منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=25)
-   -   ببغاء عريض المنقار (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=31558)

أ محمد احمد 05-11-2025 05:55 AM

ببغاء عريض المنقار
 
بسم الله الرحمن الرحيم





https://www2.0zz0.com/2025/05/11/02/817430388.jpg

رسم تخطيطي لفردين في مجلة سفينة غيلدرلاند (Gelderland)، 1601






الببغاء عريض المنقار (بالإنجليزية: Broad-billed parrot)‏ أو الببغاء الغُراب (بالإنجليزية: Raven parrot)‏، و(الاسم العلمي: Lophopsittacus mauritianus) (نقحرة: لوفوفسيتاكوس موريشيانوس) وتُعرب إلى الببغاء الأعرف الموريشي، هو ببغاء منقرض كبير الحجم ينتمي إلى فصيلة ببغاوات العالم القديم. كان موطنه في جزر ماسكارين في موريشيوس. أُشير إلى هذا النوع في سجلات السفن الهولندية باسم الغراب الهندي منذ عام 1598. لا يُعرف شكله إلا عن طريق ما وصفه الباحثون المعاصرون عن شكله وما رسموه من تصويرات لم تتعدَ الثلاثة. إذ وُصِف وصفًا علميًّا أول مرة بعد أن عثر على مستحاثة لفكه السفلي عام 1866، ولكن لم يُربط هذا الوصف بالسجلات القديمة حتى إعادة اكتشاف لوحة مفصلة لببغاء تعود لسنة 1601، تتطابق مع المتحجرات والسجلات. ليس من الواضح أي الأنواع كان الأقرب إليه، ولكنه صُنّفَ ضمن قبيلة الدُّرَر (الاسم العلمي: Psittaculini) مع ببغاوات جزر الماسكارين الأخرى. تَشَابُهُ مع ببغاء رودريغيس (الاسم العلمي: Necropsittacus rodricanus)، وربما انتموا للقبيلة نفسها.

رأس الببغاء عريض المنقار كبير مقارنة بجسده، ويمتاز بزائدة شعرية بارزة على مقدّمة الرأس، وله منقار كبير جداً، يقارب في حجمه منقار المقو البنفسجي، ما يساعده على كسر البذور الصلبة. تشير بقايا العظام إلى وجود اختلاف جنسي في هذا النوع متمثل بكبر في الحجم العام وحجم الرأس مقارنة مع أيّ ببغاء حي آخر. لون الببغاء الدقيق غير معروفاً، ولكن وصفًا معاصرًا يشير أنّه كان متعدّد الألوان، بما في ذلك رأس أزرق، وربما جسم وِمِنقار أحمر. يُعتقد أنّ قدرته على الطيران ضعيفة. انقرض هذا النوع في أواخر القرن السابع عشر بسبب تقلص بيئة عيشه، وتعرضه للافتراس عن طريق سلالات دخيلة على الجزيرة، وربما الصيد الجائر.






https://www2.0zz0.com/2025/05/11/02/129224226.jpg

نقيشة خشبية من عام 1601 يظهر فيها أول تصوير منشور للببغاء عريض المنقار (5، جالس على شجرة من فوق)



الوصف
للببغاء عريض المنقار رأس وفك كبيران نسبيًا، وجمجمته مسطحة من الأعلى إلى الأسفل على خلاف الببغاوات الأخرى في جزر الماسكارين. تشير التعاريج على الجمجمة أن زائدته الشعرية الأمامية البارزة كانت مثبتة بإحكام، وأنه يعجز عن رفعها أو خفضها على خلاف الببغاوات البيضاء. يدل عرض الحافة الخلفية للتوافق الفكي (حيث اتصل النصفان السفليان للفك) على أن الفكوك كانت واسعة نسبيًا. فحص «هيوم» في عام 2003 رسم «جيلدرلاند» من 1601، وقارن التشطيب بالحبر مع الرسم الرصاصي الأساسي وكشف عن بعض التفاصيل الإضافية. يصور الرسم الرصاصي الزائدة الشعرية أنها قطعة من الريش المدبب المتصلة بمؤخرة الرأس عند قاعدة المنقار، ويُظهر أجنحة مدورة مع ريش تغطية أولي طويل، وريش ثانوي كبير، وذيل متشعب قليلاً، مع ريشتين في الوسط أطول من سائر الريش الأخرى. تشير قياسات بعض العظام الأولى المعروفة إلى أن الفك السفلي كان بطول 65–78 مليمتر (2.6–3.1 بوصة)، وعرض 65 مـم (2.6 بوصة)، وكان طول الفخذ 58–63 مـم (2.3–2.5 بوصة)، وطول الساق 88–99 مـم (3.5–3.9 بوصة)، والقدم الخلفية 35 مـم (1.4 بوصة). كانت العظام الصدرية نسبيًا أقل حجمًا.

