![]() |
|
أوراق قديمة ..............محمد محضار
اليوم فتحت خزانتي الصغيرة، وأخرجت أوراق صفراء مهترئة، أفقدتها السنون نصاعة بياضها، ولعبت بها يد الزمان، أقبلت عليها
- على غير عادتي – ألتهم سطورها المبعثرة، وأستجلي منها خبايا الماضي، وأستعيد بعض اللقطات الضائعة من حياتي، هذه الحياة التي تكاد تشبه السحابة العابرة في فصل الصيف، لاغرابة في هذا فهي – حياة - ملبدة لا يوشك الرائي، أن يبصر منها شيئا. - كانت أوراقي القديمة تنطق بصوت هامس، تداعب أحلامي المسمولة في عز حلاوتها، تثير موجة الأشجان الكامنة في إحدى زوايا اللاشعور. تزحف ذبذبات كلماتها الضوئية إلى مراكز ذاكرتي الواهنة، فتبعت الحياة في ذكريات طواها النسيان، وعشش عليها العنكبوت. تتنوع الانفعالات التي تنتابني، ضحك، بكاء، صراخ، ألم،.. يرتد الماضي الضائع بكل بريقه، تشتد جدوة آواره، أراه في كل حرف، كل كلمة، كل سطر، وكأنه وليد جديد يحبو، تعانق كفاه وركبتاه الأرض لأول مرة. تُختصر المسافات، يُختزل الزمن إلى الخلف. أنا الآن طفل بريء النظرات، غارق في نزق الطفولة، يحيط عنقي طوق فل، وتزيين ياقة قميصي بنفسجية قطفتها لي أمي من حديقتنا الصغيرة. أجلس عند مفترق الطرق، أنتظر اِبنة الجيران .. .تأتي ابنة الجيران ملتفة في روب حريري أبيض، مزين بالدنتيل، ترف على شفتيها القرمزيتين ابتسامة عذبة، ينطق بؤبؤا عينيها بمعاني الطهر، وتردد وجنتاها المضرجتان بحمرة الشفق، أنشودة الغروب، تمد لي يدها الصغيرة.. أقرأ خطوط حظها، وأمضي أهمس في أذنها بصوت دافئ العبارات. ألا حقا ما أجمل أيام الصبا، وأحلاها، فهي أقرب ما تكون إلى ومضه مشرقة، تستمر أمد العمر في الأعماق تضيء النفس، وتُجمّل الروح، تستمر زادا للقلوب العطشانة للحنان، وغذاءا للأفئدة المحترقة بلهيب الأيام الكارة الفارة. رعاك الله يا أوراقي المهترئة، فقد نفخت الروح فيما ظننت أنه مات، ونثرت بدور السلوى في ثنايا قلبي الكئيب وسرَيت بي إلى عالم البراءة السرمدي، وأخرجتيني من دنيا السديم والقتامة، ومنحتيني بعض الأمل لأحطم جبروت الملل المتفشي في كل أجزاء محيطي، وأنطلق في رحاب الدنيا الفسيحة، أحمل حريتي في كفي. محمد محضار....1983 |
ماأجمل العيش في
الأوراق القديمة لكن بدون أن نحياها ولا ننظر إلى الحاضر و المستقبل بل أقصد عيش التأمل فكلما قرأت أوراقي القديمة أكتشف فيها شيئا جديدا كان غائبا عني وأقرأها قراءة جديدة كأنها أول مرة . أ . محمد محضار لك خالص التقدير . |
رعاك الله يا أوراقي المهترئة، فقد نفخت الروح فيما ظننت أنه مات، ونثرت بدور السلوى في ثنايا قلبي الكئيب وسرَيت بي إلى عالم البراءة السرمدي، وأخرجتيني من دنيا السديم والقتامة، ومنحتيني بعض الأمل لأحطم جبروت الملل المتفشي في كل أجزاء محيطي، وأنطلق في رحاب الدنيا الفسيحة، أحمل حريتي في كفي.
الأستاذ الأديب المتألق محمد محضار رائعة تلكَ الأوْراق التي تُعيد تَأريخَ الإشْراقةِ في أبْواقِ الرَّتابة نحتاجُ أن نحجَ إليها من حينٍ إلى آخر لـ نُجددَ الأنفاس ونُزيحَ معالمَ الضَّجر تجنباً لـ قَضمةِ الاخْتنَاق سُعداً لـ نَبْضكَ السَّخي لا يُخطيء مَرمَى الحَواس تقديري |
غالبا ما تغريني تلك الأوراق المودعة في عتمة الخزانة كي أتناولها نتفة من وقت و أعرضها ثانية لضوء القلب غالبا ما تكون ساذجة و مليئة بالعثرات و الهفوات الصغيرة كان البحث عن عبارة في حاشية صفحة أو عن زهرة ربيعية تم جفافها تحت عناية الحروف و برعاية رائحة الصفحات القديمة كمن يفتح هدية عيد ميلاده متشوقا ليرى ما تحتويه العلبة الأنيقة .. الغريب في هذه الأوراق قدرتها على إحضار الماضي إلى طاولتك بربيعه و خريفه أمطاره و ثلوجه .. ضحكه و بكائه و أيضا مواضع الطعنات و الوخزات و لعلك تمد يدك لتتلمس زهرة شبكت في عروة معطفك ذات مرة أو تمسح دمعة نسيت تركيبها الذي حفر مسارا على صفحة الوجدان أ. محمد محضار بوح في غاية التميز و الجمال تحيتي لك |
السلام عليك الأخ المتألق محمد محضار ما أحلى تلك الأيام وما أنضر صفرتها مهما طال الزمن ... وهذا سرُّ فنائنا وخلودِ الكلمة وأهمس بمحبة لو تعيدُ تنقيح هذه الكلمات ومن بعضها وأخرجت أوراق صفراء أحلامي المسمولة فتبعت الحياة جدوة آواره وأخرجتيني من ومنحتيني بعض أرجو أن يتسع صدرك لي أخي تقديري ومحبتي |
الأستاذ الفاضل محمد محضار الأوراق الصفراء التي نخبئها في أدراجناو فيها كتبنا مشاعرنا نجد فيها قلوبنا القديمة بأحاسيس جميلة مختلفة تقبل احترامي خالد الزهراني |
اقتباس:
|
اقتباس:
|
سلام الله على الأديب أ.محمد محضار نزف من وجع السنين وسطور بعثرت أفكارنا من همسات دفينة زُفت بما شعرتَ به فوق أوراق قديمة فيها زفرات حزينة لأمل قادم تشرق فيه شمس الحرية تحية وتقدير دمت بألف خير |
ما أنقى تلك الأوراق الصفراء التي تنضح بالبياض تتنفس الصدق وتنعش الامل في مسارت الروح فتزهر بالفرح.. الأستاذ محمد محضار سلامي الى تلك الاوراق التي بعثرت فينا الاشواق.. |
الساعة الآن 06:32 PM |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.