![]() |
رسالة الغفران & الكوميديا الالهية // مناظرة
رسالة الغفران & الكوميديا الالهية // مناظرة
|
رد: رسالة الغفران & الكوميديا الالهية // مناظرة
عرض موجز و ملخّص للكوميديا الإلهيّة : تنقسم الكوميديا الإلهيّة إلى 3 أجزاء ( الجحيم , الفردوس , و المطهر – و المطهر توازى الأعراف فى رسالة الغفران لأبى العلاء المعرّى التى قام "دانتى" بسرقة الفكرة منها- ) تضم الكوميديا الإلهيّة 100 أنشودة (34 للجحيم , و 33 لكلاّ من المطهر و الفردوس)...... و يقال أن "دانتى" إختار العدد "3" رمزاً للثالوث المقدّس , و الرقم "100" لأنّه يمثّل العدد "10" مضروبا فى نفسه (لأن أهل العلم و المعرفة الغربيين فى القرون الوسطى كانوا يعتبرون الرقم "10" رمزاً للكمال) أمّا عن سبب التسمية بالــ"كوميديا" فلأنّها تبدأ بما يزعج و تنتهى بما يفرح (على نقيض التراجيديا التى تبدأ بما ترتاح إليه النفس ثم تنتهى بمأساة) أمّا وصفها بــ"الإلهيّة" فلا يرجع إلى ما أورده "دانتى" من رؤيته للّه فى السماوات العلا فى آخر أنشودة الفردوس , و إنما هى صفة تخلع مجازاً فى اللغة الإيطاليّة على كل ما يبعث على الإعجاب و الروعة لإتقانه و كماله , و بذلك تكون ترجمتها الصحيحة إلى اللغة العربيّة هى "الكوميديا الرائعة " أو "الكوميديا المتقنة" , ولكن نظراً لأن الخطأ الشائع المشهور يحل عادةً محل ما هو صحيح مهجور , فقد تُرِكّت التسمية كما هى فى كل الترجمات ( وليس ذلك قاصراً على الترجمة إلى اللغة العربيّة بل يسرى أيضاّ على الترجمات إلى اللغات الأخرى) وهذا تلخيص سريع لأجزاء الكوميديا الإلهيّة الثلاثة : 1-الجحيم : تاه "دانتى" و هو فى سن الخامسة و الثلاثين (بعد نفيه كما ذكرت سابقاً) فى غابة مظلمة , فحاول الخروج منها بتسلّق أحد تلالها المشمسة , ولكن إعترض طريقه فهد و أسد و ذئبة , وبينما هو يقف يرتعد من الخوف لمح شبحاً , فطلب منه النجدة , فإذا هو بالشاعر اللاتينى الشهير "فيرجيليو" الذى هدّأ من روعه و أخبره بأن حبيبة "دانتى" التى حرمه منها الموت و التى كان إسمها "بياتريتشى" ( والتى أشرت إليها فى المداخلة السابقة) هى التى أوفدته إليه لينقذه و ليصحبه إلى الجحيم و المطهر قبل أن تصحبه هى إلى الفردوس ويصل دانتى إلى الجحيم فيرى مكتوباً على باب الجحيم بحروف داكنة عبارة تقول : "الطريق إلى حيث القوم المجرمون , فأنا عدالة الخلاّق العظيم , صنعتنى يد القدرة الإلهيّة و الحكمة السامية و الحب الأزلى ... لم يسبق وجودى غير الكائناتالسرمديّة , ولقد كتب لى الخلود ....فيا أيّها الداخلون من بابى إتركوا كل أمل قبل دخولكم" و يدخل "دانتى" من باب الجحيم بصحبة مرشده (فيرجيليو) , فيجدان نفسهما فى وادِ به اناس يصرخون من لسع النحل و حشرات أخرى (هم أرواح الذين عاشوا على الأرض دون إرتكاب آثام و لكن فى نفس الوقت دون عمل الخير , و كذلك أرواح الجبناء و السلبيين)... ثم يجلس "دانتى" و "فيرجيليو" فى زورق و يبحران به فى نهر من الحمم موصّل إلى طبقات جهنّم السفلى.... و ينام "دانتى" نوماً عميقاً أثناء تلك الرحلة ثم يستسقظ ليقص أهوال الجحيم و يصف "طوبوغرافية" الجحيم على النحو التالى : عندما نزل غضب الله على إبليس قذف به إلى الأرض فأحدث إبليس