![]() |
و ماذا بعد ؟! مغامرة السؤال المتجدد
"و أخبرت شيخي بأن الوصول جميل و لكن أجمل منه الطريق" * وماذا بعد ؟ تطرح عليك ذاتك هذا السؤال عند بلوغ نهاية كل طريق ، ربما من يتابع مباراة كرة قدم حامية الوطيس يدرك هذا الكلام جيدا، إثر انتهاء المباراة فوزا أم خسارة ، يزول كل الترقب و الدهشة و التوتر في لحظة واحدة و كأن شيئا لم يكن . أليست الحياة عبارة عن مباراة متعددة الأشواط ؟ ألسنا في نهاية كل شوط نسأل ذواتنا نفس السؤال ماذا بعد؟ عانى سيزيف من آلام كبيرة مع صخرته الشهيرة المتدحرجة و لكن لو قدر له أن يبلغ تلك الصخرة مأمنها كان هناك سؤال خبيث سيعتني بطرح نفسه جيدا: ماذا سيفعل سيزيف فيما بعد ؟ لابد أنه سيفقد جزءا مهما من كينونته التي اخترعت أصلا لحمل الصخرة و مناورتها هبوطا وصعودا. و ربما أيضا لو أتى ذلك المنتظر غودو كيف كان لبيكيت أن ينهي مسرحيته؟ جميل هو السفر و أجمل مافيه حالة البقاء عليه مهما كان الطريق وعرا وشاقا ومحفوفا ً بالمخاطر وتتلبسه المخاوف ، الكامن المثير و المدهش فيها أكثر بقاء في عمق النفس من الغاية التي يبلغها الطريق هناك لحظات تجتاح المرء حصيلة عملية تأملية ربما أو مفاجاة له في أحيان أخر تكون كما لو أنها أنسام لطيفة على كبد ظامىء غالبا نحاول أن نتشبث بها ، نمسك بتلابيبها ، نستجديها البقاء لدينا ، السعادة التي تمنحنا إياها تلك الهنيهات لا تتسع لها الأبجديات و حروفها لكنها تلقي بنفسها طواعية في مملكة البكاء حيث تكون الدموع أصدق سفير لها ...لو قدر لها أن تدوم ثواني أخر لفقدت قيمتها و قدرتها المؤثرة مفترقات الطرق غالبا ما تكون خاوية موحشة لا يرغب أحد بالتوقف عندها فكل يتخذ لنفسه سبيلا ... تبقيك دوما متأرجحا بين الوصول و اللاوصول بلوغاً للذروة و لا بلوغ لها في آن معا ...النقطة الفاصلة تماما بين الحلم و تصييره واقعا.تصيير الحلم واقعا بمعنى أو بآخر هو قتل للحلم ذاته فبينما تكون ملكا متسيدا على عرش الحلم تجاهد لتضعه في ملكك، ليستعبدك بهذه الملكية المقنعة و ما تستوجبه من إثارة غريزة الحماية . ذاك المتسول الذي اعتاد أن يجلس على الرصيف متسولا عطف المارة، يخلق لنفسه حلماً بالاستلقاء بين أسرة الفندق المقابل الوثيرة اكتشف هذه النقطة فعندما بلغ الأسرة الوثيرة حقا اتخذ حلمه الشارع مسرحا لابد أن نخبر ذاك الشيخ أن الأجمل و الأمثل هو البقاء على الطريق * من قصيدة ديوان المرايا للشاعر الكبير عبد القادر الحصني |
الأستاذة الفاضلة : ريم بدرالدين
وتبقين دوما صاحبة إحساس مرهف تملكين قلما يعرف كيف يقدم لنا المعلومة على طبق من ورد وجمال استمتعت فعلا بقراءة هذا المقال ودمت رائعة دوما |
اقتباس:
تغني عن ألف مقال ريم ~ رائعة ٌ في كل ّ ما تطرحين لنا :) |
رد: و ماذا بعد ؟! مغامرة السؤال المتجدد
مرحبا ريم ,
هناك كلمة مأثورة للشيخ الشعراوى فى هذا الصدد , عندما تكلم عن أمل الآمال وغاية الغايات فقال أنها الغاية التى ليس بعدها بعد , وبالتالى فهى لكل مؤمن الجنة , وهى الغاية التى تعتبر استثناء من الحكمة التى بدأت بها مقالك , أن الأجمل منه الطريق , فالطريق إلى الجنة جميل لكن الغاية أجمل بكثير نسأل الله تعالى أن يبلغنا وإياكم |
اقتباس:
عدت لهذا الموضوع بعد غياب و ذكرني به نشره لدى موقع دار الفكر للنشر سعدت بأن تكون يا طارق هنا ضمن قارئي الموضوع فشهادتك أعتز بها تحيتي لك و دمت بخير |
اقتباس:
أشكرك من القلب مساؤك جوري |
اقتباس:
أ. محمد جاد الزغبي أشكر هذا الحضور الجميل تحيتي لدوما |
الهذا استاذة ريم يكون الماضي ألذ من الحاضر رغم قسوته؟!
الهذا السبب نتذكر أيام الصبا القاسية ونقول :ما أجملها من أيام ؟ أم ان ما ذهب اليه عقلي المسكين أمر آخر مختلف ؟ دمت طيبة |
تحيّاتي
أشكركِ أستاذتنا القديرة ريم بدر الدين على نظرتكِ التأملية في الحياة والتي يعكسها قلمك بأسلوب مقنع تتقبله النفس ، ويدق شغاف القلب ويستوطنه بوركتِ وبورك المداد. |
... كذلك الوطن .. هو جميل ... ولكن الطريق إليه أجمل ... هي جدلية الواقع العبثي ... حيثُ وصولنا للشيء ، يُفقده سِره ولمسنا له ، يُفقده عُذريته أرأيتَ مَن يُعاني كي يصل لإمرأةٍ جميلة... فإذا ما تملكها ، وجد أنها مجرد إمرأة .. لا أكثر كذلك الطفل .. إذا أراد الحصول على لعبة ، تراه يقاتل ، ويكابد ، ويصرخ من أجلها فإذا حصل عليها ... سُرعان ما يحطمها إنها قمة العَبثية لأن السعادة لفظة نَسمعها .. ولا نكاد نَستَشعرها فأي وصولٍ للقمة .. يجب أن يَتبعه نزولاً من الجهة المُقابلة هذه هي معادلة الحياة ... ببساطتها وتفاهتها أختي / ريم أشكر لكِ طرحكِ البسيط ..لهذه القضية المعقدة مع إحترامي وتقديري |
الساعة الآن 12:53 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.