![]() |
الآن ليس خصما
( الآن .. ليس خصماً ) [justify] من كثرة ما تعوّدنا على إلصاق وجوهنا بالمرآة .. صار التّعود لدينا يحتاج إلى مرآة عاكسة من الخلف . ( عبدالله الجّفري ) جميلة هذه العبارة التي أتت ضمن رؤية الكاتب وقناعته بأننا ابتعدنا عن ماضينا .. وانفصلنا عنه تحت مسمّى التّطور والمدنية .. لقد كان يتحدّث بمرارة عن التحديث وما تركه في النفوس من ضياع للهوية .. فهل بالفعل ضاعت هويّتنا ؟*** عندما نتحدّث مع آبائنا أو كبارنا نجدهم يترحّمون على ما مضى .. يتذكّرونه بزفرة أسف ، ويتنهدون بكمد من فقد ابناً له أو ابنة ، فهم يرون أنّ اليوم ما عاد كالأمس ، والقيم التي سادت أصبحت مجرّد ذكرى ، والمحبّة التي كانت حلّت مكانها القطيعة ، فما عاد الجّار يعرف جاره .. ولا الإبن يعرف أباه .. هم يرون الآن سيئاً إذا قيس بما كان !! .. أو لعلّهم يرون الآن جسد إنسان بهيّ الطّلة لكنه لا يستحق أن يكون إنساناً .*** لست أعلم لم تتكرّر الأمور ذاتها على لسان الأكبر منّا عن الأمس الذي يقدّسونه ويترحمون عليه حتى البكاء ؟ .. سأدّعي أنني ابن جيل يقع بين زمنين .. قديم مضى .. وحديث أعيشه .. ومن موقعي هذا لست أعلم إلى أيّ مدى كان الأمس أفضل .. اعتقدت في بعضا للحظات أن الحنين إلى الماضي هو شأن البشرية كلّها وشأن الحضارات كلها ، وشأن الإنسان أيّا كان موقعه على خارطة العالم .. لكني وبعد جملة قراءآت وملاحظات ، وارتحال من مكان لآخر وجدت الظاهرة تكاد تنحصر بين حوائط ثقافتنا ؛ فنحن وحدنا على الأغلب ، من نترحّم على ما فات ، ونبكي الماضي الملئ بالمحبّة والتسامح والصّدق والوفاء .. وأقول هنا صادقا عن ما نعتقده قد غاب عنّا .. ما يزال يسكن بين أضلعنا لكن طريقة إظهاره تختلف ، فما زال هنالك نقاء ومحبة وتسامح وصدق ووفاء ، فإن لم يكن الأمر كذلك فنحن في زمن الخطيئة إذا .. ولسنا كذلك .*** عادات كل أمة تتغير ولا تختفي بالضرورة ، وهي لا تسعى إلى ذلك بفعل إرادة خارجية ، بل بفعل حاجة داخلية .. فالتطور لم يفرض علينا من أحد بل إخترناه بأنفسنا ، وعليه فإن أيّ عادات تختفي أو يعاد صياغتها تحت ضغط الحداثة .. هي باختيارنا نحن ، ثم من قال إن عادات الأمس وملامحه كانت أفضل مما هي عليه اليوم ؟ التباكي على الماضي هو غالبا شأن عربي بامتياز .. إنها متلازمة قابعة في عقولنا .. أن نبكي ما راح من أيدينا ، فإن عاد صفعناه بمتغيّرات الزمان وحاجته وحاجتنا معه إلى التّطور .. نحن لم نتغيّر في عاداتنا وموروثاتنا لأننا نرفضها ؛ بل لأن الزمن تغيّر فما عاد يحتملها ، وهي فوق ذلك لم تنقرض كما أشرت ، بل تشكلت بصورة تلائم ما هو قائم الآن ، ولولا هذا التّشكل الجديد والتحديث لما كان ؛ ولما تقدمت البشرية خطوة واحدة .[/justify] ( هاني نقشبندي / الإمارات ) * هذه وجهة نظر الكاتب أحبابي أعضاء المنتدى .. فإلى أي مدى تتفقون أو تختلفون معه ؟ |
التباكي على الماضي هو غالبا شأن عربي بامتياز .. إنها متلازمة قابعة في عقولنا .. أن نبكي ما راح من أيدينا ، فإن عاد صفعناه بمتغيّرات الزمان وحاجته وحاجتنا معه إلى التّطور .. نحن لم نتغيّر في عاداتنا وموروثاتنا لأننا نرفضها ؛ بل لأن الزمن تغيّر فما عاد يحتملها ، وهي فوق ذلك لم تنقرض كما أشرت ، بل تشكلت بصورة تلائم ما هو قائم الآن ، ولولا هذا التّشكل الجديد والتحديث لما كان ؛ ولما تقدمت البشرية خطوة واحدة .
أعجبني هذا المنطق وواقعيته ... حتما ً سأعود برؤيتي إن شاء الله ... بورك طرحك أيها الرائع . |
* أحمد .. أهلا وسهلا بك في أي وقت .. سعدت بحضورك المؤثر هنا كثيرا .. بإنتظارك .. مودتي .
|
منطق واقعي
شكرا للطرح |
* شيخة .. سعدت بحضورك المؤثر هنا .. شكرا لك .. مودتي .
|
الساعة الآن 07:07 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.