![]() |
*البَرْدَعَـــــةُ والشَرَائِطُ الْمُلَوَّنَة*
*البَرْدَعَـــــةُ والشَرَائِطُ الْمُلَوَّنَة* قُبَيْلَ بِدْءِ السِّبَاقِ السَّنَوِي، شَعَرَ الْجَوَادُ بِالْمَرَضِ وَاضْطُرَّ لِلْاِنْسِحَابْ. أَسْرَعَ مَالِكُ الْجَوَادُ، وَأَحْضَرَ أَفْضَلَ حِمَارٍ عِنْدَهُ، وَأَلْبَسَهُ نَفْسَ الْبَرْدَعَة، وَنَفْسَ الشَّرَائِطِ الْمُلَوَنَّة، ثُمَّ أَوْقَفَهُ عَلَى خَطِّ الْبِدَايَةِ بَيْنَ جِيَادٍ مُفْعَمَةٍ بِالْقُوَّةِ وَالنَّشَاطِ. تَفَحَّصَتْهُ الْجِيَادُ بِاسْتِغْرَابٍ، فَرَفَعَ أُذُنَيْهِ بِزَهْوٍ وَتَمَخْتَرَ فِي وَقْفَتِهِ، وَكَانَ وَاثِقَاً أَنَّهُ سَيَحْصَلُ عَلَى الْمَرْتَبَةِ الْأُولَى بِدُونِ شَكّْ. أُعْطِيَتْ إِشَارَةُ الْاِنْطِلَاقِ، وَانْفَجَرَ الْمِضْمَارُ غُبَارَاً وَصَهِيلاً، فَشَدَّ الحِمَارُ عَضَلَاتِهِ، وتَهَيَّأَ لِلْجَرِي، وَلَكِنَّهُ قَبْلَ أَنْ يَبْدَأَ بِأَيَّةِ حَرَكَة، كَانَتِ الْجِيَادِ قَدْ غَابَتْ عَنِ الْبَصَرْ. تَجَمَّدَ فِي مَكَانِهِ، وارْتَجَفَتْ أُذُنَاهُ، وَأَحَسَّ بِثِقْلِ الْبَرْدَعَةِ فَوْقَ ظَهْرِه. تَطَلَّعَ إلى الْأَرْضِ مُنْكَسِرَاً، دَارَى خَجَلَهُ، وَأَرْخَى ذَيْلَهُ، وَمَضَى يَبْحَثُ عَنْ بَابِ الْخُرُوجْ. |
الساعة الآن 11:24 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.