![]() |
ياسين
أوجعت قلبي مُخبراً ومُجيبا = وقصمت ظهري ناعياً وكريبا ونزعت من عيني المعابة أدمعاً = وشعلت فيها لوعةً ونحيبا وعصفت في أذني دويّ نوائحٍ = وجعلت فجري عتمةً ومغيبا وأزحت عن جمر المواجع لبنةً = قد صاغها قلبي الضروع حسيبا وتسارعت في الصدر مثل دقائقي = دقاتُ قلبي حسرةً ولهيبا فسقطت لا اقوى لحمل مواجعي = ورجفت ذرعاً منهكاً وسكيبا ووقفت أجمع للمصاب عزائماً = قد هدّها جورُ الزمان عصيبا آه , لقد مات اللذي من جوده = ملك الفؤاد من الجمال مطيبا لن أنسه يوماً وقلبي راجياً = فأجابني بالمكرمات حبيبا قد قال لي مرحى وثغره باسم = وأزاح غيري حاسداً وكأيبا فعلوت فيها للمناقب رغبة = وملكتُ منها رضّعاً وشبيبا وملكت تاجاً للجمال متوّجاً = ونهضت منها عالماً وأديبا ترعى وتزرع والمراعي خضرة = والكف ينضحُ معسلا وحليبا ولبست زيّا للرصافة معلماً = يُضفي الوقار ويُجمل التهذيبا وملكت من زهو الحياة بساطةً = لم تعرف التسويفَ والتكذيبا وحرثت أرضك قانعاً ومؤملاً = فجنيت منها خضرةً وزبيبا وجريت تدفع في الشوارع محملاً = وتبيع فيها جبنةً وضريبا ونهضت قبل الفجر تحلب جاثياً = وجمعت عشباً سائغاً ورطيبا قد أنشبت سننُ المنون بحملنا = لم تُبق منا صاحباً وقريبا وتكاثرت فينا كجذو مشاتل = وغدت لها أرضُ الديار خصيبا وتتابعت جمّ الصعاب وحمّلت = منها الرؤسُ مناحةً ومشيبا تختارُ مثل النحل فوق مزارع = فتصيبُ فينا زاهداً ونجيبا للموت لم أءسفْ فموتك سنة = والموتُ حقّ لم يجار طبيبا الموتُ فينا رغم جهل قلوبنا = والكلّ يسعى للرقيب منيبا أسفي لفقدك حين قلبي نائياً = عن مقلتيك ولا يراك قريبا الطفلُ لم ينعم برؤية جدّه = والجدّ يرحلُ موجعاً وغريبا الزوجُ تذهبُ للقاء فلم تجد = أبّاً يؤانسها ولا تطبيبا لم تشبع العينان منك ولم تزل = في مقلتيها واحةً وعشيبا يا نخل بغداد الطويل وسعفه = يا طيبةً تحوي القلوب رحيبا يا عمّ يا حمل المواجع صابراً = عند الكروب ويا أعزّ قريبا أنت العراق بطيبه ونقاءه = أنت الروافد صافياً وشريبا جارَ الزمان على العراق وأهله = فغدى بهم سهم المنون مصيبا وأذاقهم بالنائبات مصائراً = قد شاب منها جاهلاً وأريبا حتى تعالت في العراق تذيقنا = من كلّ كرب مبهماً وعجيبا وخرجت من بلد الكرام مُراغماً = فلقيت دربي عاصفاً وكثيبا عشنا وربّك غربة حتى غدت = فينا المواجع مضرباً وضريبا وتلاحقتنا بالكروب كأنّها = فينا كمن عاشَ الحياة سليبا لا أهل يجمعنا بهم شوقٌ ولا = أنس يزيحُ عن الفؤاد خطوبا ماتت أحبّتنا ولم تحفل بهم = منّا العيون وأن علو التتريبا ياسين يرحمك الرحيم برحمة = ويزيح عنك مساوءاً وذنوبا ويريك في يوم الحساب محمداً = فتذوقُ منه شفاعة وشريبا تفدى عراق الصابرين لترتقي = من كلّ بيت منحراً وصبيبا ولك الأكفّ الى السماء تضرعاً = أن لا يريك من الزمان نكيبا |
رثائية بالغة بفصاحتها ووقعها على النفوس
بوركت ورحم الله من نظمت لأجله القصيده لك من قلب أخيك تحيه علاء الأديب |
الاستاذ الكريم علاء الأديب
جزاكم الله خيرا ودمتم ورحم الله والديك في هذا الشهر الكريم |