تظهر الحفريات أن الذكور كانت أكبر حجمًا، بقياس 55–65 سنتيمتر (22–26 بوصة) مقابل 45–55 سـم (18–22 بوصة) للإناث. كان التباين الجنسي في الحجم بين الذكور والإناث أكبر بين الببغاوات. على الرغم من أن الاختلافات في عظام باقي الجسم والأطراف كانت أقل وضوحًا، إلا أنه كان أكبر تباين جنسي في الحجم الإجمالي من أي ببغاء حي. ويمكن أن تكون الاختلافات في الحجم بين الطائرين في رسم 1601 بسبب هذه الخاصية. كانت رواية سائح هولندي بعنوان «ريير كورنيليس» في عام 1602 هي الاقتباس المعاصر الوحيد المتعلق بالاختلافات في الحجم بين ببغاوات المنقار العريض، مُدرِجة "غربان كبيرة وصغيرة هندية من بين حيوانات الجزيرة. نُشِرَ تفريغ كامل للنص الأصلي أول مرة في عام 2003، وأظهر أن علامة الفاصلة وُضعت خطأً في الترجمة الإنجليزية؛ حيث كانت "كبيرة وصغيرة" بدلاً من ذلك تشير إلى "دجاج البرية"، والتي ربما تكون النائل الأحمر والنائل الأصغر منه.





https://www2.0zz0.com/2025/05/11/02/114036282.jpg

رسم لجوليان هيوم مع تلوين مستند على الشهادات المعاصرة


اللون المحتمل
يوجد لبسٌ حول لون الببغاء عريض المنقار. احتوى تقرير رحلة «فان نيك» في عام 1598، والذي نُشر عام 1601، على أول رسم للطائر، مع شرح يذكر أن الطائر كان له "لونان أو ثلاثة". آخر وصف للطائر، والذكر الوحيد للألوان المحددة، كان من قبل الواعظ الألماني «يوهان كريستيان هوفمان» في 1673–75:

«هناك أيضًا إوز ونحام وثلاثة أنواع من الحمام بألوان متنوعة، وببغاوات متنقطة وخضراء، وغربان حمراء بمناقير مقوّسة وبرؤوس زرقاء، والتي تطير بصعوبة وقد أطلق عليها الهولنديون اسم الغراب الهندي.»

ادّعى بعض المؤلفين، مثل عالم الطبيعة البريطاني ليونيل وولتر دي روتشيلد، أن مجلة «جيلدرلاند» وصفت الطائر باللون الرمادي الأزرق، وأعيد رسمه، في كتاب "الطيور المنقرضة" لمؤلفه "روثسشايلد"، على هذه الهيئة، مع أن النص ذكر تعدد الألوان. فحص «هيوم» للمجلة سنة 2003 عن وجود وصف لطائر الدودو فقط. واقترح بأن الصفيحة المرسومة على الوجه، أُرِيد بها تميزُ لونٍ منفصلاً. اقترح «هيوم» عام 1987 أنه بالإضافة إلى التباين في الحجم، قد يكون للجنسين ألوان مختلفة، مما قد يفسّر بعض التناقضات في الوصوف القديمة. كان الرأس أزرق من غير شك، اقترح «هيوم» وفي عام 2007 أن المنقار ربما كان أحمر، والريش الآخر رمادي أو أسود، وهو ما يحدث أيضًا في أعضاء آخرين من قبيلة سيتاكيوليني.

