدان التحرير منصة لاستعراض العضلات والقوة وما تمر جمعة منذ سقوط مبارك الا وميدان التحرير يشهد مليونية لااحد يعرف لما وكيف ؟ لكنها طقوس اعتاد الشارع المصري ان يمارسها كل جمعة بعد 25 يناير ، وكأن ميدان التحرير اصبح ملتقى عائلي لكل من لايجد مايشغل به يومه . مليونيات اسبوعية ، اضرابات في الشركات والمصانع ، اعتصامات في الشوارع والطرقات وامام الهيئات الحكومية ، تراجع مؤشر البورصة والاقتصاد ، زيادة معدلات البطالة ، غياب الامن ورجاله ، فقدان الثقة ...الخ تلك هي ملامح خريطة مصر عقب 25 يناير فالى متى نلهي انفسنا بالمظاهرات ونترك بلادنا تضيع يوما بعد يوم لماذا لم نعطي الوقت الكاف للمجلس العسكري ونحاسبه في نهاية الامر وما ميدان التحرير من الشعب ببعيد ؟ والى متى نرفع المطالب الفئوية فوق المصلحة العامة ؟ ولما لغة التخوين حيال المجلس العسكري دوما دون مبرر ؟ لما لم نترك المجال للقضاء ليمارس مهامه في محاكمة رموز النظام السابق ؟ ولماذا نشغل انفسنا بالمليونيات ونترك اقتصادنا ينهار يوما بعد يوم ؟ هل هذه لعنة الثورة ؟ لماذ نعود من جديد الى المربع رقم واحد ؟ وهنا يجب ان نقول علينا جميعا الانتباه ...مصر ترجع الى الخلف ؟ http://www.alsha3ab.com/writers//1325.article.htm |
أخي عماد سلام الله عليك رغم أنني بعيدة عن المسألة المصرية بصفتي لست مصرية ولكن الشعب المسلم والعربي واحد من أدنى الأرض إلى أقصاها وقد تابعنا عن كثب أخبار الثورة المصرية وسرنا جداً ما آلت إليه الثورة في تحقيق المطلب الشعبي الأول وهو ( إنهاء النظام ) وأعتقد والله أعلم أن الحالة المصرية فيما بعد الثورة هي ظاهرة صحية وعادية وعلينا أن نتقبلها إذ أن الحاصل هو إنقلاب لشعب بأكمله بملايينه .. ولا أعتقد أن حالة الهدوء ستعود إلى طبيعتها ببساطة .. وما يحصل في الشارع المصري من تجمعات متواصلة وحالة رفض مستمرة أمر عادي جداً لن ينتهي ببساطة .. بل وربما سيطول زمانها وهذا من الأثمان الغالية التي على الشعب المصري أن يدفعها مقابل تحقيق مطلبه الأول - تغيير النظام - بالمختصر .. ما يحصل الآن في الشارع المصري أمر عادي يعقب أي ثورة بارك الله فيكم .. وحقق الله الأمن والسلام في مصر الشقيقة تحية ... ناريمان |
نريد عقلا ومنطقا
اخت ناريمان
احييك على اهتمامك وردك المبارك لكني اود ان اهمس في اذن كل من يحب مصر واقول ان مصر لاشك فيه انها ستتعافى قريبا لكننا نريدها الان فالمنطقة كلها في حاجة الى دورها لاسيما في ظل الصراعات والانقسامات التي تعاني منها خريطتنا العربية نحتاج الى العقل والمنطق في احكام الامور لسنا شعبا مراهقا بل شعبا مثقفا وسياسيا محنكا لانحتاج لمزيد من الوقت فقط نحتاج الى التعقل والمنطق تحياتي لمرورك الكريم |
وهذا ما نعرفه عن الشعب المصري كان الله معكم وسدد خطاكم لما يحب ويرضى وإن شاء الله تنتهي هذه الأزمة بأسرع وقت بارك الله فيكم تحية ... ناريمان |
اوويد ما جاء في مداخلة الاستاذة نريمان. يقال في علم النفس ان قدوم شخص واحد على مجموعة اشخاص، مثلا طلاب صف في مدرسة، يؤدي الى حالة من الارباك والخللة في تركيبة الجماعة ليعاد تحديد مركز كل واحد في المجموعة بعد قدوم الشخص الجديد...فكيف اذا ما قامت ثورة وسقط نظام وسقطت اركانه؟ في الواقع ان ما يجري في مصر مفاجيء جدا كونه لم يتطور الى ما هو اسوأ بكثير. والاسلئة التي تطرح نفسها هي : - هل يمكن القيام بثورة دون ان يكون هناك ثمن؟ - هل يمكن ان تقوم ثورة وان لا يحدث تداعيات كتلك التي تحصل في مصر ما بعد الثورة؟ - هل يمكن تجنب مثل هذه التداعيات؟ كيف؟ - هل كان يمكن تجنب الثورة..ام ان الثورة تطور طبيعي لتراكمات لا يمكن السيطرة عليها كمثل فيضان النيل؟ - هل الثورة جنون جماعي تقع فيه الشعوب ام انه شر لا بد منه؟ - مهما كانت الظروف التي نتجت عن الثورة صعبة او مآساوية..هل يمكن اعتبارها عودة الى المربع الاول..ام ان الثورة بطبيعتها تحقق قفزة نوعية بحيث يصبح من المتعذر العودة الى نقطة الانطلاق؟ |
أخي / عماد عنان
هي العاصفة .. وما يليها من ترتيب للبيت ... و ستعود الأمور إلى طبيعتها إن شاء الله ... ونسأل الله أن يحفظ مصرنا الحبيبة ... |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذ عماد , أؤيد دعوتك بشدة أكثر ما نحتاجه الآن هو الهدوء قليلا حتى نسمح لمصر بلدنا الحبيب أن تتهيأ للبناء الجديد والغبار الذي أثارته الثورة خلفها اعتيادي لمثل هكذا حدث جسيم لكل ثورة ثمن , وعلينا أن نرضى بهذا الثمن بل ونتغاضى عنه ونتطلع إلى الآفاق التي نطمح فيها ببلوغ آمالنا وأكثر ما يثير غيظي تسخط البعض الآن بقولهم ماذا فعلت لنا الثورة ما هي إنجازاتها الحقيقية الآن ويقتصرون على رؤية الفوضى الطبيعية التي حصلت بل وإدعاء الانفلات الأمنى بشكل أكبر مما سبق يكفي أننا تخلصنا من أسر ثلاثين سنة كانت من أسوأ سنين مصر وهذا كله بفضل الله تعالى الذي وفقنا له , لك جزيل التقدير وهذا دورنا أن نساهم في الوعي المطلوب بشكل كاف ونخدم الوطن .. نخدم مصر أرض الكنانة |
| الساعة الآن 01:41 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.