![]() |
قصيدة جميلة: يا مَنْ يَرَى أدمُعي تَنْهَلُّ كالدِّيَمِ
قصيدة جميلة: يا مَنْ يَرَى أدمُعي تَنْهَلُّ كالدِّيَمِ ----------------------------- يا مَنْ يَرَى أدمُعِي تَنْهَلُّ كالدِّيَمِ مِنْ مُقْلَتيَّ وجِسْمِي بَادِيَ السَّقَمِ لا تَعجَبنَّ وإنْ أصْبَحْتُ كالرِّمَمِ (رِيمٌ على القَاعِ بينَ البَانِ والعَلَمِ أَحَلَّ سَفْكَ دَمِي في الأَشْهُرِ الحُرُمِ) واعْجَبْ لأَمْرِي فإنّي لَمْ أكُنْ أَبَدَا أَخشَى الشَّدَائِدَ لوْ مَدَّتْ إلَيَّ يَدَا لَكِنَّمَا الْحُبُّ أَصْمَانِي فَقُلْتُ سُدَى (رَمَى القَضَاءُ بِعَينَي جُؤذُرٍ أَسَدَا يا سَاكِنَ الغابِ أدرِك سَاكِنَ الأَجَمِ) صَالَ الْحَبِيبُ بِنَبْلِ الطَّرْفِ ذِي الْعُدَدِ عَلَى فُؤَادِي وَخَـلاَّني بِلاَ رَشَدِ وَإِذْ رَمَانِي وَأَوْهَى سَهْمُهُ جَلَدِي (جَحَدْتُها وَكَتَمْتُ السَّهْمَ فِي كَبِدِي جُرْحُ الأَحِبَّةِ عِنْـدِي غَيْرُ ذِي أَلَمِ) إذا بَدا قَمَرِي لا يَظْهَرُ القَمَرُ قَدْ طَالَ في حُبِّهِ التَّفْكيرُ والسَهَرُ رُوحِي لَهُ ودَمِي والسَّمْعُ والبَصَرُ (يا لائِمِي في هَواهُ والهَوَى قَدَرُ لو شَفَّكَ الوَجْدُ لَمْ تَعْذِلْ ولمْ تَلُمِ) ---------------------------------- هذه القصيدة للشاعر عبد الكريم حيدري، وأما ما جاء بين القوسين فهو لأمير الشعراء أحمد شوقي من قصيدته "نهج البردة"، وهذا النظام أو هذه الطريقة تسمّى (تخميس)، والتخميس هو أن يضاف لكل بيت من قصيدة ما، ثلاثة أشطر. ---------------------------------- معاني المفردات: الدِّيَمِ : جمع ديمةٌ، وهي المطر الذي ليس فيه رَعْد ولا برق، أو المطر الدائم في سكون. السَّقَم : الْمَرَضُ الْمُزْمِنُ. الرِّمم : جمع الرِّمَّةُ ومعناها العظام البالية. الريم : الظبي خالص البياض، جميل الشَّكل، رشيق القوام. القاع : السفح والأرض السهلة المستوية. البَان: نوع من أنواع الشجر، ينمو في سفوح الجبال. العَلَم: الجبل. أَصْمَانِي: الصَّمَيانُ هو الشجاعُ الصادقُ، ومعنى الصَمَيانُ بالتحريك، التقلُّب والوثب، ورجلٌ صَمَيانٌ: أي شجاعٌ. سُدى: مُهمل، دون فائدة، بلا جدوى، عبثًا، هباءً . مثل: ذَهَبَ عَمَلُهُ سُدىً: بِلاَ فَائِدَةٍ، أو بِلاَ مَعْنَى. جُؤْذُرٍ: والجمع: جآذر، وهو ولد البقرة الوحشية. ساكن القاع: المقصود الظبي. ساكن الأجم: المقصود الأسد، والأجم جمع أجمة، وهو الشجر الكثيف الملتف والمقصود أنه مسكن الأسد. صال فلانٌ على خصمه : سطا عليه وقهره. الطَّرْفُ: تحريكُ الجَفْن، وقاصِرَةُ الطَّرْف: هي المرأةُ الحَييَّة التي لا تمدّ عينيها لغير زوجها، فهي تقصر طرفها عن غيره. أوهى السُّقْمُ جسمَه: أضعَفَه، جعله واهيًا. جَحَدْتُها: الجحود هو وجود الإنكار مع العلم. وَجْدٌ: شَغَفٌ، مثل: أَرَّقَهُ الوَجْدُ: أتعبه الْحُبُّ ومنع عنه الرقاد. أن يعذِلْ: أن يُبَالَغَ فِي لَوْمِهِ. --------------------------------------------------- شرح مختصر للأبيات: تخيل الشاعر محبوبته وكأنها الظبي الجميل، الذي يقف في أرض بين أشجار البان والجبل، وهذا الظبي استحوذ على مشاعره أكثر من منظر الغابة الجميلة ومنظر الجبل، وهو هنا قد شغله جمال الظبي، ولم يبهره منظر الغابة الخضراء، أو الأغصان الملتفة أو الروابي أو الجبال، وأن هذا الجمال الذي بهره، كما لو كان قد سفك دمه، على الرغم من تحريم سفك الدماء في الأشهر الحرم. ولعل جمال الغزال يبرز في عينيه اللتين يتعلق بهما من يراهما، حتى ولو كان أسدا في قسوته ووحشيته وجبروته، وهذا الأسد، إنما يسكن الأجم، ويطلب النجدة والرحمة، من هذا الظبي الرقيق الذي لا يثبت أمام جماله شيء. --------------------------------------------------- |
الساعة الآن 09:21 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.