منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=25)
-   -   زيد بن سَعْنَة رضي الله عنه (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=31684)

أ محمد احمد 11-09-2025 06:22 AM

زيد بن سَعْنَة رضي الله عنه
 
بسم الله الرحمن الرحيم





يُعدّ زيد بن سَعْنَة من الشخصيات البارزة التي شهدت التحوّل من الكفر إلى الإيمان في زمن النبي محمد ﷺ.
كان من أحبار اليهود في المدينة المنورة، ومن كبار علمائهم، يتمتع بعلم واسع في التوراة، ومعرفة بصفات الأنبياء.
وقد قاده علمه وبصيرته إلى الإسلام، بعد أن رأى من النبي ﷺ ما أيقن معه أنه النبي الموعود في كتبهم.

نسبه ونشأته
هو زيد بن سَعْنَة، من يهود بني قينقاع في المدينة.
كان من أحبار اليهود، أي علمائهم، ومن أكثرهم دراية بالتوراة وبتفاصيل النبوءات التي وردت فيها عن النبي الخاتم ﷺ.
نشأ في بيئة يهودية علمية، وكان معروفًا بين قومه بالحكمة والفطنة وحسن البيان.

إسلامه
أسلم زيد بن سَعْنَة بسبب موقف عظيم من النبي ﷺ أظهر فيه خُلُق الحلم والصبر.
روى عبد الله بن سلام رضي الله عنه (وهو أيضًا من أحبار اليهود الذين أسلموا) القصة المشهورة فقال:

> قال زيد بن سَعْنَة:
ما من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفته في وجه محمد ﷺ حين نظرت إليه، إلا خصلتين لم أختبرهما بعد:

أن يسبق حلمُه غضبَه.
وأن لا تزيده شدة الجهل عليه إلا حِلمًا.

فأراد زيد أن يختبر النبي ﷺ، فجاء إليه وقال: يا محمد، هل لك أن تبيعني تمرًا معلومًا إلى أجل معلوم؟
فوافق النبي ﷺ وباعه تمرًا إلى أجل.

ثم قبل حلول الأجل بيومين، جاء زيد إلى النبي ﷺ وهو بين أصحابه، وقال له بفظاظة:
“يا محمد، اقضني حقي، فإنكم يا بني عبد المطلب قوم مطل!”

فغضب عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال: “يا عدو الله! أتقول لرسول الله ما أسمع؟ والله لولا ما أحاذر لضربت عنقك!”

فنظر إليه النبي ﷺ وقال بكل هدوء:
“يا عمر، أنا وهو كنا أحوج إلى غير هذا، أن تأمرني بحسن الأداء وتأمره بحسن الطلب.”

ثم أمر النبي ﷺ عمر أن يقضي زيدًا حقه، ويزيده عشرين صاعًا من تمر جزاء ما روّعه.

عندها بكى زيد بن سَعْنَة وقال:
“يا محمد، والله ما كان الذي فعلتُ إلا لأختبر فيك صفتين من صفات النبوة، وقد وجدتهما فيك كما في التوراة.
أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله.” فأسلم زيد في الحال، وحسن إسلامه.

جهاده واستشهاده
بعد إسلامه، لم يتردد زيد بن سَعْنَة في الالتحاق بصفوف المسلمين والمشاركة في الجهاد في سبيل الله.
وشهد مع النبي ﷺ غزوة تبوك، وهناك استُشهد رضي الله عنه، فكان من أوائل أحبار اليهود الذين استشهدوا في الإسلام.

صفاته ومكانته
كان عالمًا حكيمًا، جمع بين العلم القديم والإيمان الجديد.
اشتهر بعد إسلامه بالصدق والورع.
يُضرب به المثل في من عرف الحق بعقله وقبله بقلبه.
وهو شاهد عملي على رحمة النبي ﷺ وحلمه وعدله.

الدروس والعبر من قصته
1. حلم النبي ﷺ كان من أعظم أسباب دخول الناس في الإسلام.
2. الخلق الحسن أبلغ من ألف دعوة.
3. من كان صادقًا في طلب الحق، فإن الله يهديه إليه ولو كان من أعداء الدين.
4. الإسلام لا يفرّق بين عربي وأعجمي أو مسلم جديد وقديم، فالكرامة بالتقوى.






منقول


الساعة الآن 11:03 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team