![]() |
أريـد أن أمـوت قصيدة (آني سيكستون)
آني سيكستون Anne Sexton - 1928-1974 شاعرة أمريكية لها (1) قصيدة أريـد أن أمـوت كتبت آني سيكستون هذه القصيدة للإجابة عن السؤال الذي وجهه العالم لها وصديقتها سيلفيا بلاث وغيرها من الانتحاريين (لماذا تريد قتل نفسك!) ولعلنا الآن وبعد زمن طويل صياغة السؤال لنقول بأسى وإجلال لماذا فعلت ذلك! وهاهي تجيب هنا) (المترجم) بما أنكم تسألون، فلا أتذكّر معظم الأيام أسير في لباسي، لا أشعرُ بزخم الرّحيل حينها يعود ذاك الشّبق الذي لا يسمّى .... حتّى وإن لم يكن لدي شيءٌ ضد الحياة فأنا أعرف جيّدا شفير الأعشاب التي تذكرون ذاك الأثاث الذي وضعتم تحت حرقة الشمس .... غير أنّ الانتحارات لها لغتها الخاصّة تماماً مثل النجّار يريد أن يعرف كيف يستخدم الأدوات لكنّه لم يسأل مطلقاً لماذا يبني .... لمرّتين وببساطة أعلنتُ نَفْسي امتلكت العدُوْ, ابتلعت العُدو وعلى مَرْكبه أخذت معي سِحْره .... وفي هذه الطريق، مُثقلة ومُستغرقة أدفأ من الزيت أو الماء أنا قد استرحت وسال من فوهة فمي لعاب .... لم أفكّر في جسدي عندَ وخزة الإبرة حتّى قرنيّتي وما بقي في من بَوْل، اختفى الانتحارات كانت قد خانت الجسَد مسبقاً .... اليافعون لا يموتون في العادة غير أنّهم يُبهرون, لا يستطيعون نسيان لذّة مُخدّر حتّى أنّهم ينظرون للأطفال ويبتسمون .... أن تَسحَقَ كلّ تلك الحياة تحت لسانك ذلك بحد ذاته, يستحيلُ عاطفة ستقول، موت لعَظْمةٍ بائسةٍ ومُجرّحة .... ومع ذلك ستنتظرني هي عاماً بعد عام لأمحو هكذا برقّةٍ جُرْحاً قديماً لأفرّغ شهقتي من سجنها البائس .... نتّزن هنالك, الانتحارات تلتقي أحياناً نحتدّ عند فاكهة وقمر مفقوء تاركين كِسرةَ الخبز التي أخطأتها قبلاتهم .... تاركين صفحةَ كتاب مفتوحة مُهْملة وسمّاعة هاتف معلّقَة لشيء لم يُلفظ بعد أمّا الحُبْ، أيّاً يكُن ليسَ إلاّ وباء ترجمة د. شريف بقنه الشهراني |
Wanting To Die Anne Sexton Since you ask, most days I cannot remember I walk in my clothing, unmarked by that voyage Then the most unnameable lust returns .... Even then I have nothing against life I know well the grass blades you mention the furniture you have placed under the sun .... But suicides have a special language Like carpenters they want to know which tools They never ask why build .... Twice I have so simply declared myself have possessed the enemy, eaten the enemy have taken on his craft, his magic .... In this way, heavy and thoughtful warmer than oil or water I have rested, drooling at the mouth-hole .... I did not think of my body at needle point Even the cornea and the leftover urine were gone Suicides have already betrayed the body .... Still-born, they don't always die but dazzled, they can't forget a drug so sweet that even children would look on and smile .... To thrust all that life under your tongue that, all by itself, becomes a passion Death's a sad bone; bruised, you'd say .... and yet she waits for me, year and year to so delicately undo an old would to empty my breath from its bad prison .... Balanced there, suicides sometimes meet raging at the fruit, a pumped-up moon leaving the bread they mistook for a kiss .... leaving the page of a book carelessly open something unsaid, the phone off the hook and the love, whatever it was, an infection .... .... .... .... .... .... |