بثقل جسمه فجوة هائلة على شكل مخروط رأسه فى جوف الأرض , و ينقسم هذا المخروط إلى 9 طبقات أو دوائر يتناقص حجمها كلّما إقتربنا من رأس المخروط , و يسكن هذه الطبقات أو الدوائر الآثمون الدائرة الأولى تسمّى "وادى الزفرات" و تقيم فيها أرواح الأولاد الذين ماتوا تعميد و العلماء و الفلاسفة و الشعراء الذين عاشوا فى عصور الوثنية و لم تدركهم المسيحية و لكنهم عملوا أعمالاً صالحة فى حياتهم الدنيوية , و يتلخص عذاب هؤلاء فى حرمانهم من رؤية الله الدائرة الثانية تضم أرواح أهل الهوى الآثمين الذين تعصف بهم زوبعة هوجاء تجعلهم يدورون حول أنفسهم الدائرة الثالثة مخصصة لأرواح الطفيليين المتطفّلين و النهمين الشرهين المفرطين فى الأكل , و يتمثل عذابهم فى تساقط البرد و قطع الجليد عليهم , كما يمزّق كلب ضخم جلودهم بمخالبه الدائرة الرابعة تقبع فيها أرواح المسرفين و البخلاء على حد السواء , و يدفعون بصدورهم أحجاراً و صخوراً ثقيلة , ثم تدور كل مجموعة منهم فى إتجاه معاكس لإتجاه المجموعة التى تقابلها , ثم يتصادم أهل كل مجموعة ببعضهم بعنف , و يتكرّر ذلك دون هوادة و دون إنقطاع ثم يصل دانتى و فيرجيليو إلى مستنقع مليئ بالطين , وهو الدائرة الخامسة التى تغوص فيها أرواح مرتكبى الخطايا بدافع ثورات الغضب ( ومن بينهم أعداء دانتى من أهل فلورنسا) ثم... بعد إجتياز ذلك المستنقع فى زورق يدخل "دانتى" و فيرجيليو إلى مدينة اللهب الكائنة فى الدائرة السادسة .....و هى مثوى أرواح أهل البدع و الهرطقة (حيث ترقد فى توابيت من نار) ثم ينزل الزائران بمشقّة إلى الدرك السابع من الجحيم..... وهو ينقسم إلى 3 دوائر.... الأولى مختصّة بالمتهوّرين و اللصوص , و الثانية بالمنتحرين و القتلة و المغتالين , و الثالثة بالعائبين فى الذات الإلهيّة و مرتكبى الشذوذ الجنسى ... وهؤلاء كلّهم تنزل عليهم شواظ من نار دون إنقطاع بينما هم يرقدون على رمال محرقة فى أوضاع مختلفة ( و يجد فى هذه الدائرة معلّمه و مربّيه و أستاذه "برونيتى" و قد شوّهت النار وجهه – غريبه... مش كده؟؟؟ مع إن هذا الرجل هو من قام بصنع "دانتى" و تشكيل فكره بالأساس- ) أمّا الدائرة الثامنة فتتوسّطها بئر عميقة تحيط بها 10 حفر مستديرة تتصل فيما بينها بجسر من الحجارة... و يضع "دانتى" فى هذه المرتبة أرواح المرائين و هى تُضرَب بالسياط ثم تغمس فى بحيرة من الغائط , كما وضع فيها أرواح الرهبان الذين باعوا صكوك الغفران للناس بالمال و قد دُسَّت رؤوسهم فى جوف الأرض بينما إشتعلت أقدامهم ناراً , و كذلك وضع فى هذا المستوى أرواح المنجّمين و العرّافين وهى تسير القهقرى إلى الخلف و هى محرومة من النظر إلى الأمام (لأنها حاولت خداع الناس بإدّعائها القدرة على كشف حُجُب الغيب...