![]() |
لاجئَين
بين خيمتي وخيمتكِ حفنةُ طين، لكن بين قلبي وقلبكِ مسافةُ حربٍ كاملة، بمدافعها، ومقابرها، ونشرات أخبارها التي لا تنام. **** الخيام كلها متشابهة، لكنني أحفظ طريق الريح إلى خيمتكِ، وأعرف من صوت أوانيكِ متى تنتهين من غسل الوجع. **** أسمعكِ حين تسعلين، فأفتح النافذة الخفيّة بيننا، وأرسل لكِ دعاءً دافئاً من بين أصابعي المرتجفة. **** حين تضحكين، تنطفئ القذائف في صدري، وحين تحزنين، أشعر أن المخيم يضيق أكثر، وأن سقف السماء ينخفض حتى كتفيكِ. **** في المساء، أرى ظلّكِ يتسلّق جدار خيمتي كما لو كان يعرف طريقه منذ الولادة، يمرّ فوق بطانيتي، ويجلس على صدري مثل قطةٍ وجدت بيتها أخيراً. **** الحرب مرّت من هنا، تركت لنا ماءً مالحاً في العيون، وصدوراً ضيّقة، ومسافةً بين قلبين لا تُقاس بالأمتار، بل بعدد المرات التي نجونا فيها من القصف. وبعدد المرّات التي أخفينا فيها خوفنا حتى لا نربك من حولنا. **** أريد أن أقول لكِ: أحبكِ، لكن الكلمة في هذا المخيم تبدو ترفاً يشبه شراء زهرة في مدينة بلا ماء. لذلك أكتفي بأن أمدّ لكِ رغيف الخبز الأكبر حين يوزّعونه، وأبتسم بلا سبب، وأعود إلى خيمتي كأنني عدت إلى صدركِ. |
رد: لاجئيْن
أحاسيس جميلة مميزة ،،
سلمت الأيادي ،، |
رد: لاجئيْن
اقتباس:
كل الشكر والتقدير أ.أحمد |
رد: لاجئيْن
أبدعت في وصف مأساة النزوح شاعرنا الياسين
رسمتَ بمهارةٍ كل الخيام، فبعثت فيها الحياة على الورق وما أوجع الخوض في التفاصيل للمبدع والمتلقي على حد سواء، لأنها الحرب التي تثقل القلب كما وصفها أمل دنقل دمتَ والإبداع المتميز |
رد: لاجئَين
على الهامش:
المثنى: لاجئَين والجمع لاجئِين؛ فالفرق يظهر عند النبر وليس الياء لأنها ساكنة في الحالتين |
رد: لاجئَين
اقتباس:
شكراً لهذه الملاحظة القيّمة أ.ثريا |
الساعة الآن 02:51 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.