نُشِرَت في عام 2015 ترجمةٌ لتقرير السبعينات من القرن السابع عشر للجندي الهولندي «يُوهَانِس بْرِيتُورْيُوس» عن إقامته في موريشيوس (من 1666 إلى 1669)، وفيها وصف الطائر بأنه "ملون تلويناً جميلاً جدًا". وفقًا لذلك، أعاد «هِيوْم» تفسير ما ذكره «هُوفْمَان» مقترحاً أن الطائر ربما كان ملونًا بألوان زاهية مع جسم أحمر وأزرق ومنقار أحمر؛ وتمت إعادة تصوير الطائر على هذا النحو في الورقة. وقد تكون الريش اللامعة أو المتغيرة اللون تبعًا لزاوية الضوء أيضًا قد أعطت انطباعًا بأن له مزيداً من الألوان. وافق عالم الطيور الأسترالي «جوزيف إم. فورشو» في عام 2017 على أن المنقار كان أحمراً (على الأقل في الذكور)، لكنه فسر حساب «هوفمان» على أنه يشير إلى لون بني أحمر أكثر اعتدالاً عموماً، مع رأس شاحب أزرق-رمادي، شبيه بببغاء ماسكارين.




https://www2.0zz0.com/2025/05/11/02/757384533.jpg

عظام ساق أحفورية، فك، عظم القص، 1893



الانقراض
رصدت السفن العربية في العصور الوسطى، والسفن البرتغالية بين عامي 1507م و1513م موريشيوس، إلا أن الجزيرة لم تُستوطن أو تُسكن. استحوذت الإمبراطورية الهولندية على الجزيرة عام 1598م، وأعادت تسميتها باسم رئيس هولندا موريس فان ناساو، واستُخدمت منذ ذلك الحين لتوفير القوارب التجارية لشركة الهند الشرقية الهولندية. بالنسبة للملاحين الهولنديين الذين زاروا موريشيوس من 1598 فصاعدًا، كانت الحيوانات المحلية مثيرة للاهتمام بالدرجة الأولى من منظور الطبخ. من بين ثماني أنواع تقريبًا من ببغاوات الماسكارين المتوطنة، نجا فقط درة الصدى في موريشيوس. ومن المرجح أن سائر الأنواع انقرضت كلها نتيجة الصيد الجائر والإزالة المفرطة للغابات.

ذكر «هيوم» عام 2007 أن الببغاء عريض المنقار كان فريسة سهلة للبحارة الذين زاروا موريشيوس، وكانت أعشاشه عرضة لافتراس القرد المخادع والفئران الدخيلة نظرًا لقدرته الضعيفة على الطيران وحجمه الكبير وتميّزه بالود النسبي تجاه البشر بسبب عدم وجود تهديدات طبيعية كثيرة على الجزيرة. وتشير مصادر مختلفة إلى أن الطائر كان عنيفًا، وقد يفسر ذلك سبب بقائه طويلاً ضد الحيوانات الدخيلة في النهاية. ويعتقد أن الطائر انقرض بحلول عام 1680، عندما أُزيل النخيل الذي قد كان يعتمد عليه في غذائه. على عكس أنواع الببغاوات الأخرى التي غالبًا ما كان البحارة ينقلونها معهم بصفة ببغاوات مرافقة. لا توجد سجلات عن نقل الببغاوات ذات المنقار العريض من موريشيوس، سواء حية أو ميتة، ربما بسبب الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالغربان. بالإضافة إلى ذلك، لم تكن هذه الطيور لتنجو في أي حال من الأحوال في هذه الرحلة إذا رفضت تناول أي شيء سوى البذور. أشار «شيك» عام 2013 أنه لم يُبلّغ عن أي صيد لهذا النوع وكانت إزالة الغابات ضئيلة في ذلك الوقت، كما اقترح أن الطيور العجوزة ستبقى على قيد الحياة فترة طويلة بعد أن يصبح التكاثر ممكنًا.







منقول


الساعة الآن 02:46 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team