![]() |
وكان الأمر
وكان الأمرُ على ما يشتهي الفضولُ منكِ، وكان أن انكشفتُ عليكِ فسقطتُ من البرجِ العاجي الذي صنعته خواطرُ غموضي في نفسك، وشدة جاذبيتي لكِ؛ إذ لم أكن بين يديك فتملكتني، تماماً كما يفقد الكاتب أو الأديبُ صورته البهيَّة المنعكسة عن أحرفه في صدور قرائه أو معجبيه ساعةَ أن يسمح لهم بالاقتراب منه أكثر، فيطلعهم على بعضٍ من الأمورِ التي لا تبرزُ إلا بإخفائها، ولا تُشتهى إلا حين أن تحاط بتمنُّع، فهي تُبتغى في كونها غامضةً لا واضحة!، فالقارئ مثلكِ في هذه الحالة لا يخرج إلا وقد غَنِم، وأدركَ بأنّ السببَ الذي بيني وبينه قد انتفى، وما من جديدٍ يبعثُ انكبابكِ عليَّ إلا أن أكونَ شخصاً آخر غيري!.
إيهِ يا هذه، أتذكرين تلك الورقةَ التي تقدَّمتِ بها إليَّ، مُطَلْسِمَةً بها إيَّاي حتى أكاد لا أعرفني، بل إنني وددتُ حينها أن ألتقي بذلك الكائن الذي ما كان إلا أنا ـ حسب قولكِ ـ فضلاً عن أن أقضي عمراً أفتخر بأن أكونه، بيد أني علمتُ فيما بعد بأنَّني ما كنتُ في ورقتكِ تلك إلا وسيلةً لغايتك فيَّ خارجها. وهذا معدودٌ في غياهب نفسك والآخرين من الطباع المحمودة التي نفدي بها نظراءنا في سبيل المحبة؛ وما ذلك إلا مما راق لكِ بعد أن راج عندكِ، والحقيقة بمنحى لا يتقاطع واعتناقكِ بهذا المبدأ، ولتعلمي بأنَّك صادقةٌ ولكن مع حاسة طمعكِ في أن أكون مطمعاً لكِ عبر صورةٍ ناظرتني بها بعين الجلالة، ومُحِقَّةٌ ولكن في انخداعكِ لهوى النفسِ الذي زيَّفنا إلى بعض؛ بيد أنَّ إفاقتكِ منه أجلى مما عليه صاحبكِ الآن، ويا حسرتي إذ كنتُ أجلدني بسياط الأسئلة التي أرى فيها أثرَ العطفِ ممزوجاً بلومٍ أعلمُ أنَّه لن يكشف عن سوءتي هذه؛ ولكنه أقرب إلى أن يكون ألماً راسياً عليَّ فيما بعد، وهو مما لا أوده من بواقيكِ التي أعودُ معها إلى أحلامٍ تحقَّقت على غيرِ دنياي هذه، وإلى قواعدَ ما خِلتُ أن يقوم عليها الكونُ يوماً ما؛ ولكنَّه القليلُ الذي ما أسكرَ كثيره يا هذه!. إيهِ يا هذه وقد مضى على ذلك العهدِ فِراقُ ما بيني وبيني الذي أخذتِهِ معك، فما أنا بعده في حلٍّ من نفسي ولا عنها؛ ولكنني أصطلحُ معها في ماضيكِ الذي يُنعشُ بربيعه ونسيمه حاضراً لا يأنسُ به قلبي ولا يألفه. وإيه يا هذه وما أجمل الذكرى التي لا تتأتى إلا بكِ في زمنٍ كنتُ فيه فارس أحلامك، وصادقَ أيَّامِك، وآيةَ الواقعِ الأجمل، والذي بشأنهِ بقيتُ أنفسَ ما لكِ عندي! |
لك تقديرنا لهذا البذخ الكريم من لغة وحسن بيان يثبت مع التقدير ko123qw |
إيه ما أجمل هذه الطلاسم العاجية المنعكسة على الأحرف هفهفت من نسائم ذكرى صنعت خواطر بهية انعكست على ناظرينا فاصطبغت الحروف بشفافية باذخة ورقة ممزوج بألم داخلي بين الماضي والحاضر وكان الأمر أن أتت بأصدق العبارات الأديب القدير أ. مبارك الهاجري بوح حزين وشفيف صادق نبع من روح عذبة تحية وتقدير دمتَ بألف بخير |
و ربما هذه الرسالة الجميلة الرقيقة ، حاملة حروف اللوم و الألم ، جاعلة الطعنة بين ثناياها تذكارا داميا لئلا نعود .. لربما أيضا احتوت نتفا من الحنين ستورق يوما ما .. في أرض ما .. زمن ما ..ربما بعد القيامة أ. مبارك الهاجري سعدت بقراءة هذا البيان في مستهل يومي تثبيت على تثبيت تحيتي |
مبارك الهاجري .. وكان الأمر كترنيمة تتسلق الحناجر وتزفر بالبهاء .. في أزقة الروح وتحت خيمة كظيمة الوتد يسكن قطيع من النور .. حفنة شعور .. وهيام على روابي البوح .. وألم .. اليراع وحده هنا حكاية توشم الحدق بالذهول .. ومابين السطور كان يومض ببريق الجمال حتى يسلب اللب .. حرفك باهر بهي سيدي .. ويلقي القبض على وعينا بسهولة .. وبوحك أخذت منه ما يكفيني إذا ما طالبني وعيي بحرف باذخ .. امتناني أجلبه لك كأقمار من قلب أندروميدا .. سلام على روحك |
اقتباس:
|
اقتباس:
أسعدكِ الله! |
اقتباس:
شكراً ريم! |
الساعة الآن 01:23 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.