جزاكم الله خيرا
القصيدة تقراء كما يلي ياسين أوجعت قلبي مُخبراً ومُجيبا = وقصمت ظهري ناعياً وكريبا ونزعت من عيني المعابة أدمعاً = وزرعت فيها لوعةً ونحيبا وعصفت في أذني دويّ نوائحٍ = وجعلت فجري عتمةً ومغيبا وأزحت عن جمر المواجع لبنةً = قد صاغها قلبي الضروع حسيبا وتسارعت في الصدر مثل دقائقي = دقاتُ قلبي حسرةً ولهيبا فسقطت لا اقوى لحمل مواجعي = وأفقت من فزع الكروب مريبا وشعرت من هول المصاب كأنه = حلمٌ له وجب الفؤاد وجيبا ووقفت أجمع للمصاب عزائماً = قد هدّها جورُ الزمان عصيبا آه , لقد مات الذي من جوده = أضحى الجمال الى الفؤاد نصيبا لم أنس يوماً كان قلبي راجياً = فأجابني بالمكرمات حبيبا قد قال لي مرحى بثغرٍ باسمٍ = وأزاح غيري حاسداً وكئيبا فعلوت فيها للمناقب رغبة = وملكتُ منها رضّعاً وشبيبا وملكت تاجاً للجمال متوّجاً = ونهضت منها عالماً وأديبا ترعى وتزرع والجنائن خضرة = والكف ينضحُ معسلاً وحليبا ولبست زيّاً للرصافة معلماً = يُضفي الوقار ويُجمل التهذيبا وملكت من زهو الحياة بساطةً = لم تعرف التسويفَ والتكذيبا وحرثت أرضك قانعاً ومؤملاً = فجنيت منها خضرةً وزبيبا وجريت تدفع في الشوارع محملاً = وتبيع فيها جبنةً وضريبا ونهضت قبل الفجر تحلب جاثياً = وجمعت عشباً في الحرور رطيبا يا نخل بغداد الطويل وسعفه = يا بلسما يحوي القلوب رحيبا يا عمّ يا حمل المواجع صابراً = عند الكروب ويا أعزّ قريبا أنت العراق طبائعاً ومشاعراً = أنت الروافد صافياً وشريبا للموت لم آسفْ فموتك سنة = والموتُ حقّ لم يحاب طبيبا الموتُ فينا رغم جهل قلوبنا = والكلّ يسعى للرقيب منيبا أسفي لفقدك حين قلبي نائياً = عن مقلتيك ولا يراك قريبا لم تشبع العينان منك ولم تزل = في مقلتيها واحةً وعشيبا الزوجُ تذهبُ للقاء فلم تجد = أبّاً يؤانسها ولا تطبيبا الطفلُ لم ينعم برؤية جدّه = والجدّ يرحلُ موجعاً وغريبا قد أنشبت سننُ المنون بحملنا = لم تُبق منا صاحباً وقريبا وتكاثرت فينا كجذو مشاتل = وغدت لها أرضُ الديار خصيبا وتتابعت جمّ الصعاب وحمّلت = منها الرؤسُ مناحةً ومشيبا تختارُ مثل النحل فوق مزارع = فتصيبُ فينا زاهداً ونجيبا جارَ الزمان على العراق وأهله = فغدى بهم سهم المنون مصيبا وأذاقهم بالنائبات مصائراً = قد شاب منها جاهلاً وأريبا حتى تعالت في العراق تذيقنا = من كلّ كرب مبهماً وعجيبا وخرجت من بلد الكرام مُراغماً = فلقيت دربي عاصفاً وكثيبا عشنا وربّك غربة حتى غدت = فينا المواجع مضرباً وضريبا وتلاحقتنا بالكروب كأنّها = فينا كمن عاشَ الحياة سليبا لا أهل يجمعنا بهم شوقٌ ولا = أنس يزيحُ عن الفؤاد خطوبا ماتت أحبّتنا ولم تحفل بهم = منّا العيون مودّة ورغيبا ياسين يرحمك الرحيمُ برحمة = ويزيحُ عنك مساوءاً وذنوبا ويريك في يوم الحساب مُحمداً = فتذوقُ منه شفاعةً وشروبا تفدى عراق الصابرين لترتقي = من كلّ بيت منحراً وصبيبا ولك الأكفّ الى السماء تضرعاً = أن لا يريك من الزمان نكيبا |
الساعة الآن 08:11 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.