![]() |
من وجع الفجيعة
يا ابـــــــــن أمَّ حين رحلت.. رحل الضوء والعطر.. وصوت العصافير. رحل كل ربيع. ولم تبق غير حجارة الطريق اللعينة. فهل يستريح عليها الأسى؟ أم يُقيمُ الوجوم؟ قنصتك رصاصة غادرة.. غرغرتك الشهادة .. فانهارت جميع المسافات بين اللهيب.. والتراتيل. مات الضياء رحل بدر السماء.. غضوبا. |
ياقلبي الحزين...! أيمكن أن تتوقّف عن النبض؟ لا...! لا تفعل.. اِبْقَ نابضا بصرخته.. بقامته المديدة.. بوجهه الزيتوني.. بالغضب النافر من دمه. |
يا قلب أمـــه . ظمآن أنا. فاسقني رشفة فرح تمحو سواد لحظتي. |
يا دمــــع أمه ... اعتقني من خوفي.. من لحظتي الشاردة؟... منّي؟ من بعضي؟ من كلّي؟ ارسمني بالأحمر القاني |
يا صبــــر أمّه... الجرح المتنامي لا حدّ له إنه يهزّ كياني ويحرقني...كما النار يحرقني..يلهبني..يؤلمني. وفي داخلي شوق أقمعه, وغضب أجمعه, وحقّ أتبعه.. وقلب بالصبر أقنعه... ولهفة... وصرخة... وصمت... وماض... وحاضر... وأنت... وأنا... وأمل... وحلم... وحزن... |
يا صبــر أمــه . أنا.. واحة غضب أقطفها كل مساء... أدخلها على مهل/ على عجل... أنا .. رتاج اللحظات الآتية في زمن ضاعت جميع مفاتيح الفرح فيه. ولم تبق إلا أمنية حمقاء.. وأوراق سوداء وأنصاف أحلام. |
يا صبــــر أمّـه . قد عيل الصبر منّي وهرمت فيّ الأماني يجرحني الألم الجاثم على صدري. يتهاوى أنينه داخل الروح , يجتثّ سكونها يتسلق ضلوعي .. يمتطي غضبي ويزحف .. يحطّم جسر الساعات القديمة يتسلّق لحظات الصمت الأخيرة. |
يا أمّـــــــه يا سرّه , يا تفجّره يا تمرّده , يا تجدّده يا تألمه , يا تقدّمه أقسم بالخصب والقحط أقسم بالصمت واللغط أني سأرجّ عرصات القمع سأجمع قبضتي ودمه .. |
يا أمّــــــه .. تعرت جميع دقائقي التي كانت تحفظ سره.. انفجرت الضلوع التي تحوّط قلبه المدميَّ إني أنظره في المرآة... وعلى صفحة الماء, وفي زرقة السماء.. وغضب البحر وسكونه. حتى في ساعاتي أجده يلاحق عقاربها. إنه يسكنني في لحظاتي.. في خطواتي.. وبين الثواني التي أتنفسها. إنه يخرج لي من بين دخان سيجارتي.. من تحت الوسادة. من بين أصابعي.. من خرم الباب... وحتى من خلف الصورة الوحيدة المعلقة في الغرفة. |
يا كبـــدي .. سأهدي كلماتي للنار تحفظها .. وللريح تحملها ... سيبكي قلمي ويذكرك .. أنت دمعه .. أنت منبعه الأبدي الذي سيبقى . |
الساعة الآن 01:32 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.