![]() |
(( الحرية هبة.. وليست خيارا ))
للحرية ثمن أيكة كبيره يعيش فيها أسراب الحمام من بينهم تبدو مزهوة بنفسها ورغم أن ريشها لم يكتمل بعد إلا أنها قبلت أن تنتقل إلى عش صغير خاص بها بناه لها من أختارها لتكون شمعة تضيء أرجائه , مرت أيامها الجميلة كلمح البصر حيث اكتمل ريشها إلى جانب ريش فرخها الصغير ,.. مثل كل الشجر كانت تحيط بتلك الأيكه وبين أغصانها المتدلية وجذورها الموغلة في الأرض الكثير من الغموض والمخاطر.. , أفعى غادرة تسللت بجسمها الناعم وأنيابها المدببة وسمها الزاعف إلى داخل ذاك العش الهادئ والنائم فوق وسادة الأمل وبغضة طرف خطفت قلب تلك الحمامة مع خطف روح شريك العش وجناحه الدافئ في ليل الشتاء الطويل وظله في شمس الصيف اللاهب ! رغم انتقالها من عش إلى آخر إلا أن الحزن رفيقها ونديمها في تلك الأيكة.. بعض الطيور تعيش في فضاء الله وبين السماء والأرض وفوق أغصان النخيل ونصيب البعض أقفاص حديدية ! ولأن الحريه هبة والأسر ليس خيارا كان نصيبها أسر في قفص جنبا إلى جنب مع ديك الحبش ! لم يكن ما بداخل ديك الحبش كما يظهر من شكله ولأنه لم يكن شرسا فهو أيضا لا يبدو منه ود ! تمر ليال الأسر ثقيلة الأنفاس كمن يتنفس في نصف رئة والأيام رمادية الشمس , لم تكن تطيل النظر إلى نافذة القفص ولم تبالغ في حلم اجتيازها فالنافذة مرتفعة وأجنحتها ضعيفة ! ذات يوم فاجأتها نفسها بعزيمة الهرب وأوهمتها بأن سماكة الزجاج برقة المطر ! كان كسر جناحها ثمنا لمحاولتها الفاشلة في الهرب حيث عادت إلى ديك الحبش الذي لم يعرف كيف يداوي جراحها ولم يمنحها فرصة للهرب... تريد نزع نفسها وانتشالها ... كم يؤلمها أنينها ... أنين تسمعه ... وتحسه ... وتعاني منه ... وتعيشه معه تبحث عن وسيلة للهرب مما هي فيه ... فتصطدم مع ذاتها لحظة محاولة الهرب ... تلومها ذاتها وتعود بها إلى أسر لولبي ... كقاع بئر عميقة في جوف صحراء ... حيث صمت المكان وضجيج الخوف ... تلف نفسها حوله ثائرة : هل ثمة مخرج .. ؟ كحصان بري تم أسرهـ تواً ... كبلوهـ في القيود يريدون ترويضه .. ويريد الهرب . . هذه أنتِ يا.. نفس .. لا أقوى على إجبارك ولم تستطيعي الهرب !!! |
أحاديـث النـفـس للنفـس .. تراكم الحـزن يتفاعل فيزيائيـًا مع حشرجة تبدو أدخنـة مُتصاعدة .. فـي ليـلة حالكة يُسجن فيها القمـر .. تتمـرّد الأشجار على عـش حمـامة بائسـة .. وفي كل الفصول الأربعـة شمس حارقـة .. وديك يُدمي جناح حمامة .. هُـنا .. تفاصيل لقائمة طويـلة من الوجـع ، وللحريـة ثمن فيه غنى وفـقـر .. أ. سارة الودعـاني .. فـي كل مرة تتميـّـزين بحروف تمتلئ بتجربة الكتابـة الأدبيـة .. أوصيك دائمًا بتفـقــّد نصوصك من الناحية الإملائية ، فقد قمت بتصحيح بعض الكلمات ! شكرًا لكِ على هذه الخاطرة .. |
صباحك الياسمين يا سارة بلا صخب ولا ضجيج بكل أناة وثقة وبخطى الكبار تتقدمين يا سارة وتشقين عـباب الزحام وعلى سبورة الألق والإبداع تخطين أحرفك نوراً وتنثرين أحاسيسك عبيرا ً الحرية مدينة لك بهذا النص يا سارة سلمت أناملك مع شهد محبتي وتسنيم تحياتي ح س ن ز ك ر ي ا ا ل ي و س ف |
* غاليتي سارة .. كما هو عهدك في استمطار الروعة وجدت في حرفك ما يؤجج الوعي .. ما زلتِ تسكبين طائفة من قطرات الفكر المثيرة للدهشة .. وقد تم تغيير العنوان تماما كما طلبتِ تماما .. سلام على روحك .. |
الأستاذة الرائعة سارة الودعاني حقيقة موضوع فلسفي أكثر من جميل وجميل أن نستمتع بقراءاتكِ الراقية دام قلمك جميلا تقبلي احترامي خالد الزهراني |
اقتباس:
هي هكذا تقرأ من جميع الاوجه وتتخذ من الأمكنة ما يلملم تفاصيلها الشاردة وقد تعلق في فوهة الزجاجة ورما تخرج كالمارد من القمقم.. أستاذ حمود الروقي شكرا لك لمرورك وتعليقك الجميل وشكرا لقلمك الذي عدل جنوح الحروف.. تحيتي لك صادقة.. |
اقتباس:
مرحبا بك أستاذ حسن الأناقة ترتسم حين تطل حروفك هنا وسأظل تلميذة أتعلم منكم كل ما هو جديد وجميل.. أستاذ حسن ممتنة لحضورك وذوقك.. |
اقتباس:
أهلا ومرحبا بكِ أستاذتي سحر إنما هذي أهداب سحائبك الممطرة على اجوائي فكوني دائما غيمة تبشر بالهطول.. مودتي لكِ صادقة وشكري عميق لتحقيقك طلبي.. |
اقتباس:
مرحبا بك أستاذ خالد الزهراني.. الجميل هو من يصنع الجمال وأنت حضورك كان الجمال وحروفك كانت الذوق.. لا عدمت تواجدك دائما.. تحيتي لك خالصة.. |
الساعة الآن 04:05 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.