ولاحظوا هنا دلالة العقاب و علاقته بالإثم ) , و كذلك أرواح المرتشين من رجال القضاء وهى تغمس فى القطران المغلى , و أرواح المنافقين و قد غُطَّت بقلانس من رصاص مصهور(لاحظوا دلالة العقاب و علاقته بالإثم) , و قطّاع الطرق الذين تلدغهم الأفاعى فيشتعلون ناراً ثم يتحوّلون رماداً ثم يعودون إلى الحياة و هلمّ جرّى , و المختالين و المغتابين و المتفاخرين و قد تقرّحت جلودهم بعد إصابتها بالبرص و الجرب(لاحظوا دلالة العقاب و علاقته بالإثم) , و معهم أيضاً مزيّفى النقود و المرابين و قد أصيبوا بمرض الإستسقاء (لاحظوا دلالة العقاب و علاقته بالإثم) و أخيراً..... يصل الرجلان إلى الدائرة التاسعة... وهى قاع الجحيم.... و تنقسم بدورها إلى 4 دوائر , و يتعذّب فى كل منها صنف من الخونة... ففيها خائنى الرابطة الزوجيّة , و خائنى أواصر القرابة , و خائنى الميادئ السياسيّة , و خائنى الوطن...... وكل هؤلاء يفترسهم إبليس بأنياب حادّة ( و فى هذه المرتبة أيضاً تجد إبليس و قد غمرته حتى صدره بحيرة من جليد و من دموع دمويّة تنساب من مآقيه بينما هو يمضغ بين فكّيه "يهوذا" الذى خان المسيح و "بروتوس" و "كاسيوس" اللذين خانا يوليوس قيصر الذى كان ولىّ نعمته ،، |
رد: رسالة الغفران & الكوميديا الالهية // مناظرة
المطهر : يتجه "دانتى" و "فيرجيليو" بعد الجحيم إلى المطهر نحو أهل اليمين تاركين أهل اليسار فى العذاب المهين وعندما يصلان إلى المطهر يشعران بالهدوء التام و يبدءان فى إستنشاق هواء نقى و نسيم عليل تحت زرقة سماء صافية و بينما يتطهّران فى مياه نهر بجوارهما يقترب منهما زورق يتلألأ نوراً و يدير دفّته ملك... ثم تنزل من هذا الزورق أرواح كثيرة تستحم فى ذلك النهر تطهّراً من الذنوب قبل دخول الجنّة و يتكوّن هذا المطهر من 7 دوائر تختص كل واحدة منها بخطيئة من الخطايا السبع الكبرى التى نصت عليها المسيحية ( ولاحظوا معى الإسقاط والعلاقة بين طبيعة الآثام و طريقة التطهّر منها): فالمتكبّرون يطوفون بجبل المطهر وهم يحملون أوزار يؤغمهم ثقلها على إحناء رؤوسهم و الحاسدون إلتصقت أجفانهم فلا يستطيعون رؤية أى شيئ و سريعى الغضب غمرهم دخان كثيف و أهل الخمول و الكسل يسيرون دون توقّف و البخلاء و المسرفين منبطحون أرضاً و أولى النهم و الشره يتضوّرون جوعاً و حلوقهم جافة من شدّة العطش وهلم جرّى.... ثم.... من قمّة جبل المطهر يظهر الفردوس الذى تصعد إليه الأرواح بعد تطهّرها من أدرانها ثم يجتاز "دانتى" و رفيقه سوراً من اللهب ضُرِبَ بين المطهر و الفردوس فيجدان الورود و الأزهار و الرياحين و أجمل الحدائق الغنّاء .... ثم تظهر "بياتريتش" وعلى رأسها تاج من أغصان الزيتون وعلى وجهها حجاب أبيض و يغطّى جسدها رداء من نور عليه معطف بلون الزمرّد الأخضر..... وفى هذه اللحظة تنتهى مهمّة "فيرجيليو" فيختفى تاركاً "دانتى" بين يدى "بياتريتش" لتسير به بين دوائر الجنّة ( ولكن قبل أن يلج "دانتى" باب الفردوس يغطس فى نهر "النسيان" ليصبح جديراً برؤية الله) وهنا..... تدخل مرحلة الفردوس يصعد "دانتى" مع رفيقته إلى 9 أفلاك الواحد بعد الآخر الفلك الأول هو فلك القمر حيث تقيم فيه أرواح البررة و الفلك الثانى هو فلك عطارد و تعيش فيه أرواح أهل الجد من المشرّعين و الحّام و الفلك الثالث هو فلك الزهرة و يضم أرواح أهل الزهد و الفلك الرابع هو فلك الشمس و فيه أرواح علماء الكنيسة على هيئة تيجان من نور و الفلك الخامس هو فلك المريّخ الذى تقطنه أرواح الشهداء (و من ضمنهم جد "دانتى" المدعو "كتشاجويدا") و الفلك السادس هو فلك المشترى و تسكنه أرواح أهل العدل من الملوك و الفلك السابع هو فلك زحل و تسكنه أرواح المتصوّفين و الفلك الثامن هو فلك النجوم الثابتة و تبدو فيه عظمة المسيح و جلال قدره وهو جالس بين القدّيسن و الأولياء ثم يصعد الشاعر الفلورنسى إلى الفلك التاسع فيتمتّع بمشاهدة الوهر الإلهى حيث بهاء الذات العليّة التى طغى سنا نورها على عقله و ذاكرته فجعله عاجزاً عن وصف ما رآه و بذلك تنتهى رحلة دانتى و تنتهى كوميدياه ،، |
