منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   أثر الأفكار في حياة الإنسان (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=3058)

عبدالسلام حمزة 01-13-2011 08:48 AM

أثر الأفكار في حياة الإنسان
 
هل يستطيع الفرد منا أن يسيطر على أفكاره ؟

هل يستطيع أن يختار الأفكار الصائبة ويتجنّب الأفكار الخاطئة ؟

أم أن الأفكار - كالتفس مثلا ً - تصعب السيطرة عليها جدا ً ؟ .

يقول الإمام ابن القيّم رحمه الله في كتابه ( الفوائد ) كلاما ً نفيسا ً معناه :

( إن الإنسان لم يُعط القدرة على إماتة الخواطر , ولا القوة على قطعها , فإنها تهجم ُ عليه هجوم النَّفس , إلا أن قوة الإيمان ,

والعقل تعين ُ على قبول أحسنها ودفع أقبحها , وقد خلق الله سبحانه وتعالى النفس الإنسانية شبيهة ًبالرحى

الدائرة التي لاتسكن , ولا تتوقف عن الدوران , ولا بدّ لها من شيء ٍ تطحنه , فإن وضع فيها حب ٌّ طحنته ُ , وإن وضع فيها تراب ٌ طحنته .

والأفكار والخواطر التي تجول في النفس , هي بمنزلة الحب ِّ الذي يوضع في الرحى , فمن الناس من تطحن رحاه حبّا ً يُخرج دقيقا ً

ينفع به نفسه وغيره وأكثرهم يطحن رملا ً وتبنا ً وما إلى ذلك , فإذا جاء وقت ُ العجن والخَبز تبيَّن له حقيقة طحينه !

ويقول رحمه الله : دافع الخواطر الضارة التي تهجم على عقلك , فإن لم تفعل تحوّلت الخواطر إلى أفكار , ثم تتحوّل الأفكار إلى شهوات ,

والشهوات إلى همم وعزائم , فإن لم تُدفع صارت فِعلا ً , فإن لم تتداركه بضدِّه صار عادة يصعب الانتقال عنها ! ! ) انتهى كلامه .

عبدالسلام حمزة 01-13-2011 08:57 AM

لقد وردت أحاديث عدة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - تنهى عن التطير والتشاؤم - وهما طريقتان سلبيتان في التفكير - وتشجع على التفاؤل -

وهو طريقة إيجابية في التفكير - منها ما رواه البخاري ومسلم , وغيرهما , أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال : ( لا عدوى , ولا طَيْرة ,

ويعجبني الفأل قال : وما الفأل ؟ قال : كلمة طيبة ) .


وعند أبي داود ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( أحسنها الفأل ) ولاتؤذ مسلما ً , فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل :

( اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت , ولا يدفع السيئات إلا أنت , ولاحول ولا قوة إلا بك ) .


والذي أفهمه من هذين الحديثين الشريفين , أن الأفكار السلبية - كالخوف والتشاؤم - تهجم على الإنسان بدون دليل معقول , أو علامة صحيحة ,

فيدفعها بالأفكار الإيجابية , ويؤكد ذلك بكلمات يقولها وأدعية يرددها , فهو - إذن - قادر على اختيار الأفكار الصالحة , وطرح الأفكار الرديئة .

عبدالسلام حمزة 01-13-2011 09:08 AM

يقول ( ديل كارينجي ) في كتابه : ( دع القلق وابدأ الحياة ) فصلا ً بعنوان :

( حياتك من صنع أفكارك ) وهي حكمة رومانية قديمة , قال فيه :

( اعتقادي الذي لا يتطرق إليه الشك , أن المشكلة الكبرى التي تواجهنا جميعا ً هي كيف نختار الأفكار الصائبة السديدة , فالإنسان هو حصيلة

أفكاره , فإذا نحن راودتنا أفكار سعيدة كنا سعداء , وإذا تملّكتنا أفكار شقية أصبحنا أشقياء وإذا سيطرت علينا أفكار المرض

فالأرجح أن نُمسي مرضى ) .


إن هذا الكلام لا يعني أن يتخذ الإنسان موقفا ً سلبيا ً أمام الأمور التي تحتاج إلى تصرّف , بل هو يدعو إلى ( مواجهة ) المشكلة إذا نشأت ,

لا إلى ( القلق ) من أجلها .


( المواجهة ) تعني إدراك طبيعة المشكلة واتخاذ التدابير كلّها و ( القلق ) بشأنها هو اللف والدوران حولها دون القيام بالإجراء المناسب .


يقول عالم النفس الشهير وليم جيمس ما معناه : ليس في استطاعتنا أن نغيّر شيئا ً من أحاسيسنا بمحض إرادتنا , ولكن نستطيع أن نغيّر أفعالنا ,

فإذا غيّرنا أفعالنا تغيرت أحاسيسنا تبعا ً لذلك . ومن ثم فإن الطريق إلى السعادة - إذا افتقدها الإنسان - أن يتصرف كما لو كان سعيدا ً .


ويقول جيمس آلن : ( سيجد المرء متى غير اتجاهه الذهني حيال الأشياء والناس , أن الأشياء والناس سيستجيبون لهذا التغير بمثله ..

وسوف تتملكه الدهشة لسرعة التحوّل الذي يحدثه هذا التغير في جوانب حياته المتعددة .. ) . انتهى بحمد الله .


الساعة الآن 09:32 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team