مساؤك جوري غاليتي رقية أقرأ هذه القصيدة للمرة الأولى فأشكرك لأنك أسعدتني بها دوماً هناك أشياء تشاهدينها في الحياة أو تمرين بها كتجربة ولا تستطيعين فك شيفراتها ليأتيك بعد حين من يفسرها لك دون دعوة كأننا إن ألححنا على الأشياء لتتواجد استعصت وإن تركناها ونسيناها أتت طائعة! عندما شاهدت فيلم عن الروائية فيرجينيا وولف كان هناك إلحاح غريب من قبل ثلاث شخصيات على اقتراف إزهاق النفس وكلاً منهم كان يحمل مبرراته التي لا تكون مبررات بأي حال من الأحوال. كنت أتسائل كيف أن فيرجيينا وولف والروائي استطاعا بكل برودة أعصاب أن يدخلا في لجة الموت طواعية .. شعورهما في تلك اللحظة مما لا يمكن لأحد أن يخبرنا بها سواهما وهكذا طبعاً كل حالات الانتحار. ومهما قالت هذه الأديبة التي استطاعت أن تقرأ ما في داخلها وتقوده بيسر إلى بياض صفحتها لكنه قطعاً لا ينبىء عن شخصية تتمتع بالسواء النفسي أو حتى تقترب منه. اقتباس:
أليس هذا ما يفعله جميع الراحلون وبكل الوسائل والطرق غاليتي رقية من القلب أشكرك لروعة اختياراتك محبتي وتحية من شام |
لا أدري كيف نقرأ شخصية آن هارفي لكنها بحق شاعرة كبيرة ولربما حالة الإكتئاب التي عاشتها بعد ولادة أطفالها ووفاة والديها, كل ذلك أثر بها بعمق كانت تحس بأنها غريبة أو مثل الدمى المتحركة, لكأنها مذنبة في الحياة وليس من سبيل لعلاجها. كانت تكتب وتعبر عن هذا القدر الذي يرفض أن يمد العون لها .. كانت تصارع رغم نجاحاتها الأدبية كل الضغوط النفسية , وربما عدم الرضى عن موقعها في هذه الحياة. رغم هذه الحقيقة المرة تركت آن بصمتها في عالم الأدب الأمريكي وفي قلوب العالم بكل فخر واعتزاز. في عام 1974 وبعد سنة من طلاقها انتحرت في مرآب منزلها بغاز أول أوكسيد الكربون, وتوفيت عن عمر 46 عام بعد يأس شديد. كانت عنيدة لدرجة أنها لم تسمح بنشر أعمالها الشعرية الرائعة قبل وفاتها. الأديبة الراقية رقية موضوعك هذا أجمل من روعة وللحديث عن الشاعرة آن وعن حياتها الحافلة وترجمة أشعارها الرائعة في غاية الجمال الأدبي. أشكرك من صميم القلب على التذكير بهذه الأديبة الكبيرة, وكم هو متعة قراءة نصوصها الأدبية المعبرة. دمت بكل الخير. |
اقتباس:
مساؤك ياسمين دمشقي الغالية أ.ريم الشام كم تسعدني متابعتك ومشاركاتك واهتمامك هي الحياة رحلة قصيرة كزوبعة عابرة من أمل ينبثق عبر يأس يكاد يتملكنا ولا نجد سبيلاً له للخلاص عزيزتي أ. ريم في نفس اللحظة التي ذكرت بها فيرجينيا كنت أستحضر نبذة عن حياة الروائية المبدعة فيرجينيا وولف التي تمتلك الخبرة العالية في تنمية قدرات المخيال التشكيلي في حياتنا اليومية واستحضار كافة التفاصيل الواقعية والحسية وكانت دقيقة في التعامل مع الواقع روائياً والحديث عنها سيأتي لاحقاً تحيتي وود لا ينتهي الجوري الساحلي والياسمين الدمشقي |
اقتباس:
مساؤك الورد الأخ الفاضل الأديب طيار منابر طارق الأندلسي سعيدة بهذه القراءة واللفتة الجميلة منك ومداخلتك التي تمتلكها تدل على ذائقة ثقافية عالية يسعدني دوماً حضورك ومتابعتك ومشاركاتك في منبر الآداب تحيتي وتقديري الجوري والياسمين الدمشقي |
الساعة الآن 06:29 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.