|
|
|
بُرديَّةُ الثَّائرين
بُرديَّةُ الثَّائرين أيا تونُسَ الخضراءَ مزَّقتِ ليلَهم وأرسَيتِ فجراً من خلائِقِكِ الكِبرُ وصُغتِ نهاراً باجساً غيرَ مُظلِمٍ وأذهلتِ نذلاً بعد أن نَفُذَ الصبرُ أثرتِ شجوناً غُيِّبتْ عن شعورِنا سنيناً وأسنا في الظـَّلامِ لكِ البدرُ فمن لفحاتِ النار ِ قد أُضْرِمَ الشظى وفي ظُلُماتِ الليلِ قد بَزَغَ الفجرُ ويا أيها المحروقُ للعزِّ تنتمي أبوكَ عزيزُ النفسِ في أصلِكَ الذُّخْرُ فلا تُلْقِ مِنْ بالٍ لِمَنْ هُمْ تَقَوَّلوا على اللهِ أقوالاً في َأنتَ والنَّحرُ أراكَ شهيداً إنْ أفاءوا وإنْ أَبوا فهلْ مثلَ ردِّ الظُّلمِ يُجزى لهُ أَجرُ؟ أراكَ وقدْ أَحْرَقتَ نَفْسَك تفتدي جياعاً عراةً كانَ مسَّهُمُ الضُّرُّ وكانَ عُتاةُ الحُكْمِ عاثوا وأفسَدوا وأجزى من العيشِ الذَّليلِ غدا القبرُ فزَلْزَلتَ فيهِم كُلَّ ما كانَ راسِخاً وأذهَلْتَنا حتى حسبنا هوَ السِّحْرُ وصارَ هشيماً باللهيبِ مُسَعَّراً سُرادِقُهُمْ حتى أحاطَ بهِ القَفْرُ فيا أيُّها القدِّيسُ قُدامُكَ الرُّؤى وخلفُكَ ثوَّارٌ يشوقُهُمُ النَّصرُ خطَطْتَ بفيضِ النُّورِ من ذلك اللَّظى سُطوراً من الأمجادِ خَلَّدَها سِفْرُ وصِرْتَ أميراً فوقَ هودَجِكَ الّذي تَبختَرَ تشريقاً لتحضُنَهُ مِصْرُ كأنَّ مِياهَ النِّيلِ تاهَتْ بِسَيرها ففاضتْ بثوراتٍ من الغربِ تفْتَرُّ وهلَّتْ بِشاراتُ التَّحَرُّرِ كالهُدى تهادى بها من بينِ أمواجِهِ النَّهرُ وصارَ حَميماً رُغْمَ بردِ ينايرٍ يُحيطُ بأفواجٍ إلى السَّاحِ قد مرُّوا صُفوفٌ تَرُصُّ الصَّفَّ حتَّى كأنَّهُ إلى ساحةِ التَّحرير لا يَسلُكُ القرُّ قُلوبٌ كأنَّ اللهَ عَمَّرَ وُسعَها عقيدةَ إيمانٍ يُجاهِدُها غدرُ حَناجِرُهُم قد ألهجتْ بِهُتافها: (بغيرِ رحيلِ الوغدِ لا يستوي أمرُ) فَسِيروا بعينِ الله يا أيُّها الوَرى على خَطوِكُم يَختالُ منْ فَخرِهِ الفَخْرُ هوى ما هوى من عاتياتِ حَديدِهِم وسفَّاكُهُم منكمْ تَملَّكَهُ الذُّعرُ وصَارَتْ سِياطُ الشَّرِّ تذوي أمامَكُم ويسحَبُ أذيالاً من الخيبةِ الشَّرُّ فتلكَ جموعٌ قد أنابَتْ لِخالِقٍ وأخلَصَتِ الدُّعا، وهذَّبَها الذِّكْرُ سَقَيْتَ الثَّرى في مِصرَ يا ربِّ هاطلاً من البركاتِ الغُّرِّ إغداقُكَ الثَّرُّ إلهي .. لِمصرٍ لا تؤخِّرْ هَديَّةً ومن هاطِلاتِ المُزْنِ لا يُحرَمُ الزَّهرُ إلهي في الفُسطاطِ شعبٌ مُكَبَّلٌ فَفُكَّ – إلهي – القيدَ، يدعوكَ مضطَرُّ وهذي حشودُ النَّاسِ قد ضاقَ عيشُها فجاءتكَ في مَسرى يُظَنُّ بهِ الحشْرُ فنصرُكَ اللهمَّ أكرِمْهُمُ به ودُكَّ عروشَ الظُّلمِ، أو قل هو الكفرُ أحالوا ديارَ الحقِّ للزورِ مرتعاً وضاقت بنا الأحوالُ واستحكمَ العُسْرُ وجُوِّعَتِ الأفواهُ لمْ تُكفَ قُوتَها فإذْ بِخِشاشِ الأرضِ نقتاتُ أو نقروا وصارتْ بأيديهِمْ بلادي غريبةً وصِرتُ ذليلاً بعدما عَظُمَ النَّذرُ وكانَ لسانُ الأرضِ يَحكي بمنطِقي أداروهُ عبريَّ الحديثِ له ظِفرُ فأصْبَحتُ قِنَّاً خادِماً مُتَذَللاً