![]() |
الليلة الرهيبة............محمد محضار
أصبحت سلوى معلمة , وعُينت في الضبيعة أبعد منطقة في السماعلة, على مرمى حجر من مدينة مولاي بوعزة..كانت المدرسة الفرعية تقع بمحاذة الغابة في مكان منقطع , تتناثر حولها في أماكن متباعدة بضعة بيوت متهالكة.
بكت سلوى حزنا ..قال لها: زوجها مواسيا " سأبدل قصارى جهدي لكي تغاذري هذا الجحيم في أقرب وقت " قاطعته :" لا أستطيع فراق ابننا سليم.." ضمها الى صدره بحنو وهمس لها بصوت خافت :" لن أذخر جهدا في العناية به , أنا وأمك ..لا تشغلي بالك بهذا الموضوع ". عندما ولجت المدرسة, أحست بقشعريرة في جلدها ورجفة في قلبها, فالبناية كانت ذات لون كالح ..تتكون من حجرتين متهالكتين, بسقف مليئ بالشقوق , الطاولات كانت في اسوأ حال, والمكان على العموم كان أشبه بحديقة أشباح. زميلتها حنان كانت فتاة قصيرة القامة ..مقتصدة في كلامها ..يبدو أن وقع الصدمة جعلها تقف هي الأخرى موقف المغلوب على أمره المستسلم لمصيره. قالت سلوى لحنان: - هنا تتضخم الكآ بة, وتتحول الحياة الى جحيم مستعر ردت حنان بصوت أجش : - المكان رهيب ..أنا خائفة من الحاضر والآتي علقت سلوىوهي تلقي ببصرها نحو الأفق البعيد حيث تحتضن مياه الوادي قرص الشمس الأحمر : - رغم تطمينات المدير , وشيخ القبيلة فان مكوثنا هنا فيه مجازفة كبيرة..هواتفنا المحمولة بدون حرارة ونحن في عزلة تامة. أقبل الليل , وهجمت جيوش الظلام ..دخلت سلوى وحنان الى إحدى الحجرتين, ووضعتا أمتعتهما في في أحد الأركان, ثم أشعلتا لَمبة الغاز , فانبعث ضوء باهت أنار المكان..أكلتا بعض ما تيسر لهما من الطعام ثم جمعتا الطاولات الى بعضها , ووضعتا فوقها قطعتي اسفنج , ثم اِتكئتا ترومان الراحة من وعثاء السفر.. قالت حنان : -أحس برغبة قوية في النوم . قاطعتها سلوى: - لكن الليل مازال طويلا .. دوى لحظتها عواء الذئاب القادم من الغابة المجاورة مختلطا بنباح الكلاب المتواجدة في دور القرويين المشتتة على اِمتداد الهضاب المحيطة بالمدرسة , من الجهة الشرقية. شعرت الفتاتان برهبة وخوف قويين , أسرعت سلوى نحو باب القسم فأحكمت إغلاقه ووضعت خلفه بضع طاولات ثم عادت الى مكانها وهي ترتجف ..نظرت إليهاحنان بعينين ذابلتين وهتفت: - اللعنة لوكنت أعرف أنني سألاقي هذا المصير لما غامرت ودخلت مركز المعلمين.. فجأة سمع صوت رعد قوي , ولمع البرق فغمر المكان , ومضى وقت يسير , قبل ان تبدأ قطرات المطر في الهطول وهبت رياح قوية , ثم بدأت حبات البرد في النزول محدثة صوتا مدويا, وهي تتهاوى على سقف حجرتي الدرس. تسرب الفزع الى قلب حنان وسلوى , وأصابهما رعب شديد عندما تبين لهما أن سقف القسم يرشح بماء المطر ..ومالبث الرشح ان تحول سيلا.. صرخت سلوى: - اذا اِستمر المطر بهذه الحدة سينهار السقف ويسقط على رؤوسنا . ردت عليها حنان بتوتر: - اذن ما العمل ؟؟؟ - لنغاذر الحجرة فالمطر أهون من الحجر والطوب.. لبست الفتاتان ثيابا متينة ,وغَطّتا رأسيهما . ثم سحبتا حقيبتيهما الى الخارج .. كانت الرياح عنيفة , وكان صوت مياه الوادي المتدفق عند أسفل الربوة التي تقع فوقها المدرسة يُسمع قويا. استمرت العاصفة طيلة الليل , ولم تتوقف إلا مع تباشير الفجر الأولى . وفي الصباح الباكر كان الأهالي يحصون خسائرهم وضحاياهم..أما سلوى وحنان فقد تدخل رجال الدرك لإنقاذهما ونقلهما الى المستشفى وهما في حالة مزرية........ محمد محضار |
مساء الورد
سرد متميز لهذه اللوحة التي كادت أن تكون متحركة و نابضة بفضل لغة سينمائية إن أمكن القول و في الحقيقة أحسست أن هذه اللوحة مقتطعة من سرد متكامل لرواية أو قصة طويلة نحتاج إلى أن نعلم ماذا بعد إنقاذ سلوى و زميلتها ؟و نحتاج إلى أن نعرف تلك الظروف التي دفعت بسلوى للقبول بهذا العمل في هذا المكان النائي.. أ. محمد محضار تحيتي لك همسة : ربما يحتاج النص إلى تنقية من الكيبورديات المنزلقة و العناية بعلامات الترقيم .. |
الساعة الآن 04:05 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.