رد: رسالة الغفران & الكوميديا الالهية // مناظرة
فكرة الكوميديا الإلهية ليست جديدة ولا غريبة فى بابها و لا فريدة فى نوعها..... فلقد سبق دانتى إليها فى هذا المضمار شعراء و مفكّرون و رواة نقلوا عن التراث الإسلامى الذى غزا أوروبا منذ دخول العرب إلى الأندلس و كذلك تواجدهم فى حوض البحر المتوسّط نواحى كريت و مالطا و قبرص و الجنوب الإيطالى القاحل المتمثل فى باليرمو و كاليارى و صقليّة(و كان ذلك فى صورة قصص دينيّة و أساطير و رؤى - شعراً و نثراً-)
الإسلام كان له الفضل فى ظهور ما يمكن أن نسمّيه بــ"أدب العالم الآخر" أو أدب "مابعد الموت" أو أدب "الغيبيّات"..... وكان للإسلام الفضل فى إنتشار هذا النوع من الأدب خلال القرون الوسطى فى بلاد الغرب المادّية التى جُبِلّت بطبيعتها على الجفاء و القطيعة مع الروحانيّات و الإلتصاق بما هو مادّى و حسوس و يمكن معاينته و تحسسّه و تلمّسه و إدراكه بالحواس البشريّة الواعية ( ولهذا لم يكن غريباً ان يكون الشرق هو مهد الديانات بينما لم يكن الغرب كذلك فى أى وقت من أوقات التاريخ... و هو ما يفسّر أيضاً المسحات الوثنيّة التى طالت الديانة المسيحيّة - والتى غضّت الكنيسة الطرف عنها- حتى يمكن للمسيحيّة أن تنتشر و يتم التبشير بها فى مجتمعات بشريّة مادّية تفتقر إلى الروحانيّة و تصدّق ما هو مجسّد محسوس بينما تتشكّك فى كل ما هو وراء الإدراك - لمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع أدعوكم لمطالعة موضوعى بعنوان "كيف ولماذا صنع العصر الأوروبى الوسيط الكاثوليكيّة" - ) أما لماذا لاقت كوميديا "دانتى" كل هذا الصيت الذائع - فى الغرب بالذات-, فإننى أرجع ذلك إلى عدّة عوامل : = التراث الإسلامى الذى إستلهم "دانتى" الفكرة منه هو تراث غير مألوف و غير مطروق فى الغرب ممّا أكسب الكوميديا الإلهيّة نكهة مميّزة لم يتذوّق الغرب مثلها من قبل = طريقة نظم "دانتى" التى ترتكز على قوّة البناء الأدبى و متانة الأسلوب و ترابط المعانى و الحساب الدقيق الذى إلتزمه فى قافية الثنائيّات و الثلاثيّات المتشابكة و التى تتطلّب عقلاً رياضيّاً متمكّناً و صبراً مضنياً و قريحة وقّادة و موادّاً معرفيّة غزيرة و إطلاعاً واسعاً ( و إن كانت كل هذه الصفات التى إكتسبها دانتى من مربّيه تزيد الدهشة من وضعه لذلك المربّى فى الجحيم فى كوميدياه) = الرموز التى ملأ "دانتى" بها الكوميديا الإلهيّة أكسبتها إبهاماً و تعقيداً و غموضاً محبّباً لدى القرّاء ( و دفعت النقّاد إلى محاولة كشف أستار هذه الرموز و إستشفاف أسرارها فتضاربوا فى تفسيرها ممّا أضفى المزيد و المزيد من الغموض و الإبهام التى تستثير الفكر البشرى) الحقيقة إن "دانتى" ألبس مدرسة الرموز الإغريقيّة و الرومانيّة فى هذه الكوميديا ثوباً قشيباً و صبغها بلون أدبى رقيق و رفيع و مبهم فى نفس الوقت فترك بذلك أكثر من معنى فى أذهان القرّاء = دسّ "دانتى" فى صلب الكوميديا الإلهيّة مختلف العلوم و المعارف و المذاهب الفلسفيّة بطريقة مسلّية جعلت منها دائرة معارف مصغّرة ومع كل ذلك..... فلم تسلم الكوميديا الإلهيّة من النقد اللاذع فى الغرب..... فقد قال عنها " فولتير" أنه لا يحتفظ بها فى مكتباتهم إلاّ المولعون بالتحف لا بالقراءة........ بينما قال عنها "فلوبين" أنه لا يريد ان يصفها بالمملّة و لكنه يقول أنها كُتِبَت لعصر معيّن لا لكل العصور ،، |
رد: رسالة الغفران & الكوميديا الالهية // مناظرة
|
رد: رسالة الغفران & الكوميديا الالهية // مناظرة
رسالة الغفران: تعد رسالة الغفران لابي العلاء من أعظم كتب التراث العربي النقدي وهي من أهم وأجمل مؤلفات المعري . وقد كتبها رداً على رسالة ابن القارح وهي رسالة ذات طابع روائي حيث جعل المعري من ابن القارح بطلاً لرحلة خيالية أدبية عجيبة يحاور فيها الأدباء والشعراء واللغويين في العالم الآخر، وقد بدأها المعري بمقدمة وصف فيها رسالة ابن القارح وأثرها الطيب في نفسه فهي كلمة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ثم استرسل بخياله الجامح إلى بلوغ ابن القارح للسماء العليا بفضل كلماته الطيبة التي رفعته إلى الجنة فوصف حال ابن القارح هناك مطعماً الوصف بآيات قرآنية وأبيات شعرية يصف بها نعيم الجنة وقد استقى تلك الأوصاف من القرآن الكريم مستفيداً من معجزة الإسراء والمعراج ، أما الابيات الشعرية فقد شرحها وعلق عليها لغوياً وعروضياً وبلاغياً . ويتنقل ابن القارح في الجنة ويلتقي ويحاور عدداً من الشعراء في الجنة من مشاهير الأدب العربي منهم من غفر الله لهم بسبب أبيات قالوها كزهير وشعراء الجنة منهم زهير بن أبي سلمى والأعشى و عبيد بن الأبرص و النابغة الذبياني و لبيد بن أبي ربيعة و حسان بن ثابت والنابغة الجعدي. ثم يوضح قصة دخوله للجنة مع رضوان خازن الجنة ويواصل مسامراته الأدبية مع من يلتقي بهم من شعراء وأدباء ثم يعود للجنة مجدداً ليلتقي عدداً من الشعراء يتحلقون حول مأدبة في الجنة وينعمون بخيرات الجنة من طيور وحور عين ونعيم مقيم. ثم يمر وهو في طريقه إلى النار بمدائن العفاريت فيحاور شعراء الجن مثل " أبو هدرش" ويلتقي حيوانات الجنة ويحوارها ويحاور الحطيئة. ثم يلتقي الشعراء من أهل النار ولا يتوانا في مسامرتهم وسؤالهم عن شعرهم وروايته ونقده ومنهم إمرؤ القيس وعنترة بن شداد و بشار بن برد و عمرو بن كلثوم و طرفة بن العبد والمهلهل و المرقش الأكبر والمرقش الأصغر والشنفرى وتأبط شراً وغيرهم. ثم يعود من جديد للجنة ونعيمها . الأهمية الأدبية لرسالة الغفران: تعد محاوارات ابن القارح مع الشعراء والأدباء واللغويون التي تخيلها المعري في العالم الآخر مصدراً مهماً من مصادر دراسة النقد الأدبي القديم حيث حوت تلك المسامرات والمحاورات مباحث نقدية مهمة وأساسية في النقد الأدبي. ،،، |
الاستاذة الرائعة عبير
تحية من القلب لكِ ولقلمكِ الثمين وشكرا على هذا الجهد الادبي الثري وننتظر الجديد والمزيد اسمحي لي ان يكون تواجد اطول ومتكرر هنا يثبت النص لما يحتويه من معلومات ادبية وتاريخية ذات علاقة بالادب |
الساعة الآن 03:22 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.