![]() |
و الخريف يزهر أيضا
و الخريف يزهر أيضا بدأ الفجر يشق رحم العتمة ,, تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود و دفء الموج يغريني أن أبقى هنا على كرسيي القشي الهزاز في الأفق تلوينات مبدعة زهرية متمازجة بالزرقة و صخب الموج ممتع كدار يزدحم فيها الأطفال .. داري ما كبر فيها طفل و لا اصطخب جريا في الردهات و لا عبث و كسر أواني المطبخ ...ما خربش يوما بأصابعه الصغيرة على الجدران و لا رمى كرته في استهتار على الثريات و الاباجورات ... لم ينبهني من نومي ليلا صوته يبكي من أثر حلم مزعج و لا تشاجرت معه من أجل كوب الحليب صباحا قبل أن يأتي باص المدرسة يمتعني أن أرى الأطفال في الحي يلبسون الزي المدرسي و يمضون صباحا ..ما في بيتنا طفل أهب اهتمامي لزهور الشرفة الملونة سوسنات و نسرينات و خزامى وجوريات حمر و بيض وورديات أنيقات ، إكليل جبل بنفسجي، و ابره راعٍ مهمل ...يتوزعون في الأصص الفخارية يشاركونني عبق قهوة الصباح لوحدي عندما يغادرني و حديث المساء معه إذا عاد لي. و في رحلة أخرى نستقل صفحة الماء البحرية بقاربنا الصغير أجلس قبالته وجها لوجه ضائعان في شعاب جبل ثلجي ..نرتجف خوفا من صوت الذئاب و لما وجدنا كوخا مهجورا جعلناه ملاذا دائما مخدتي استقرت على مسند الكرسي و ألقيت برأسي عليها أتحسس بأصابعي نتوءات ناعمة عند حاشية الوسادة ، تطريز لاسمي و اسمه بالأزرق يحيط به إكليل من زهور برية ملونة - لماذا الأزرق؟ - مكاتيب العشاق زرقاء! أحتاج وجهه الآن أن يستقر بين يدي مقابل وجهي لأدير حوارا مع عينيه و أتنشق دفء الأنفاس حين تغزو تلك الكهرباء الغريبة نهايات الأصابع فترتعش أطرافي و قلبي خصلات رمادية بدأت تغزو شعري و ظلال عاتمة تستوطن ما حول المقلة و عقارب الساعة مسرعة في مشيتها - هذه ليست تجعدات الشيخوخة ، هذه غمازات الضحك.. أخفي ابتسامتي على جانب وجهي ..يضحك ملء قلبه و يحتويني و الثلج حل أخيرا ...ثقيلا باردا ..يكلل هاماتنا .. تتجذر غضون الضحك وهو ما يزال بضحكته الطفولية الصاخبة يحتضن روحي برد الصباح قارص ينهش عظامي و ترتعش أطرافي له أفكر في العودة للبيت الدافئ لارتشف قهوتي لكن ..خليني هنا فالجمال لا يقاوم و كم من صباح آخر ينتظرني؟ لست أدري و...شالي الأزرق يحط على كتفي بحنو غريب .. لا ألتفت لكن وجهه بات بين يدي فيما يركع أمامي على ركبتيه و يضع قسماته الحبيبة على حضني المقعد ليقدم لي وجهه مع فنجان قهوتي ..يحدق.. - البياض يغزونا -نعم ...لا يرحم -و الساعة تتآمر علينا ...أدركها منا الملل -لا يطفئ البياض شعلة السواد الساكن في عينيك ..لا يشيب، تحيطكِ شمس عندما تحدقين بي ...يشب في قلبي حريق ...عيناك نيرفانا ..فردوس يتلوه مطهر ...صيف بدائي وحشي -أحب الربيع أكثر -لا جمال يضاهي أزهار الشتاء يمسك مقبض الكرسي المتحرك و يديره لنمضي باتجاه البيت/ بيتنا /! |
والخريف يزهر أيضا .. لم لا ؟ والله على كل شيء قدير ..
َيهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ .. قادر فاعل سبحانه .. والشيب شكل والشباب قلب وحب تمتعت مع صبيحتك والنظر إلى السوسنات و نسرينات و خزامى وجوريات حمر و بيض وورديات أنيقات سلمت وسلم القلم صحّ رمضانك |
احبك يا ريم واحب كتابتك الرقيقة المغلفة بسحر الطبيعة واشعر مع معها براحة مستحيلة واغبطتك على لغتك الرقيقة القوية الهادئة العاصفة -تجمع كل المتناقضات
حقيقة اتعلم منك الكثير وتثيرين خيلتى بشتى الافكار ودى ومحبتى |
الأديبة الكريمة ريم بدر الدين المحترمة كل ما في القصة جميل ويشدني إلى الغوص فيه واقتناص تفاصيل جمالية نحتاجها دوماً بصفتنا الإنسانية وليس ككتاب أو كأدباء . . وصف الإطار التفصيلي لمسرح القصة . . هو بحد ذاته حدث مهم لذائقتي . . أكاد أشم رائحة الأزهار والورود . . وتكاد عيني أن ترى حقيقة أصص الزرع المتنائرة على الشباك وهنا وهناك . . وفي كل مكان في البيت . . أما نهاية القصة وقفلتها فقد كانت ذات عبرة . . وكانت مناسبة . . وأنا معك أن الحب الحقيقي يستمر بين الزوج وزوجته حتى آخر العمر . . وكل من يقول غير ذلك يكون مخطئاً. . أما عدم وجود الأولاد . . فهذا من الله . . هكذا شاء . . وهكذا أمر . . ولا عصيان لأمره . . ولا يدري الإنسان كيف تكون سعادته في الحياة الدنيا . . أديبتنا الكريمة . . تهنئة من القلب لتلك الأقصوصة الصغيرة المفعمة بالحب والحنان والقناعة . . تقبلي تحيتي وودي . . دام نهارك مطرزاً بورود الشام . . وكل عام وأنت ولفيف العائلة بخير . . ** أحمد فؤاد صوفي ** |
اقتباس:
كان عقما من النوع المادي فقط أما الروح فكانت مساحات خصبة عامرة بالخضرة و اليناع أ. محمد الصالح منصوري سعيدة أنك كنت هنا كل عام و أنت بخير |
اقتباس:
مساؤك جوري يا روان لن أفشي سرا إذا قلت أنني أتعلم منك أيضا فأنت قاصة متمكنة أشكر مرورك الجميل محبتي دوما عيدك سعيد بحول الله |
اقتباس:
مساء الورد أ. أحمد فؤاد الصوفي مما أسعدني أن تحظى قصتي بقراءتك الجميلة و المتعمقة و هذا ما نحتاجه جميعا كمتعلمين / القراءة و إبداء الرأي/ لكي نعلم مكامن القوة و الضعف في العمل أشكرك جدا كل عام و أنت بخير |
الساعة الآن 08:12 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.