![]() |
خيَارات الخَرف المُبكّر .!
. 1- تأخذُ مِشرطاً وتسُنّ أطرافهُ برويّةٍ وإخلاصٍ , تقومُ بشدّ صدركَ وأبرازِ قلبك , وأنتَ واعٍ بما تفعلهُ , لستَ بحاجةٍ لأيّ حدَسٍ يُنبئكَ ماهيّة الطّريق , جازمٌ بما أملاهُ عقلك مؤمنٌ بشرعيّة التّجربة ؛ فلمَ تتأوّهُ لخطٍّ أحدثتَهُ أنتَ بقلبك ؟ ولماذا تقذفُ المِشرطَ ... برويّة وإخلاص ؟! احنِ هامتك .. تمعّن هذا الخطّ ؛ واحذر أن تبحثَ السّبب .. أكانَ عقلكَ أم المِشرط .! 2- يمتهنُ السّيرَ وسطَ الطّريق , يُصغي لأحاديثِ المّارة , يُحدّقُ بالوجوهِ متفرّساً تقاسيمها .. كاذبها من صادقها . يأخذُ فقط ما طالتهُ أُذُنه من أكذبِها , يصعدُ الرّصيفَ يُلمّعها بمنديلِ كهنوتِ الصّداقة ؛ يعودُ بأضغاثِ تنجيمٍ مُهالٍ بالوداعة , فيقُصّها كرؤىً لهُ على إخوته .. ويُصدّقونهُ بكلّ بجاحة .! هوَ وإخوته .. لا ضيرَ أن يبحثوا لهُ أو لهم عن سبب , ولا خيرَ ألاّ يحيدوا عن غيابةِ جُبّ أو حطب .! 3- ضِـلّيل .. يُجيدُ البُكاء ويُتقنُ الإبكاء , يستطيعُ بأيّ أداةٍ أن يستلهمَ ويجهش , ولا يهتمّ بحقوق أدواته وقداسة بعضها , ومدى تعلّقه وصلته بها . يستحضرُ مَصاباً لهُ على هيئةِ أداة - كفقدِ أبيه - , ويُحفّز مآقيه لتُفرز دموعاً . الدّموع حقيقيّة ؛ لكنّهُ يوظّفها في استمالةِ نوناته شفقةً .. فقُربة .! هوَ وحواءَهُ .. ابحثا أو لا تبحثا ؛ فأيّ خيارٍ سيتوفّر لكما .. كفيلٌ بالفَلَق .! . |
نقف هنا أمام لون ادبي متميز يعرف كيف يغترف الفكرة و يصوغها وفقا لما هو غير تقليدي و لكنه أصيل و متجذر في جسد اللغة و التراث و التاريخ جميلة هي الاستعارات الجميلة من الموروث الديني و التاريخي ..و توظيفها بشكل متميز يجعلك تفكر في الإشارات التي أرادها النص حتى بعد الفراغ من قراءة النص .. لكأن هذا العمق الكبير المقصود هو أداة استمرارية النص و بقاءه طويلا في إدراك المتلقي أ. معاذ آل خيرات تحيتي لك |
نص وظفت فيه الحرف بجمالية واتقان
فكنت متمكنا ... تحيتي أستاذي الفاضل |
الساعة الآن 11:11 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.