وأسياديَ الأوباشُ أنيابُهُمْ كُشْرُ صهاينةٌ جاسوا بِنيلي وجِيزتي ومُعلَنُ ما في القولِ أني أنا حرُّ فيا ليتها سيناءُ لم تُستَعَدْ ولم أجِدْ جُلَّ أحبابي كرامَتُهُمْ هَدْرُ عُروبةُ أبنائي سرابٌ وحِصْنُهُمْ دَمارٌ وسيماهُم يُكادُ لها نُكْرُ فلا .. وإلهِ الخلقِ عن صِبغَتي أَحِدْ بأنْمُلَةٍ مهما تخطَّى لها المَكرُ وصرحُكِ يا أرضَ الكنانةِ عامرٌ وأقباطُهُ كالمسلمينَ لهمْ شَطْرُ وليسَ لِوغدٍ أنْ يُسيءَ لوحدةٍ بحبكةِ أفَّاكٍ يُزادُ لها حَفْرُ فكلُّ صَعيدِ الأرضِ في مِصرَ واحدٌ وليسَ يَشُقَّ الصَّفَّ دينٌ ولا فِكْرُ ومِصرُ ونهرُ النيلِ للنَّاسِ قبلةٌ صباحاتُها عطرٌ وأيَّامُها زَّهرُ 8/2/2011 |
فاضلي الدكتور طاهر سماق الموقر نبرة حرة ما فارقت شمائل صاحبها وهي تشحذ العزيمة وتستدرج النصر وتنثر الحب دمت أخي بحفظ الله ورعايته |
هههه لله درّك يا دكتــور .. قـصيدة ثائـرة فـاخـرة حـرة أبيـّـة .. الشعـب العربي إذا ثـــار أشعـل الأرض بالنـار .. ويستطيع أن يلتهم صهيون وأسياده .. دعاؤنا بالرحمـة لـ محمد أبو عزيزي الذي أحرق نفسه ليُـحرق عروش الحكـّـام !! شاعرنا الطـاهـر .. سلم نبضك وسلمت عروبتك .. |
أخي الكتور طاهر
قصيدة تفاعلت معها من اجمل ماقرأت لك نابعة من القلب عميقة المعنى وجميلة لكن العاطفة الجياشة جعلتك تنثر ابيات موزونه وكذلك البيت الأخير يحتاج الى عنايتك قصيدة روعة دخلت قلبي ودهشتني باسلوبها لك مني تحية اعتزاز واكبار دمت مبدعا |
بردية فاضت بثورات شحذت الهمم وحققت النصر سطرت اليوم بفيض من النور سطورها أمجاداً سيذكرها التاريخ مع الأيام الشاعر القدير د. طاهر سماق تحية وتقدير لأمتنا العربية ولسحر هذا النص الذي فاضت كلماته في مجرى النيل مع كل قطرة نصر لمصر أم الدنيا باقة امتنان وشكر معطر بالياسمين |
صباحك الورد دكتور طاهر الحبيب قد استجاب المولى لدعائك ودعاء كل الغيورين على مصر وسقط اللامبارك وسقط نظام كامب ديفيد وتنفست مصر الحرية فعلها شباب مصر الأحرار كما فعلها شباب تونس الأحرار من قبلهم بوركت وسلم نبضك وأناملك همسة : البيت الأخير والشطر الثاني من البيت السابق له جاؤوا على البحر البسيط بخلاف سياق وزن القصيدة مع شهد محبتي وتسنيم تحياتي ح س ن ز ك ر ي ا ا ل ي و س ف |
أخي الدكتور الشاعر طاهر
حققّ الله وبعزيمة شبابنا النصر ورحل المستبّد قصيده شامله ولغة عاليه وشاعر متألّق --- ما نوّه إليه أخي حسن صحيح يرجى الإنتباه تحيتي يا دكتور |
لكم المودَّة والحب إخوتي في المنابر
وكل الشكر لتنويهيكما أخواي حسن وعبد العليم .. وقد أجريتُ التصيحيح اللازم |
ويا أيها المحروقُ للعزِّ تنتمي الله الله .. يكفي هذا الشطر اللاهب كم أنت رائع !! طاب القلم .. وطاب الشعب الثائر تحية ... ناريمان |
لله درُّكِ ما أعظَمك يا أم الدنيا .. يا أم العروبة على مرِّ التاريخ
بورِكتْ ساحةُ التحرير وبورِك من بها |
| الساعة الآن 01:24 AM |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.