![]() |
أيـــام خالدة في حياة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
هذه الأيام العشرة المباركة منقولة عن كتاب: عشرة أيام في حياة الرسول (للكاتب الإسلامي / خالد محمد خالد ) بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ثلاثة وستون عاماً عاشها صاحبها العظيم في جلال يبهر الألباب ، ، ، اصطفاه الله لرسالته ، فكانت أيامه مثالاً بالغ الكمال في التقى والطهر والجلال ، ، ، ولقد كانت حياته ، ، ولا تزال كتاباً مفتوحاً فكل مشاهد حياته ، نقلت إلينا بحروف كبار ، موثقة بـأصدق وأعرق ما عرف التاريخ الإنساني من وسائل وبينات . . . ! لقد رحل عن دنيانا منذ قرابة ألف وأربعمائة عام ، ومع هذا فنحن إذ نقرأ سيرته اليوم ، لكأننا نسمعه ونراه ونعيش معه * * * * * ومن بين أيام حياته العظيمة التي كانت سواء في السمو والمجد ، نختار هذه الأيام العشرة ، لنرى من خلالها بعض خصائص ذلك التفوق الذي خص به المولى سبحانه رسوله الكريم . . . * * * * * ونحن إذ نخصها بالاختيار ، لا يعني المفاضلة بين أيامه ، فحياته بكل أيامها سواء في المجد والفضل والسمو ، ، ، إنما يعني أننا وجدنا فيها مدخلاً رحباً لتلك الحياة الشاهقة العظيمة ، لنتعرف على أسرارها المضيئة وشمائلها المتأنقة ، وعطائها اللا محدود * * * * * وطبيعي أننا لانعني باليوم الوحدة الزمنية ، إنما نعني بها الظرف التاريخي للمناسبة أو الواقعة سواء تمثل هذا الظرف في يوم واحد أو عدة أيام * * * * هذه كانت مقدمة ( باختصار وتصرف ) لكتاب ( عشرة أيام في حياة الرسول ) للكاتب الإسلامي / خالد محمد خالد وهو كتاب بديع الأسلوب ، رائع المحتوى يضم أحداثاُ مهمة من السيرة النبوية في عشرة أيام اليوم الأول : يوم التحكيم ، ، ، اليوم الثاني : يوم الوحي اليوم الثالث : يوم الطائف ، ، ، اليوم الرابع : يوم العقبة اليوم الخامس : يوم حمزة ، ، ، اليوم السادس : يوم الحديبية اليوم السابع : يوم الفتح ، ، ، اليوم الثامن : يوم حنين اليوم التاسع : يوم التخيير ، ، ، اليوم العاشر : يوم الوداع * * * * * وسنحاول في هذا القسم المبارك ، معايشة كل يوم من هذه الأيام المباركة لنسعد بمصاحبة هذه السيرة العطرة ، لعل المولى جل وعلا أن يسعدنا بمصاحبته صلى الله عليه وسلم في جنات النعيم.. اللهم آمين يتبــــــــــع |
اليوم الأول يوم التحكيم " وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ "الأنفال33 إنه اليوم الوحيد بين الأيام العشرة من سنوات قبل الوحي ، سنوات التهيؤ والإعداد إنه يوم قوي النبض ، باهر السَّمت ، بالغ الدلالة ، يعلمنا بصوت مسموع تفسير الآية الكريمة "اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ " الأنعام 124، ، ، ، ، ، ويكشف لنا كل ما زخرت به الأربعون عاماً من أمانة وطهر وعظمة . . . وإليكم نبأ ذلك اليوم : * * * قبل بزوغ الإسلام بسنوات خمس ، والرسول صلى الله عليه وسلم في الخامسة والثلاثين من عمره المبارك ، لم يأته الوحي بعد ، ، ، أجمعت قريش أمرها لبناء الكعبة أقدس ما ورثوا وما عرفوا ، ، لقد وقف فيهم ( أبو وهب بن عمر بن عائذ بن مخزوم ) وهوخال والد الرسول قائلاً : ( يا معشر قريش : لا تدخلوا في بنائها من كسبكم إلا طيباً ) ونهضت قريش بالعمل في البناء إلى أن وصلوا إلى الركن الذي يوضع فيه الحجر الأسود ! ! ! ! فمن سينال شرف وضع الحجر في مكانه ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ واشتد الجدل ، واحتدم الخصام ، حتى أن بني عبد الدار جاؤا بجفنة مملوءة دماً فوضعوا هم وبنو عدي أيديهم ، متعاهدين ألا يفوتهم هذا الفضل . . . بقيت قريش على هذا التوتر خمسة أيام ، ثم أشار عليهم أحد شيوخهم أن يحكموا بينهم أول داخل عليهم ، ، ، ، ، فشخصت الأبصار نحو الباب تترقب . . . ! ! ! وفجأة هتفوا قائلين : هذا الأمين رضينا ، ، ، ، هذا محمد . . . ! ! ! أمر محمد صلى الله عليه وسلم بثوب ، بسطه ، ووضع الحجر في وسطه ، ثم أمر كل قبيلة أن تأخذ بطرف الثوب ، ورفعوه جميعاً ثم وضعه بيد الشريفة في مكانه وثبته ، ، ، وواصلت قريش عملية البناء في هدوء . . . . * * * * * لقد كان أسلوب الرسول يوم التحكيم أسلوباً توفيقياً ، سيكون لباب منهجه حين يوحى إليه . . ! ! تقول عائشة رضي الله عنها ك " ما خير رسول الله بين أمرين إلا اختار أيسرهما مالم يكن إثماً " رواه الشيخان * * * إن الذي حدث يوم التحكيم إرهاصاً وثيقاًً بالمستقبل القريب لهذا الرجل . . وأن قوة أعلى من قوة البشر ستصطفيه وتختاره لمهام أجل وأعظم ، ، ولكأن المولى سبحانه وضع قريشاً أمام هذه الحقيقة لتكون أبلغ حجة عليها ، ، ، حين يبعث فيهم صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً . . . يتبع .. |
تحيّاتي
أشكركِ أستاذتنا القديرة ناريمان الشريف على هذا الموضوع الديني الماتع حول رسول الله خير البشرية . بوركتِ وبورك اليراع. |
اقتباس:
بعد السلام عليك .. أنا التي أشكرك جزيل الشكرعلى متابعتك فهذا يسعدني .. تحية...ناريمان |
اليوم الثاني
يوم الوحي " اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ " ( العلق 3) كانت مكة تموج بالمباهج والمسرات ، وقوافل التجارة في حركة دائمة ، والأسواق مفعمة بمباريات الشعر و الرياضة ، ودار الندوة مليئة بزعماء العشائر والقبائل ، ، ، ومجاثم الأصنام حول الكعبة،وخارجها زاخرة بالوافدين يهتفون باللات والعزى وتمضي الأيام في مكة هادرة صاخبة ، مليئة بفجورها وتقواها ، وما أندر تقواها . . . . . * * * لكن إن كانت مكة يومئذ بلاد الأوثان ، ، فقد كانت من قبل وطن الحنفية السمحة التي هتف بها إبراهيم عليه السلام . . . . فبعيداً هن ذلك الصخب وتلك الحياة ، كانت روح نقية ورعة سامية ، تتطلع للحق ، وتبحث عنه ، تتطلع إلى ملة أبيها ، ، قال صلى الله عليه وسلم: { إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل واصطفى من ولد إسماعيل كنانة واصطفى من بني كنانة قريشآ واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم } رواه مسلم كان صلى الله عليه وسلم يدرك عن طريق روحه حاجته وحاجة قومه ، بل وحاجة البشرية كلها إلى دعوة إبراهيم عليه السلام ، تسمو بهم وترفعهم إلى عبادة الخالق وحده . . . . ومع كل يوم كانت روحه تسمو وتضيف إلى رصيدها مزيداًمن الصفاء والألق وأخذت سمات النبوة تظهر عليه ، فكان لا يرى رؤية إلا جاءت كفلق الصبح * * * * وذات نهار من شهر رمضان سنة تسع وستمائة للميلاد . . والرسول في الأربعين من عمره ، ، جاء اليوم الموعود ، ، ، يوم الحي والاصطفاء ،، وإليكم نبأ ذلك اليوم كما جاءت في الصحيحين : وقفات مع يوم الوحي نستطيع أن نستخلص من هذا اليوم العظيم يوم الوحي ما يلي : _ • لماذا كانت أول كلمات الله لرسوله ( اقرأ ) . . ! ! ولم تكن ( صلّ ) ، ( صُمْ ) ولا (تعبّدَ ) . . ! ! ؟ ؟ هذه الكلمة لخصت جوهر الإسلام ، وبينت حقيقة مبادئه ، فهو ليس دين عقيدة فحسب ، وليس دين سلوكي فقط ، لكنه مع هذا وذاك دين حضارة ، صالح لكل زمان ومكان ، ، * * * • لعل الضمات الثلاث التي ذكرها النبي صلى الله علي وسلم " فغطني حتى ظننت أنه الموت " تدبيراً مقصوداً حتى يتسع جسده وروحه للقوة الجديدة ، ليحتمل عبء الرسالة والجهاد * * * • إن انقطاع الوحي عنه لفترة كان فرصة ليستوعب الجسد هذه القوة الجديدة ، وفرصة له صلى الله عليه وسلم ليتعود الصبر والاحتمال في سبيل الدعوة * * * • كان موقف السيدة خديجة جديراً بما اختاره المولى لها لتكون زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد تلقت المفاجأة بثبات فريد ، وموقف عظيم * * * هذا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً |
الساعة الآن 09:04 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.